حول الطائفية : نقد وتصحيح


احمد حسين جيفاري
2012 / 8 / 25 - 00:15     

يكثر الحديث عن الطائفية في مختلف الاوساط الفكرية, عاجزين عن تقديم تعريف واضح ومحدد, محوليها بذلك الى اشبه بشتيمة يلصقها البعض على الاخر, خارجين بذلك عن موضوعتها واسباب وجودها وديمومتها.
فها هو احمد عبد الحسين يتخبط في مقاله ( ماهي الطائفية ؟ من هو الطائفي ؟ ) هنا وهناك .. ذهاباً واياباً في حلقة مفرغة من نظرة علمية, معبر عن عجزه في بيانها.
فهو يقول انها (لا تنوجد علانيه) (لا خطاب للطائفية ) (بلا شاهد اثبات) ( تعرف كيف تتخفى ) ربما هو متأثر بحزورة البكبك الاصفر, لاينقص ان يقول انها اله من نوع خاص, ينتقل ليخلط بين المذهبية والطائفية ليحولها لكلمات مترادفه فيقول ( الطائفية لاترى الا حين يتم قولها صراحة اي بتسمية الناس بأسم طوائفهم ) وليس هذا يوضح الخلط فقط بل يبين بصورة ملغومة ان لها تاريخ وازلية لازمة!!
ثم يحاول وبكل صلافة طعن لب حقيقة الطائفية كعلاقة سياسية فيقول (ليس هناك حزب يدخل التشيع او التسنن في اسمه او نظامه الداخلي ) ولا اعرف ماذا يسمى احزاب كالدعوه او المجلس الاعلى او الحزب الاسلامي وغيرهم!!
ويمضي قدماً في التخبط ليشبهها بالشتيمة فيقول (لم تقل الا في معرض اتهام او دفاع) ويختتم كل المحاولات لجعل الطائفية نص مقدس بالمجهول ومصان باكاديميه بانزال الستار ولا يخرج احد هو ليعلن انه يمتلك الحل (عقوبات رادعة لكل مايمكن ان يجعل من الطائفيه هياجاً مقدساً) حلاً لمشكلة مجهوله في تحديد شكلها واسباب وجودها وفوق ذلك هذا يشكل محاوله انكار علاقه الطوائف بالدوله الطائفية!!
لانص مقدس ولتكن اللعبه مكشوفة, فأن كان نص احمد عبد الحسين يراوغ فان نقدي يراوغ, حتى يضع النقد النص في موقعه, اي حقل الصراع الطبقي.
ففكره ومن لف لفه بحاجه الى شيء من الديالكتيك, حتى تفهم الطائفية لا ككيان بل كعلاقه سياسية محدده يفسر وجودها شكل من الصراع الطبقي كما يعرفها مهدي عامل ( الشكل التأريخي المحدد الذي تمارس فية البرجوازية الكولونيالية سيطرتها الطبقية في اطار علاقه التبعية البنيوية بالامبريالية ) وكذلك يفسر الغائها شكل اخر من الصراع الطبقي, وبذا يكون التحدث عن تاريخها امر باطل فتاريخها هو تاريخ النظام بذاته.
وهي ليست مجردة بذاتها بل مرتبطه بشكل الدوله (بما هي اداة طبقية) التي بها توجد الطوائف مؤسسياً وسياسياً, اي ان الدولة الطائفية فيها تتوحد الطوائف وبها تقوم.
ويخلق ذلك الغاء لكيان الفرد واستبداله بكيان الطائفه كأصغر وحدة تكوينية مما يؤدي لخلق نظام غير متجانس, لتتكسر كل الاوهام والخدع ويخرج الحل عبر ضرورة دك هذا النظام.