الحرب الاهلية والتغيير في سوريا في ظل نتائج (الربيع العربي )


عواد احمد صالح
2012 / 8 / 9 - 03:46     


الصراع المسلح بين النظام القائم في سوريا ومعارضية وصل الى مستوى الحرب الاهلية بعد احداث مدينة حلب وهو الان مفتوح على التطور في جميع الاتجاهات بعد ان اعطى اوباما الضوء الاخضر للجهات المسؤولة في ادارته بتسليح ما يسمى بالجيش الحر بالأسلحة الامريكية ...
مسؤولية النظام السوري
نظام البعث القومي في سوريا الذي حكم البلاد منذ عام 1963 هو نظام بونابرتي برجوازي مغلق ومثل بقية الانظمة القومية العربية التي وصلت الى الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية حكم سوريا طيلة اكثر من اربعين عاما بالحديد والنار ومسك البلاد بقبضة امنية قوية وقمع جميع المعارضين السياسيين ، ورغم انه قدم مجموعة من الانجازات العصرية على طريق الحداثة والتطور والمدنية الا انه جعل معظم المجتمع السوري يرزح تحت نير العوز والفقر ووسع هوة اللامساواة الاجتماعية والتباين الطبقي وخلق طبقة برجوازية مرتبطة بالنظام عن طريق رأسمالية الدولة ... وبهدف ركوب الموجة الدينية التي سادت في العالم في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عقب احداث 11 سبتمبر قام النظام بتقوية الدين في المجتمع بهدف كسب ود المتدينين عن طريق انشاء المدارس والمعاهد الدينية فقد بلغ عدد الجوامع في سوريا حتى اليوم 40000 جامع واكثر من 1200 مدرسة لتحفيظ القران باسم معهد الاسد لتحفيظ القران على الطريقة الباكستانية هذه البنية الفكرية والمادية خلقت اجيال جديدة مؤدلجة دينيا ووفرت ارضية شاسعة لنمو التطرف الديني والارهاب مثلما حصل في العراق في حقبة صدام ... اليوم تجد المعارضة السورية في غالبيتها السنية بنية اجتماعية جاهزة لتعبأة المقاتلين وغدا وبعد اسقاط النظام لبناء نظام ديني يقوده الاسلام السياسي هذا اذا ادركنا ان بقية اطراف المعارضة الليبرالية العلمانية واليسارية قياسا الى التيار الديني لن يكون لها تاثير اجتماعي وسياسي يذكر ..مما يعني ان البديل السياسي والنظام المقبل وفي ظل الدعم الخليجي والتركي والامريكي المادي والمعنوي سيكون من تيارات الاسلام السياسي بكل تاكيد . في مثل هذه الحال فأن حديث المحللين السياسيين المتحذلقين ودعاة الحرية والديمقراطية والتمثيل الشعبي والتوازن بين الطوائف ..الخ يظل مجرد لغو فارغ وضرب من ضروب احلام اليقظة ، كل الذين يكتبون عن الوضع في سوريا وعن نضال الشعب السوري من اجل الحرية عليهم اولا ان يستندوا الى الوقائع الملموسة والى تحليل البنية الاجتماعية والسياسية للمجتمع السوري ، ولابد ان نقول ان جميع الانطمة الديكتاتورية المغلقة ونتيجة للكبت السياسي والحرمان الاقتصادي الذي تمارسه ازاء شعوبها تنتهي الى خلق اوضاع اجتماعية معقدة .ومن اجل استمرار بقاءها في السلطة والحكم تحاول " افينة " المجتمع عن طريق توسيع نفوذ الدين ، لكن هذا السلاح ينقلب ضدها في نهاية المطاف ، لهذا فأن التغيير القادم سيتخذ مرحلة مخاض معقد دموي وعسير ولن يتم وفق تمنيات مثالية ابدا . وبناء على هذ التصور لايمكن لاي احد ان يتكهن ويتفاءل بحصول تغيير ديمقراطي حقيقي في سوريا في المرحلة القادمة ، يمكن الجماهير من الحصول على حريتها الكاملة وتحسين مستوى حياتها الاجتماعية والاقتصادية بما يؤدي ..الى ترسيخ قيم المدنية والحداثة والحرية والمواطنة المتساوية ، بعد ذروه العنف والقتل والتشريد الذي طال مئات الالاف من الناس من طرف النظام وخصومه .. فالقوى الرجعية والنكوصية الطائفية وبما تمتلكه من سلاح ووسائل ايديولوجية وسياسية ودعم مالي من دول الخليج والغرب تتهيأ للانقضاض على السلطة واغراق المجتمع السوري بالتناحرات الطائفية والمذهبية والقومية في سياق سيناريو اسود جديد والإجهاز على المكتسبات العصرية والحداثية التي حققها المجمتع السوري عبر مراحل طويلة من النضال ....
نتائج الخريف العربي ..
تبين بعد تجربة تونس ومصر وليبيا ووصول الاسلاميين الى الحكم ان مايسمى ( بالربيع العربي ) انتهى الى عملية سياسية جاءت الى السلطة بتيار الاخوان المسلمين بمختلف مسمياته اضافة الى الحركات السلفية الاخرى بمختلف اشكالها ومسمياتها على انقاض الحركة القومية العربية التي استلمت السلطة عقب مرحلة التحرر الوطني من الاستعمار في منتصف القرن العشرين وما بعده اي ابتداء من ثورة يوليو في مصر عام 1952 من جهة اخرى وان المخطط يقضي بانهاء دور الحركة القومية العربية ورموزها بشكل تام على مستوى العالم العربي لصالح الاسلاميين وايصال الاسلام السياسي" المعتدل" الى السلطة بنظر الغرب سيقطع الطريق على التطرف الاسلامي الارهابي اي القبول باهون الشرين.
الجماهير التي ركبت موجة التغيير وقادتها في هذا الخريف العربي خرجت خالية الوفاض ومحبطة وان مايسمى ب "الثورة " لم تكن الا كذبة كبيرة صدقها الجميع فالسلطة انتقلت من البرجوازية القومية ورموزها الديكتاتوريين الى البرجوازية الاسلامية الاخوانية - النهضوية ... طبعا هذه العملية تمت بغطاء ودعم امريكي غربي فرنسي الماني بريطاني تحت يافطة الديمقراطية والانتخابات وبتمويل خليجي ...دفعت قطر ملياري دولار لدعم " الثورة الليبية " التي قادها حلف الناتو باعتراف مصطفى عبد الجليل رئيس مايسمى بالمجلس الانتقالي في ليبيا ودفعت السعودية لهذا المشروع ومازالت تدفع الملايين من الدولارات للاخوان والسلفيين في مصر وفي سوريا الان وعلى الصعيد السياسي قدمت مشروع قرار حول سوريا في الامم المتحدة فشل بسبب الفيتو الروسي الصيني .
ويبدو ان الطبقة الحاكمة في كل من قطر والسعودية ومن خلال اموال البترودولار وبايعاز من الولايات المتحدة خاصة هما اللتان تقودان المرحلة الراهنة سياسيا في العالم العربي بعد موت الجامعة العربية وتحولها الى اداة بيد وزير خارجية قطر حمد بن خليفة عراب التغيير ، مرتهنة لارادة الغرب وحلف الناتو .
دور الاعلام الفضائي – الجزيرة والعربية
من الناحية الاعلامية مشروع التغيير هذا تقوده قنوات الجزيرة والعربية وقناة الحرة وقنوات اخرى وترصد له ملايين الدولارات ومئات المراسلين بهدف خلق البلبلة والتهويل والاكاذيب وصدق او لاتصدق في عصر العولمة اصبح الاعلام الفضائي وغيره سلاح فتاك واكثر الاسلحة تاثيرا ومضاء على مر العصور وهو قادر على قلب الحقائق وغسل الادمغة وتحويل الاسود الى ابيض وبالعكس وتوجيه مزاج الراي العام والجماهير بالاتجاه الذي يريده وبالتالي فان مجرى الاحداث سيجعل اكثر العقول تحليلا ومبداية فاقدة للبوصلة ومنخدعة هي الاخرى بالبهرجة وبما يسمى (التغيير والثورة والحرية والديمقراطية ) هذه المفاهيم والشعارات التي افرغتها البرجوازية العالمية المتأزمة من اي مدلول سياسي او اجتماعي يصب في خدمة الجماهير العريضة .
لاحظوا كيف صمت الاعلام تماما عما يجري في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي اكثر المراقبين حنكة وفطنة لايعرف شيئا عن حقيقة الوضع الماساوي الصراع القبلي - الديني الذي تقوده القوى الرجعية في ظل التعتيم الاعلامي الشامل وبسبب ان الهدف بالنسبة للاعلام قد تحقق ... وصول الاسلام السياسي الرجعي والمتخلف الى السلطة ومابعد ذلك ليس هنالك شيئا مهما بالنسبة لجميع الفرقاء ... دع الجماهير تسقط في الهاوية ...
دور الاطراف والقوى الدولية الفاعلة فيما جرى ويجري في سوريا...؟؟؟
حتى الان الاطراف الدولية ( امريكا ودول الغرب تركيا قطر والسعودية وجميع دول الخليج التي تمتلك قوة مالية هائلة ) منعت مايسمى ب " المعارضة السورية " من دخول اي حوار جدي مع النظام السوري لصالح الاصرار على اسقاط نظام بشار الاسد وحرضت الكثير من الضباط واركان النظام على الانشقاق مقابل مبالغ مالية كبيرة لصالح تعميق حدة الازمة وامدت ما يدعى ب (الجيش الحر ) بالاموال والاسلحة والمقاتلين من جميع انحاء (العالم الاسلامي) بهدف (الجهاد ) في سوريا ...وهذا يفسر فشل مشروع كوفي عنان ومهمة المراقبين العرب وغيرهم وبالتالي قوضت اي مخرج سياسي كان من الممكن ان يحل الازمة بشكل سلمي ويجنب المجتمع السوري القتل والدمار والخراب الذي يحصل اليوم .
ان سوريا قد دخلت في نفق حرب اهلية مظلم لن ينتهي بزوال النظام او حتى في بقاءه والازمة الان يمسك بخيوطها الرئيسية اللاعبين الدوليين ، اوباما ودول الغرب ورئيس الوزراء التركي رجب اردوغان الذي يسعى الى احياء امجاد الامبراطورية العثمانية وايجاد دور ونفوذ لتركيا " كقوة دولية " وتوسيع مصالح الرأسمالية التركية.. وإيجاد اسواق لها في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ...اما قطر والسعودية وبقية دول الخليج التي تحكمها انظمة اوتوقراطية رجعية متخلفة والمتحالفة مع الغرب فهي تستخدم قدراتها المالية والاعلامية الهائلة في تعميق حدة الصراع والحرب الاهلية في سوريا لصالح وصول الاسلاميين في نهاية المطاف الى الحكم ... والخاسر الاكبر في هذا السيناريو الاسود هو الشعب السوري الذي يقتل ويذبح يوميا .. على مذبح ( الحرية والديمقراطية ) المزعوم ...
دور روسيا والصين
دور الرأسمالية الروسية في الازمة السورية هو اليوم اكثر جلاء ووضوحا : خدعت الدول الغربية وامريكا روسيا اثناء حرب الناتو في ليبيا مقابل وقوفها على الحياد ومقابل بعض الوعود التي تنصلت عنها الدول الغربية فيما بعد مقابل تدخل فرنسا في الحرب واسقاط نظام القذافي ، تم تدمير معظم السلاح الروسي لجيش القذافي السابق وروسيا تتفرج على اهانة سلاحها وتدميره وبالتالي خسارتها لسوق سلاح مهم في ليبيا سيتم استبداله حتما بالسلاح الغربي قال وزير الخارجية الروسي بصراحة ووضوح في احد تصريحاته اخيرا " لن يخدعونا هذه المرة في سوريا مثلما فعلوا في ليبيا " ويبدو ان الرأسمالية الروسية الغبية تنبهت هذه المرة لقضية مصالحها السياسية والعسكرية التي يحاول الغرب التضييق عليها يوما بعد يوم ...هذا اضافة الى سيناريوهات سرية اخرى ادركت روسيا والصين اهميتها بالنسبة لمصالحهما الاستراتيجية في الشرق الاوسط وبالتالي وقفتا الى جانب نظام بشار الاسد ليس حبا في النظام ولكن وفقا لسياسات ومصالح حيوية محسوبة مسبقا ..
الموقفان الروسي والصيني يخلقان نوعا من التوازن في الصراع الداخلي في سوريا ويسمهمان الى حد ما في اطالة الازمة ويعرقلان سقوط نظام الاسد بالسهولة التي ينتظرها البعض ...
الهدف من التغيير في سوريا
ان الهدف من التغيير في سوريا لا يختلف ولن يختلف عما حصل في مصر وتونس وليبيا تصفية الانظمة القومية العربية الديكتاتورية غير الموالية للغرب وأمريكا بشكل مباشر والتي كانت تمتلك نوعا من استقلال القرار السياسي نسبيا...واستبدالها بانظمة ضعيفة اسلاموية موالية وخاضعة للغرب ذات صبغة ديمقراطية ، كتب الاعلامي د. مصطفى سالم يقول (. كان المطلوب تأدية مهمة التخلص من حلفاء وخصوم واشنطن بعد أن أصبحت المرحلة تحتاج وجوه جديدة ضعيفة لا يمكن انتقادها شعبيا على خيانتها .ونموذج الحكم التونسي دليل على نوع من جاء بهم ربيع الناتو هذا. عملاء مستعدين للتعاون مع أي محتل كما فعلوا حين ساعدوا في احتلال ليبيا وكما سيفعلون مع سوريا. )...
المهم في القضية كلها ان سيناريو التغيير الذي حصل ويحصل اليوم وغدا لن يكون ابدا في صالح الجماهير الفقيرة والمهمشة الطبقة العاملة والنساء والشباب... من الناحية الاقتصادية والسياسية يتم استبدال انظمة ديكتاتورية طبقية بانظمة طبقية برجوازية دينية هزيلة وضعيفة اكثر ولاء للغرب وامريكا مندمجة في السوق الراسمالية العالمية وتخضع لاوامر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تسودها من الداخل التناحرات الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية ويتم تعميم قيم القرون الوسطى اسلمة المجتمع ،فرض الحجاب ، التضييق على حريات الشباب ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) ظهرت هذه الجماعات في تونس وليبيا ومصر وغدا ستظهر في سوريا تصفية المظاهر المدنية والعصرية والحريات الشخصية ...الخ اخر خبر قرأته اليوم 7 آب .. اوردته مؤسسة اخبار اليوم المصرية " جماعة الامر بالمعروف يعتدون على شاب وقف مع زميلته باحد شوارع طنطا " ...في مصر.
لاشك ان الانظمة الجديدة سواء في مصر او غيرها والتي جاءت عن طريق نغمة الديمقراطية او بالعنف المسلح كما حصل في ليبيا ،ستتوفر فيها مساحة محددة من الحرية السياسية لكنها ستظل انظمة هزيلة لايمكن لها ان تحمي حريات الناس مطلقا وهي ستكون متواطئة بالعلن اوالخفاء مع الجماعات المتطرفة التي تحاول فرض قيمها المتخلفة بالقوة على المجتمع والأمثلة كثيرة في تونس وليبيا ومصر والعراق .
من وجهة نظر اليسار الثوري .. مشروع التغيير الحقيقي هو مشروع الجماهير العريضة الكادحة والمهمشة الطامحة الى الحرية والامان والخبز اي تحسين حياتها الاجتماعية وتوفير فرص العمل وتحقيق نوع من الرفاه الاجتماعي ومزيد من الحريات السياسية والاجتماعية والفردية وتوسيع اسس مدنية المجتمع وبناء دولة جديدة علمانية تقوم على اساس هوية المواطنة المشتركة دستوريا وفصل الدين عن الدولة .... وهذه المطالب قد تم اجهاضها في تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا عن طريق التدخل الخارجي او عن طريق انتخابات ديمقراطية شكلية محسوم فيها سلفا فوز الاسلاميين وايضا بسبب المناخ العام السائد في العالم العربي مناخ الاسلمة والتعصب والجهل والطائفية ..رؤية الجماهير الجاهلة ان مخرج ازماتها الاجتماعية وفقرها وعبوديتها يكمن في عودتها الى قيم الماضي وتقييد نفسها بمزيد من الاغلال والاستسلام للقدر والاعتياش على قوت الايديولوجيا المقدسة ..كتب الزميل حميد كشكولي في احد الملاحظات في الفيس بوك يقول وهو على حق تماما (( يبدو أن ما تحقق من تقدم في مختلف المجالات في بلداننا في النصف الثاني من القرن الماضي كان خدعة بصر ، أو بالأحرى قاعدة انطلاق كبرى للوراء وإلى أعماق التخلف والظلام. ))
رؤية الغرب للتغيير
منذ البداية دعمت دول الغرب مشروع التغيير الذي جاء به "الربيع العربي " وخصصت دول مجموعة الثمانية المليارات لاختراق المشروع وتوجية المسار السياسي بالاتجاه الذي يريد الغرب انطلاقا من منظور فلسفي ينظر به الغرب الى شعوبنا الشرقية على انها غير قادرة على تمثل وهضم معطيات الحضارة الرأسمالية ووسائلها السياسية ..فبموجب مفهوم ( النسبية الثقافية ) يختزن الغرب الرأسمالي صورة نمطية عن الشعوب العربية الأسلامية كونها شعوب محافظة معادية للآخر المختلف عنها ومعادية للحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الانسان لاسيما دعوات اطراف عديدة منها للثأر والانتقام من الاخر ...ولذلك فان التغيير الممكن –بنظر الغرب – يجب ان لايتعدى ما تفكر وتحلم به هذه الشعوب وفي سياق موروثها الفكري والديني مع بعض التحسينات المحدودة جدا ومع ضمان اعادة انتاج نظام رأسمالي تابع يخضع لنظرية اقتصاد السوق ويفتح الطريق للاستثمارات الاجنبية وتوجيهات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي .
هذا اذا علمنا ان موجة الاسلمة السائدة اليوم ليست فقط مجرد نتاج لرد الفعل المحلي ازاء ماينتجه الاخر من معطيات مادية وثقافية وسلوكية او ازاء ظاهرة العولمة المتوحشة وغيرها بقدر ماهي ناتجة عن فعل فاعل اي الدعم الامريكي والخليجي لما سمي (بالصحوة الاسلامية ) الذي بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي بهدف قطع الطريق على اي عودة للفكر اليساري والشيوعي والتقدمي والاشتراكي الذي يمكن ان يقود الجماهير الى تغيير حياتها بشكل جذري وتحقيق الحرية والمساواة وعالم افضل اشتراكي مبني على ارادة الانسان الواعية والمتحررة من جميع الاوهام والقيود بما في ذلك الاوهام الدينية .
واخيرا ليدرك جميع الذين يسعون وراء قضية تغيير النظام في سوريا ويفقون الى جانب هذ الطرف او ذاك ، ان النظام المقبل المفترض سيكون نظاما للاسلام السياسي الاخواني والسلفي السني ... ولن يكون افضل من النظام الحالي من وجهة نظر الحرية الحقيقية والديمقراطية والحداثة والمدنية وحقوق الانسان ...
8-8-2012