من أنت؟


زهدي الداوودي
2012 / 8 / 9 - 02:00     


1
قالت لي
وهي تزيح وجهها
عني
هجين أنت
لا أصل ولا فصل
لم أتكور
مثل قنفذ جريح
بل عدت إلى ذاتي
ثمة شخصان في داخلي
لم أقل
"هذا جناه أبي"
ولا قلت
هذا جنته أمي
زحفت إلى أعماقي
تحولت
إلى شخصين في ذاتي
وجدت نافذتين
تطلان على أفق التاريخ
في داخلي سمعت وقع
إرتطام
حوافر خيول تيمورلنك
بالأرض الصلدة
وسمعت
رفرفة بيادق صلاح الدين
سمعت قصائد الفضولي
على أنغام رقصات المولوية
سمعت مناجاة مولوي
وهي تهب
من جبال هورامان
في عتمة سحابة هابطة
اخترق سهم كرمياني
درعاً قزلباشياً
من عوائد الشاه إسماعيل
لم يقتل السهم أحداً
وتلطخت السحابة
بقطرات دم
وحين ارتفعت هذه
هائمة إلى الأعالي
خلفت وراءها
طفلاً هجيناً
يحبو على العشب الطري
الذي خلفته السحابة
اسمه "أنا"

2
تحت ظلال شجرة حبك
استفقت على الحياة
لم اعد أرى
الكثبان الرملية
والشمس الحارقة
شعرك الأسود الطويل المسترسل
هبط مثل الليل
في زيارة النجوم
واتخذنا
طريق التبانة
وأنا مشدود
إلى متاهة
عينيك
تحولت ذرات الرمل إلى
عشب ونرجس وشقائق النعمان
والصخور إلى
أشجار السنديان
3
مسكت الجنية الشقراء "فريشته"
ملاك منزلنا
ألف مرة
قتلتها ألف مرة
ولكنها في كل مرة
تعود أكثر حيوية
وفتنة
لتأسر
ألف
امرئ