ما العمل ؟؟ أي وطن نريد ؟؟


جميل عبدالله
2012 / 8 / 22 - 18:01     

كتب تمراز يقول : ولأن الأحداث في العالم العربي تسارعت بشكل غير متوقع , فان السؤال : ما العمل وأي وطن نريد ؟؟ يأخذ أبعادا تفصيلية مهمة للغاية لا بد من محاولة التصدي للإجابة عليها بجرأة وشجاعة , وبالتالي هناك أسئلة تفصيلة أخرى ولدتها الأحداث المأساوية على الشعب العربي الفلسطيني , من مثل : أين يمضي المشروع الوطني الفلسطيني ؟ أين ذهب حلم الدولة المستقلة العصرية الحديثة ؟ أين القدس العربية ؟ أين قيم السياسة واحترام فلسطين وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ؟

كل الأسئلة السابقة أسئلة شرعية تماما , حيث لا يصح والحالة حالتنا أن تكون الإجابة متسرعة أو غارقة في التنظير البارد الفارغ من محتواة , ففي حالتنا المختلفة التي اختلطت فيها الأوراق بعد عملية السلام , حيث بتنا نعيش حالة انتقالية غير واضحة ولا محدودة المعالم , حالة خلط تتداخل فيها مهمات التحرير الوطني بمهمات ما يسمى التنمية وبناء الدولة في ظل سيطرة الاحتلال , هذه الحالة التي تعقدت مع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 حيث شكلت واقع جديد , وحالة انفصال تام بعد تحول انتفاضة الحجر إلى انتفاضة حمل السلاح أو ما يسمى " عسكرة الانتفاضة " في ظل سيطرة إسرائيلية كاملة على كل مناطق الحكم الذاتي .

كل ذلك حقيقة يستدعي إجابات متأنية ودقيقة للغاية لعل أبرزها يكون في النقاط التالية :

* البدء بتحديات الواقع الفلسطيني في تحديد نوع الاستجابة المناسبة , وهذا يستدعي بالضرورة دراسة الواقع الفلسطيني بعمق وشمولية لتحديد الأولويات سواء على المستوى الوطني أو المستوى الاجتماعي في القضايا الداخلية .

* البت نهائيا في حسم موضوع التسوية السياسية , حيث لم يعد بالإمكان الاستمرار بعملية تسوية سياسية غير واضحة المعالم أو محدودة النتائج .

* التحديد النهائي للمرجعية السياسية " الفلسفية والقانونية " والتي يجب أن تحكم العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة , حيث أن القانون الأساسي المعمول به حاليا ليس مفيدا في هذا السياق .

* الانطلاق من مفهوم " الإنسان " أولا : كقاعدة وشعار , حيث لا وطن حر وديمقراطي من دون مواطن حر وديمقراطي , وبالتالي تركيز قدر كبير من التفكير والتخطيط من اجل إعادة بناء شخصية الإنسان الفلسطيني الحر الديمقراطي والقادر على النهوض بأعباء المرحلة الحالية بعد أن أصبحت شخصية الإنسان الفلسطيني مدعاة للتسول وطلب المساعدات من الدول المانحة .

* اعتبار الديمقراطية رافعه أساسية من روافع التحرير والاستقلال حيث أثبت الواقع المر والأليم بعد أربعين سنه من الاحتلال أن المجتمع غير الديمقراطي وفصائل العمل الوطني غير الديمقراطية عاجزة عن مواجهة تحديات المرحلة الاحتلالية والتي تتطور يوما بعد يوم , رغم التضحيات الهائلة فالقضية لا تقاس بحجم التضحيات أو الاستعداد المطلق لها فقط , بل الاستعداد الداخلي لقوى الشعب الواقع تحت هذا الاحتلال في خوض معركته ضمن برنامج كفاحي توفقي , الأمر الذي لا يتم إلا على أرضية ثقافية ديمقراطية حقيقية .

في النهاية : ومن هنا تبرز أهمية دراسة تجارب هكذا شعوب حية للاستفادة منها , خاصة في دول العالم الثالث التي مرت بظروف مشابهة لظروفنا , ففي تجارب بعض دول أمريكيا اللاتينية " كفنزويلا وبوليفيا وغيرها " دروس مهمة في بناء نموذج الديمقراطية الشهبية على قاعدة التحرير من هيمنة العولمة الليبرالية الجديدة وبناء دوله العدالة الاجتماعية , وفي تجارب عشرات الدول الكثير من الدروس التي يمكن الاستفادة منها في تطوير نموذجا الديمقراطي الوطني الذي يستجيب لتحديات التحرر والتنمية وبناء فلسطين الدولة العصرية الديمقراطية ومجتمعها المدني ألتعددي ...انتهى .

سلامتكم ....
فلسطين الاصل اسدود
[email protected]