هل بدأ خريف الاوليغارشية السعودية ؟


محمد شفيق
2012 / 8 / 30 - 19:29     

لاول مرة منذ سيطرة ال سعود على السلطة والثروة في الحجاز قبل اكثر من 272 عاما يشهد النظام الاوليغارشي السعودي وفاة اثنين من اولياء العهد خلال اقل من عام في ظل التطورات الاقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة العربية ووسط الحراك الشعبي المتواضع- المتصاعد الذي تشهده بعض مناطق السعودية . اضافة الى كل ذلك فان شخصية ولي العهد السابق نايف الذي ساهم بعقليته البولسية وسياسة التطرف في تامين الدولة السعودية ومصالحها ووأد الحركات الاصلاحية حتى داخل العائلة الحاكمة .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم . هل دخل النظام الاوليغارشي في السعودية خريفه ؟
طبيعة الانظمة الاوليغارشية تكون حصينة ومنيعة بوجه الازمات والمشاكل ومن الصعب ان تتاثر بازمة معينة . ولدينا الربيع العربي خير دليل على ذلك فالى هذه اللحظة لم تواجه الانظمة الاوليغارشية في الخليج والمغرب العربي باستثناء البحرين ازمة كالتي شهدتها المنطقة والبلدان المجاورة لهذه الانظمة . وحتى الثورة في البحرين لم ترتق الى مستوى الذي استطاع من خلاله ان يشل النظام بالكامل كما حدث في ليبيا ابان ثورة 17 فبراير واليمن او كما يحدث في سوريا اليوم . نعم استطاعت المعارضة والشعب البحريني ان يسببا الكثير من الاحراج والازمات للنظام والسلطات كان اخرها الـ 176 توصية التي اصدرها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف ، والذي جعل السلطات تطلب مهلة الى ايلول المقبل .
والسبب في ذلك يعود الى ذكاء هذه الانظمة والاستراتجية التي اتبعتها بعد توليها السلطة حيث اقامت احلافا واتفاقيات مع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وبقية الدول العظمى بل وحتى اسرائيل مما ضمن دعم انظمتها واستمراريتها في الحكم وكبح جماح الاصلاحيين والمعارضين . اضافة الى عامل اخر ومهم هو سيطرة هذه الانظمة على الاعلام والصحافة والراي العام العربي . فجميع المحطات الفضائية العربية التي يشاهدها ويفضلها المواطن العربي تنفذ اجندات وايدلوجوية تلك الانظمة ( الجزيرة و العربية ) وحتى "سكاي نيوز عربية" اثبتت منذ ايامها الاولى اتباعها لايدلوجية الانظمة الخليجية من طرح الخبر واستضافة الشخصيات الى لباس بعض مقدمي النشرات الخبرية ( الدشادشة والعقال ). وعلى صعيد الصحافة فظلت صحف الخليج هي المسيطرة على الشارع العربي وهي من تنقل وجهة نظر العرب الى العالم عبر "الشرق الاوسط " و"الحياة" هذا اضافة الى عشرات الصحف المحلية التي تلقى رواجا كبيرا لدى القارىء العربي ومثالا صحيفة ايلاف الالكترونية .
لذلك يمكن القول ان وفاة نايف بن عبد العزيز قد لايجعل الاوليغارشية السعودية تواجه ازمات او تهدد زوالها . لكنها في ذات الوقت يجعل النظام السعودي امام تحديات حقيقية هذه المرة ، خصوصا بعد تعمق الصراع داخل اقطاب العائلة الحاكمة وطمع الامراء الاحفاد ببعض المناصب والوزارات ، ونشاط الحركة الاحتجاجية في المملكة والتي سيعطيها رحيل نايف املا في التصعيد بعد ان خفت القبضة الحديدية لسلطاته .
الغرب هو الاخر سيعيد حساباته مع الضغوط التي يواجها اثر سكوته الطويل على الانتهاكات التي تحدث لحقوق الانسان وكبت الحريات العامة وحرية الراي والتعبير .
لكن لايمكن للنظام السعودي في كل الاحوال ان يصمد طويلا هذه المرة مالم يبادر الى تغيير ستراتجيته وتقديم سياسة اكثر مقبولية وتفهما لتطلعات الشباب واعتقد ان الغرب يحظراليوم لستراتجية جديدة يقدمها لحلفائه من الانظمة الاوليغارشية خصوصا اذا اخذنا بالاعتبار قيادة بريطانيا لمصالحة بين المعارضة والسلطة في البحرين .