من أهم قضية القدس أم قضية اللاجئين ...؟؟


جميل عبدالله
2012 / 8 / 27 - 13:21     

كتب تمراز يقول : لا ينكر أحد كان من يكون مكانة القدس التاريخية والدينية وأنها العاصمة الأبدية لدوله فلسطين المستقبلية الحديثة , وهي تستحق أن تحظى بالاهتمام العالمي , بحيث بدت وكأنها المشكلة الوحيدة التي يجري الصراع عليها وحولها بين العرب و الإسرائيليين , أو كأن الصراع العربي الإسرائيلي قد أختصر كله في قضية القدس فقط ...!

ولكن وفي الحقيقة هناك قضية تفوقها خطورة من حيث نشأة الصراع ومستقبلة , ألا وهي قضية اللاجئين .. حين نرى أن كل الوساطات العربية والصيغ التي يجري التشاور حولها تدور حول قضية القدس .. أو حول الدائرة الأضيق منها وهي قضية الأقصى وحين ينحصر خطاب المبعوثين من الجانب الإسرائيلي بوساطة أمريكية بأن يسوقوا الموقف الإسرائيلي دوليا ليقطعوا الطريق على التحركات الفلسطينية , في انتقاد التشدد الفلسطيني في قضية القدس , حيث يركز الإعلام الإسرائيلي واليهودي والصهيوني والأمريكي هجومه بلا رحمة وبلا هوادة على الموقف الفلسطيني في موضوع القدس , فان من الطبيعي أن تطرح تساؤلات كثيرة وهامه حول القضايا الأخرى والتي جرى مناقشتها في الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأهمها القضية الصعبة " قضية اللاجئين " خاصة عندما لا يعلن عنها شيء وتكون قضية مبهمة غامضة وينحصر الخلاف فقط في قضية القدس , فهذا يعطي أحاء للمطالع العربي والفلسطيني تحديدا أن قضية اللاجئين لم تكن موضع خلاف ..؟!

والحقيقة هناك علامات استفهام يصل حد استحالة التوافق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أو حتى تقارب وجهات النظر ؟؟ في هكذا قضية هامة إننا نشك في ذلك إذن لماذا يبقى الغموض والصمت حول هذه القضية ولماذا لم يعلن هذه الخلاف وحدوده المتباعدة ؟؟

الخشية هنا أن يغطي موضوع القدس وما سيثار حوله من مواضيع , إذا ما تم التوصل إلى اتفاق على صيغة مع الصيغ المتداولة في صندوق التنازلات , على الموضوعات الأخرى وتحديدا حق العودة للاجئين , ويصبح قيدا على الموقف الفلسطيني وعنصرا ضاغطا لتقديم التنازلات فيه !! لذلك من الضروري جدا أن يكشف النقاب عن نقاط لتقديم الخلاف في قضية اللاجئين , وأن تطرح علينا للرأي العام الفلسطيني وحتى العربي , حتى يدركوا جيدا ويشكل واضح ان حدود الصراع أبعد وأعمق من موضوع الأقصى والقدس وان الموقف يتجاوز مكانة الحرم والسيادة علية أو السيطرة على شارع هنا أو هناك ...

كل ذلك ان طبق بشفافية هو تحصين للذات الفلسطينية واستقطاب للموقف الشعبي حولها , وقطع الطريق على أيه ضغوط قد تمارس من الجانب الإسرائيلي لتقديم أي تنازلات مدمرة بحق قضية اللاجئين .. ونحن فذ هذه الأيام وهذه المرحلة من الضياع في غنى عن ذلك وقد يدفع بعض الطامعين في الاستفادة من أموال التعويضات لزيادة ثرواتهم أو إنعاش أرقام حساباتهم الاقتصادية , سواء كانوا من الأطراف المحلية أو الإقليمية , سواء كانوا من الأطراف المحلية أو الإقليمية , وأن هؤلاء يمكن استرضاءهم ببيع أوطانهم بفتات التعويض وقبر أحلامهم بالعودة في مقابر التوطين ...

إن من يذهب بالاعتقاد بأننا نبيع أوطاننا وأننا هاربون من بلادنا إنما يبيع الوهم لنفسه قبل أن يبيعه للآخرين من أصحاب القضية بالذات , ويؤسس لنفسه صورة هشة , وكلام ومواقف مغشوشة لن تصمد أمام أية هزة , فشعبنا حين هلل لصمود الشهداء لم يفعل ذلك من اجل القدس وحدها , ولا فهم الصمود على أنه الجانب المقدس فقط , وإنما ذلك هو الصمود مسحوبا على كل القضايا وأولها قضية اللاجئين , كما أنعش هذا الصمود والآمال بوحدة وطنية واسعة , تجسدت بوادرها في الاستقبال والاستقطاب الشعبي الكبير الذي تمتعت به القيادة عند عودتها من " كامب ديفيد " ...

في النهاية : كل ما ذكر ليس من باب التشكيك ولا من باب اختبار النوايا وإنها من زاوية الحرص على تعزيز مصداقية الخطاب الفلسطيني وحشد الرأي العام حوله , وحتى لا تفاجأ اللاجئون الفلسطينيون في كل مكان بأن قضيتهم والحفاظ على حقهم في العودة هي الأساس لأي مشروع سلامي يراد له أن يدوم وهي العامل المؤثر في استقرار المنطقة بكاملها ... انتهى .

سلامتكم ....
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]