نحن نصر لا يتحرك ...!؟


جميل عبدالله
2012 / 8 / 16 - 22:50     

كتب تمراز يقول : للأول مرة منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة , تتعرض وحدة الكيان الفلسطيني لخطر التبديد والانهيار وتحقق طموحات الجانب الإسرائيلي بضرب النسيج الاجتماعي والوحدوي بفصل جغرافي لقطاع غزة عن الضفة الغربية . حيث وصل الأمر الإطاحة بالنظام السياسي الفلسطيني إلى حافة الانهيار , وما رافق ذلك من ممارسات غريبة عن تقاليد شعبنا الفلسطيني وأعرافه , كل هذه الممارسات خطر حقيقي على القضية الفلسطينية وتدمير لجسور الوحدة والحوار وخروجا على الأسس والمعايير الديمقراطية الوطنية .

كل ذلك يقود إلى إضعاف النضال الفلسطيني وتشويه لصورته وتدمير منجزاته , إن هذا الوضع الغريب يفتح الأبواب نشرعه أمام شتى إشكال التدخلات ويقود إلى التآكل التدريجي وتمزيق وحدانية التمثيل الفلسطيني وتبديد استقلاله .

كل ذلك أعطى ألفرصه للجانب الإسرائيلي بالادعاء بغياب الشريك الفلسطيني ويوفر لها الذريعة المناسبة لتصعيد عدوانها والهروب من استحقاقات الشرعية الدولية من متطلبات الحل النهائي .

سؤال كبير ونريد له الاجابه بأمنه وطنيه : هل نذهب إلى القاهرة إلى إتمام المصالحة بالشروط الترهيبيه الأمريكية والقاضية بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية والاستجابة للضغوط في رفض الأسس والبنود التي تم الاتفاق عليها في ورقه المصالحة الفلسطينية ؟ ونترك أميركا والاتحاد الأوربي لتنفيذ تهديداتهما في هذا الأمر ..
إذا كان هناك من يفكر في الذهاب إلى القاهرة وبعدها ليقبل بالشروط والامتلاءات الإسرائيلية الأمريكية فأفضل أن يوفر عناء ومشقة السفر , إن هذه المصالحة هي بمثابة منبر نشرح من خلاله أهدافنا وعدالة حقوق شعبنا وان كل الفصائل الفلسطينية المسلحة وغير المسلحة في خندق واحد للدفاع عن هذا الوطن , فعندئذ يصبح واجبا علينا الذهاب للقاهرة والاشتراك في إتمام هذه المصالحة مهما كانت التهديدات الأمريكية الإسرائيلية .

إن الخروج من هذا الوضع المأساوي يمثل الاولويه القصوى لكل فلسطيني حريص على مستقبل القضية الفلسطينية المركزية , والترفع عن المصالح قصيرة النظر .
إن ذهبنا إلى القاهرة يعني أن يكون للدفاع عن حقوقنا وشرحها والاستفادة من هذا الاتفاق لتوفير الظروف المناسبة ليسمع صوتنا الآخرون , وبعكس ذلك , أي بعدم الحضور والانصياع للتهديدات الأمريكية سنهدم كل ما تبقى من جسور الاتصال بين كل الفصائل مع يعضها البعض , وهذا من شانه أن يغلق الباب في ألمطالبه بحقوق شعبنا ويجعل أي بديل لحضور المصالحة من اجل تحقيق أهدافنا أمرا في غاية الصعوبة ...

لذلك أرى أن نذهب إلى القاهرة بقراتنا الوطنية والتي اتفقنا عليها في ورقة المصالحة , ولا شيء يلزمنا بقبول ما لا نريد قبوله , ولكن حتى تتحقق هذه المصالحة وتنجح يجب وضع خطه وطنية مفصله وتوفير الإطارات لتنفيذها , أما إذا استمر الحال على ما هو علية فستزداد مخاطر إدخالنا في مأزق الأجندات الخارجية .
في النهاية : وبدون العودة إلى الماضي الخبيث من فتره الانقسام نقول أن هذه العملية والتي سيقدم عليها المشاركون في العاصمة المصرية ذات طابع مصيري تتطلب أوسع وحدة ممكنه وأفضل الطاقات الوطنية والفكرية لإنجاحها محليا ودوليا ..انتهى .

سلامتكم ...
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]