تشد الرحال إلى .....!؟ في ذكرى حرب الخليج وحرب غزة ..


جميل عبدالله
2012 / 8 / 9 - 09:31     

كتب تمراز يقول : تشد الرحال إلى 3أبار نفط , البئر الأول في العراق والبئر الثاني في الكويت والبئر الثالث في السعودية , هذه الآبار الثلاثة تأشيرتك لدخول العالم الحر يعني لتمنحك صك البراءة وأنت معلق بين السماء والأرض أن تضمن حسن النوايا قبل أن تهبط بك طائرة الآمال في معسكر الخير ...!!

منذ غادرت الخليج عام97الى فلسطين المحتلة , وفي تلك اللحظة لم أشاهد فضائية عربيه وما كنت أتابع المواقع الالكترونية والجرائد , لولا أن الأحداث توالت تباعا وبسرعة عن فوز " جورج بوش الابن " بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض حيث نقل معه فيروس نشر الديمقراطية في العالم الثالث , حيث أرغمت أخيرا على كسر صمتي وصيامي عن الأخبار العربية والعالمية ومعاودة جلد الذات في متابعه كل ما هو جديد.

كانت صدمتي , حين اكتشفت حال وصوله حرمانه من عمل الخير للعرب ...؟! بسبب العاصفة التي بثت في أروقه البيت الأبيض بان مصالح أميركا في الشرق الأوسط مهدده بالخطر , ووجود نظام مثل نظام صدام حسين هو الأخطر , وهكذا , غدت الأخبار تشاركني نهارا وليلا , لدرجه أنني أنام وبجانبي مذياعي حيث منحني ذريعة للهروب وطلب اللجوء الصحي إلى شرفة منزلي الذي طبقت فيه المقاطعة الإعلامية التامة يعني " الأخبار السامة " فكلما سمعت خبرا عن أحداث التسعينات نذرت على نفسي بالصيام عن الأخبار كما يصوم الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال ويصوم الرهبان عن الكلام , فما إن سمعت وجبه أخبار دسمه إلا وأصابني كآبه , ولازمني شعور متزايد بان الرئيس " جورج بوش الابن " ينوي على كارثة لا أعرف لها عنوانا ولا هدفا بعد , ولكنها كقنبلة تستعد للانفجار وقد يؤدي بي في خبر من الأخبار إلى صدمه قلبيه مميتة .

ذلك أن الرعب وذكرى حرب الخليج باتت حقيقة كونيه , أعده الرئيس بوش في مطبخ " معسكر الخير والحرية ! " ,وكان فيه كبار طهاة العالم حيث تعهدوا للإرهابيين بتوزيعه مجانا على سكان الشرق الأوسط مع كل وجبه إفطار جماعية ...!!

فكل مشاهد يتناول فطوره على واقع مشهد بغداد الغارقة في دمها , في مجزرة السيارات المفخخة , وتأتيك فتره الغداء لتتغذى على ركام بيوت هدمت على أصحابها في فلسطين , وسرطان المستوطنات وقلع الأشجار وتهويد القدس , وتأتيك فتره العشاء لتشاهد نساء يتمنين ويستنجدن بإنسانيه المواطن العربي وصرخات واااااه معتصماه ...
حيث كانت أخر وجبة إخبارية تناولتها من النوع الدسم في عام2008في تمام الساعة الحادية عشرة والربع صباحا, استيقظت على واقع قصف جوي مركز وعنيف لكامل أرجاء قطاع غزة بداية من الشمال إلى الجنوب وفي وقت واحد , وبسبب إحباطي فتحت التلفزيون عساني اسمع خبر يفقدني شهيتي , وإذا بي , من دون مقدمات أمام صور للأشلاء الشهداء بدت عليهم علامات السكون والوهن , يساقون على أسره محمولين أمام عدسات المصورين في غرف دار الشفاء ..؟ لم اسمع صوت إلا صوت البكاء , ولكن كان يكفي ما رأيته للأشعر بأن أرواحهم كانت في السماء , وأرجلهم كانت ثابتة في الأرض , وبأنهم جاؤوا إلى دار الشفاء بصورة " أبطال " وغزة التي غدت رمزا للشرف العربي في ثلاثة وعشرون يوما متواصلة من القصف والاجتياح .

أنا الذي لست من يتامى الحرب , ولا عهد لي بفلسطين كان يحكمها جيش الاحتلال , بصولجان ألنجمه والخطان الأزرقان , منذ الحرب على غزة وأنا أغلق التلفزيون وادخل في إضراب مفتوح عن الأخبار لأسابيع عدة خشية أن أقع على صورة نفسي وأنا أراه على شاشة أو صورة المقربين لي .

يومها حرمت بحق من تناول طبق الإفطار فقد غصت حنجرتي بدمع الاهانه وغزة تقصف والعالم العربي والإسلامي يشاهد ويدعوا لنا " الله معكم .. أثبتوا فان موعدكم الجنة .." ...انتهى .

سلامتكم ..
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]