مهام النهضة وجوهر العدالة الاجتماعية


جميل عبدالله
2012 / 8 / 19 - 00:05     

كتب تمراز يقول : في الحالة العربية يحيل البعض تبدد هذه العدالة , إلى البني المختلفة بنيويا وتاريخيا , والتي ولدتها الأنظمة الطبقية الاستبدادية على مساحة عشرات القرون بما فيها الإمبراطورية العثمانية , وما بعد هذه الإمبراطورية من أنظمة تحالف طبقي إقطاعي " كومبدادوري " , من تخلف اجتماعي وسياسي واقتصادي وفكري وأخلاقي ومعرفي برعاية الاستعمار القديم الجديد , وما بعد " الاستقلال " عن التبعية الأجنبية الخارجية , ودون الاستقلال الديمقراطي الداخلي شرط تحرير العقل العربي من الرجعية والتخلف والتقدم نحو التنمية الحقيقة , وحل المعضلات التاريخية المزمنة " الاثنية , الطائفية , المذهبية , المساواة في المواطنة , المساواة بين الرجل والمرأة ..." ويحيل آخرون الفشل إلى اغتصاب فلسطين , أ, تجزئة بلدان وشعوب المشرق والمغرب العربي بتقطيرها ...

التخلف التاريخي الطويل الأمد والذي اشتهرت بها الدول العربية حتى مطلع القرن العشرين , الاستعمار القديم والجديد تجاوز بل وتساكن وأعتمد الموروث التاريخي والتشكيلات الطبقية الإقطاعية " الكومبرادويه " حليفا وقاعدة اجتماعية , ثقافية وسيكلوجية قدرية , فكريه وسياسية , وحارب كل عناصر المشروع النهضوي العربي الحديث , وأحتضن طغيان النقل على العقل في خدمة الهيمنة الامبريالية والتوسعية الإسرائيلية الصهيونية , وتفكيك مشاريع التطور العربية المحلية والاشتراكية والقومية ...

إن مشروع التنوير , تحول على يد الثقافة القدرية التاريخية والراهنة , التي تنخر مجتمعاتنا إلى محنة للتنوير , بدلا من فضله – التنوير – البحث عن أكثر المبادئ تنورا , نحو تكوين منتوج الرأي العام المتنور , لقد شكلت وتشكل الثقافة القدرية أبرز أعمدة أنظمة الاستبداد الطبقية الضيقة والمغلقة على مساحة عشرات القرون , وأخرها القرن العشرين قرن التحولات العظمى في تاريخ البشرية , القرن الاستثنائي الذي ضاع على الشعوب العربية , وانجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية , والمطلوب تدارك الحالة العربية التي تمسي بها الحداثة " تماديا " على الموروث القدري واقانيمة , والمستوحى من " القروسيطة " المتناقض والمتصادم مع عصر الأنوار وقيمة التحرر ومواصلة التغيير الاجتماعي لصالح الطبقات العاملة والفقيرة والطبقية الوسطى في إطار الديمقراطية السياسية اللبرالية التي تفتح الفضاء نحو الثورة الصناعية , وتحرر العقول والعدالة الاجتماعية المفقودة .

ان الدواء الناجح لقوى اليسار الوطني الديمقراطي , والثوري , لن يتمثل فقط في المشاركة السياسية على أهميتها , نظرا لاستفحال الداء , بل في إعادة بناء حركة شعبية تحررية تقدمية متنورة , بما يطلب من جهود شاقة وضخمة لان السلفية القدرية , والدينية السياسية ومدرسة المحافظين الجدد , ستصل في النهاية إلى الجدار المسدود , لا تملك حلولا لمشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية , فهي مغلقة على الجوهر الاستغلالي للنظام الرأسمالي , وبالتأكيد لن نتمكن نحن العرب من اللحاق بعجلة التاريخ المعاصر , وعلينا فحص ماسي تجاربنا , وما وصلنا إليه من تدمير ذاتي وعدمية راهنه , في العالمين العربي والمسلم .

إن هذا المغلق , سيواجه من قبل الشعوب المهشمة بالمخطط المفتوح للمستقبل , وهنا ينبغي أن نبرز جهود اليسار وبرنامجه في منهجية صحيحة , بما يفتح من جديد استئناف تطور الحركة والتحولات التقدمية الشعبية التي شهدها العالم العربي .

ألان ينبغي على اليسار بحق إعادة بناء حركة اجتماعية وسياسية كي لا يكون موقفة انتظاريا فقط لطلب المساعدات والتمويل من الخارج عن طريق المؤسسات الدولية عبر مشاريع هدفها ضرب الاقتصاد العربي , لابد لليسار من تجديد مصداقيته الفكرية اليسارية الوطنية , وفكر التطوير والتغير والإصلاح والانفتاح , كل ذلك مقرونا بالإفادة من تطور الحركة التقدمية الجديدة على المستوى العالمي ... انتهى .

سلامتكم ...
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]