أبرز القضايا المطروحة منذ بداية انتفاضه الأقصى ..


جميل عبدالله
2012 / 8 / 12 - 10:49     

كتب تمراز يقول : اندلعت المواجهة المسلحة " ألانتفاضه الثانية " في يوم 28سبتمبر من عام 2000ليس فقط بسبب اقتحام " شارون " للحرم القدسي ؟! ولكن للأسباب كثيرة كانت أعمق وأكثر تعقيدا تمثل رد فعل حتمي لما آلت عليه سياسة الخطوات الصغيرة والاتفاقيات الجزئية التي بلغت طريقا مسدودا أثناء مفاوضات " كامب ديفيد " من نفس العام ثم مفاوضات " طابا " أيضا من نفس العام , ولان الحلول المطروحة أغفلت بحق الحد الأدنى من الحقوق الوطنية , فالمعروض من قبل الجانب الإسرائيلي المفاوض دوله فلسطينية مقطعه الأوصال , خاضعة للهيمنة الإسرائيلية استراتيجيا واقتصاديا وامنيا , حيث تم إعطاء الفلسطينيين ما نسبته 14% من القدس المحتلة عام67 , وتضم إسرائيل 68%منها ؟! كما تضم أيضا 11.5% من مساحه الضفة الغربية , وهذا مقابل شطب حق العودة للاجئين , ولم يكن لأي قياده فلسطينية أن تقبل ذلك وتحتفظ في ذات الوقت بموقعها على رأس الحكومة الوطنية وسط معاناة الشعب الفلسطيني ...

تجدر الإشارة إلى أنه عندما تدخل الوسيط الرسمي لعملية السلام طلبت الولايات المتحدة في مؤتمر " شرم الشيخ " الذي عقد في يوم17 أكتوبر من عام 2000بوقف كل أشكال العنف والتزام الطرفين بعدم الإقدام على أيه خطوات من جانب واحد واستئناف العملية التفاوضية , كان ذلك غريبا جدا حيث ساوت الولايات المتحدة بين القاتل والضحية , وجعلت من العنف موضوعا مشتركا ..؟! ولم تطلب بشكل صريح وقف العنف من قبل الجانب الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال وتوفير الحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني , ولا حتى وضع آليات تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ... كل ذلك يصب في مصلحه الجانب الإسرائيلي وفي رؤية حكومة " باراك " للحل النهائي في ذلك الوقت ...

1.خطه خريطة الطريق وخطه الانسحاب الأحادي الجانب من القطاع :
مع تغير طبيعة السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط وخاصة بعد أحداث سبتمبر من عام 2001 مع بدء التحضير للحرب على أفغانستان والعراق والحاجة لكسب التأييد العالمي والعربي لهذه الحرب , وبدلا من إكمال دورها كوسيط للمفاوضات وراعيه لعمليه السلام لحل قضية المرحلة والسير قدما في دفع عمليه المفاوضات إلى الأمام فان الرئيس " بوش الابن " أخذ يلوح بورقه قطع المساعدات الممنوحة للسلطة الفلسطينية ضمن اتفاقيات عمليه السلام , والمماطلة والهروب من التزاماتها بحق الشعب العربي الفلسطيني باقامه دولته على أرضه ضمن حدود 67 , وأيضا مماطلة السلطة بتحمل ما تأول إليه الأوضاع ووقف العنف فورا من جانب الفلسطينيين قبل الإسرائيليين هو ما استجاب إليه الرئيس الراحل " أبو عمار " وأعلن وقف إطلاق النار في يوم 16 ديسمبر لعام 2001وهو ما استجابت له فورا جميع الأذرع العسكرية ..

لكن استغلت إسرائيل هذا الموقف من الجانب الأمريكي فقامت باغتيال قائد كتائب الأقصى " رائد ألكرمي " ومصادره حمولة سفينة " كارن أيه " ومواصله " شارون " القمع بالقوة المسلحة ضد ألانتفاضه كل ذلك ..أدى إلى تصاعد العمل العسكري المسلح داخل مناطق الحكم الذاتي وداخل الخط الأخضر .

ولم يكن الجانب الأمريكي ولا بأي حال من الأحوال جادا ليضغط على الجانب الإسرائيلي بوقف العنف من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي الذي طالت يده كل مناطق الحكم الذاتي بداية من جنوب قطاع غزة " رفح " وحتى شمال الضفة الغربية " جنين " .. مما يؤكد على أن الجانب الأمريكي يعمل جنبا إلى جنب مع الطرف الإسرائيلي جاءت خطه " زيني " في يوم 27مارس من عام 2002 واقترحت تحويل مسئولية الأمن في المناطق " أ " مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي , فيصبح الدور الفلسطيني في تلك المناطق ضعيفا , وهذا ما وفر " لشارون " في ظل قرار أمريكي إسرائيلي مشترك إلى القيام بعمليه " السور الواقي " في يوم 29مارس وحتى 28ابريل من عام 2004 , حيث أعيد احتلال المناطق التابعة لسلطه الحكم الذاتي في كامل أرجاء الضفة الغربية طبعا بما فيها مناطق " أ " و " ب " وتبين بذلك خلل السلطة وهشاشتها حيث أصيبت كامل المؤسسات الحكومية والمدنية بالشلل الكامل والتام ؟!

كل ذلك تزامن مع عودة حديث الولايات المتحدة عن حل جديد يفرض على الجانب الفلسطيني القبول بالأمر الواقع بشرط إعادة هيكلية السلطة الوطنية تمهيدا للمفاوضات على أن يتزامن هذا الإصلاح مع الإعداد لعقد مؤتمر دولي ..؟! كل ذلك لتامين أجواء التهدئة في المنطقة بما يخدم عملية التحضير للعدوان على العراق وأفغانستان ومحاوله شق وحده القيادة الفلسطينية وخلق قيادة جديدة مختلفة من مهامها شن حرب متواصلة على الإرهابيين ووقف العنف والإرهاب وإجراء إصلاحات في بنيتها كمقدمة ضرورية لاستئناف المفاوضات .. والتي يفترض أن تسفر عن قيام دولة يبقى مضمونها موضوع غموض كبير ...؟! إذن هدف الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت هو دوله مؤقتة غير محدده الحدود ..!!بما يخدم امن ألدوله العبرية ..

2. عسكرة ألانتفاضه :
بعد هذا القرار الخاطئ وتحول ألانتفاضه من الحجر إلى السلاح كانت إسرائيل في الوقت ذاته قد بدأت في ربط المقاومة بالإرهاب ؟! ولأنها كانت ترغب في تعديل مسار " أوسلو " وتجاوزه خاصة موضوع استحقاقات الوضع الدائم بما يخدم دوله إسرائيل , ولهذا غلب في هذه المرحلة النضال المسلح وحمل السلاح على النضال الجماهيري والسياسي بما يخدم أعذار دولة الاحتلال من أن كل العمليات المسلحة تستهدف المدنيين , وقامت إسرائيل باختراق بعض الاجنحه العسكرية المسلحة بدرجة واقع التسوية على الأرض والسماح لها بالتحرك ضمن أجندات خارجية دوليه وإقليمية ..

ولعل هذا ما يفسر قيام وزراه الخارجية الأمريكية بإدراج أسماء فصائل العمل الوطني ضمن قائمة المنظمات التي تعتبرها إرهابية لقيامها بأنشطة مسلحه منذ بدا ألانتفاضه الثانية .

باختصار , فان الرؤية الحقيقية لمجريات الأمور بعد مرور 12 عام على ألانتفاضه الثانية , فانه ينبغي تعميق الطابع الجماهيري للانتفاضة وعدم الأخذ بالتناقضات الوهمية بين هذه المهمة وبين ما يسمى " ظاهرة عسكرة ألانتفاضه " لان انتفاضه مسلحه 100% لن تخدم مصالح الشعب بالقدر المطلوب , فالطرف الإسرائيلي يعمد دائما على تصوير المقاومة الفلسطينية بأنها الويه واجنحه عسكرية مدربه تدريبا جيدا " أجنحة نظاميه " , فكان المطلوب دائما من قبل المجلس الوزاري المصغر بعد كل عمليه عسكريه هو ضرب التجمعات السكانية والمواقع الأمنية وترك يد الجيش الإسرائيلي تطال كل ما يمكن أن تصل إليه يده ...

والحقيقة كان ينبغي تخلي السلطة عن اعتبار ألانتفاضه المسلحة وحمل السلاح قيمه تكتيكية باعتبارها تطورا نوعيا جديدا في مسار العمل الوطني الكفاحي , وثانيا لا يجب التحجج بفداحة الخسائر التي لحقت بالشعب الفلسطيني والتواري خلف نظريه أجابيات عسكرة ألانتفاضه , وهذا يتطلب إحداث تغير في إستراتيجية ألانتفاضه يقوم على مبدأ تصحيح وترشيد خط المقاومة وتوحيدها , بحيث يجب تحييد المدنيين تماما وخاص هان الرد الإسرائيلي على مثل هذه العمليات بات مكلفا جدا بشريا وماديا للشعب , وان تقتصر المقاومة المسلحة على جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين المسلحة التي تنهب الأرض فقط , وان يكون الهدف هو استنزاف الإدارة السياسية للعدو عبر تحميلها التكلفة البشرية والمعنوية لقواه المحتلة وإرغامه على القبول بحلول تستجيب للحد الأدنى من المطالب الفلسطينية ... وهدف أخر مهم جدا هو الحفاظ على الأمور الحياتية اليومية للشعب العربي الفلسطيني في ضوء استخدام إسرائيل قوة الاله العسكرية دون كوابح أو قيود رادعه في تدمير ألبنيه التحتية لمقومات الشعب , والعمل على إطلاق حمله إعلاميه عربية وعالميه موسعه تفرق بين الإرهاب المسلح والمقاومة المشروعة ...انتهى .

سلامتكم ...
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]