«ما أشبه الليلة بالبارحة!»


مجدي مشعل
2012 / 8 / 30 - 08:32     

يحرص التاريخ دوماً على تأكيد بعض الدروس والعبر من خلال ابرازها وتكرارها ،
ومن هذه الدروس التأكيد على أن ( دورة الدول ) تكاد تتطابق مع ( دورة الإنسان ) ..
....- ضعف في الميلاد - ثم طفولة - ثم قوة و فتوة - وأخيراً عجز و ضعف ينتهي بالموت ...،،
ومن السهل على أي متتبع لتاريخ الدول و الحضارات أن يكتشف هذه الدورة وتكرارها " الكربوني " ، ...
... ولكن الغريب والمؤلم أن غالبية الناس وخاصة الحكام ومن حولهم لايتوقفون عند هذه الدرس البليغ..،
ويندفعون مع طول فترات فترات الحكم الى هوة سحيقة من الترهل و التفسخ وكأنة إنتحار إجباري ..،
وتتضح هذه الدورة مع ( دولة الرعامسة ) ،،
هذه الدولة القديمة التى ولدت صغيرة على يد رمسيس الإول وبلغت قمة قوتها و مجدها على يد رمسيس الثاني ، ثـــم بدأت رحلتها مع الإنحدار والتراجع حتى وصلت الى مـــرحلة الموت الإكلينيكي على يد رمسيس الحادي عشر ..ذلك الفرعون الخامل الذي كان يملك ولا يحكم وكان أقرب الى خيال المآتة اضعف مؤسسات الدولة وكل ما كان يهمة امورة الشخصية وتوريث العرش الى ابنه الذي يخلفه...
، مما أدى إلـى تراجع دور مصر على مختلف الأصعدة ..
، ومما أعطى الفرصة لتقوية شوكة الكهنة وتحكمهم في كل شئون الدول بعد ان تضخم دورهم فجمعوا بين الدين و السياسة فتقربوا إالى الشعب حتى عزموا على إنهاء حكم ( الرعامسه )، وقد بدأ هذا الدور الكاهن ( حريحور ) بالتخلص من الملك وإعلاء شأن رجال الدين ...،،
.... نجح ( حريحور و كهنته ) في سابقة لم يفعلها احد قبلهم وانقضوا على سدة الحكم وجمعوا في ايديهم كل السلطات الدينية و السياسية و حكموا مصر مايقرب عن الــ100 عام ، وساعدهم في ذلك ترهل الدولة على يد رمسيس الحادي عشر