في استكمال نقد تحليلات البعض للثورة المصرية ومهامها


يوسف يوسف المصري
2012 / 8 / 3 - 11:48     

يقول "احدهم" – ولن نسميه حتى لا يتهمنا احد بتجاوز اصول الرد- عند تناول الحالة في مصر:

"كيف نكون إزاء ثورة سياسية مع أن مفهوم الثورة السياسية يتمثل فى نقل السلطة من طبقة إلى طبقة متناقضة جذريا معها: من طبقة إقطاعية إلى طبقة رأسمالية أو من طبقة رأسمالية إلى الطبقة العاملة؟ ولأن من العبث أن نسمى ثورتنا ثورة سياسية بهذا المعنى فإنها ثورة سياسية وفقا لمفهوم الثورة السياسية العالم-الثالثية، أىْ ثورة سياسية فى غياب السياق التاريخى للتحول الرأسمالى حيث لا يحل نمط إنتاج أو نظام اجتماعى-اقتصادى محلّ آخر، ولا تنتقل السلطة من طبقة إلى أخرى، بل تبقى الرأسمالية التابعة وتبقى طبقتها التى تحتفظ بسلطتها، فهى بالتالى ثورة بمعنى متواضع نسبيا وإنْ كانت كفيلة بإحداث تغيير سياسى واجتماعى تاريخى فى بلدان الثورة كما سبق القول".

ان الفصل بين اوضاع الطبقات الشعبية ونمط الانتاج السائد هو فصل مثالي في جوهره. فقد كان من المستحيل على الطبقات الشعبية في الدول الرأسمالية المتقدمة ان تحصل على مكاسبها التي حصلت عليها بدون الثورة البورجوازية ضد نمط الانتاج السابق وبصرف النظر عن الشكل الذي اتخذته تلك الثورة (الفارق بين الطريقة التي وصلت بها البورجوازية البريطانية والبورجوازية الفرنسية الى السلطة معروف للجميع).
وبقدر ما كانت الثورة السياسية التي نجحت في اطاحة النظام القديم لحظة ولادة لجنين كان يتشكل منذ زمن بعيد، وبقدر ما شاركت الجماهير الشعبية في تلك الثورات، بقدر ما ادت بدورها الى تكريس حقوق للطبقات الشعبية لم تكن موجودة من قبل. غير ان البشر لا يفكرون في امر الا لو كان تحقيقه ممكنا اي الا لو كانت لحظة حدوثه قد اتت على نحو موضوعي. ان تحرير العبيد مثلا لم يكن ثمرة لنضال العبيد بل كان نتيجة لانتفاء الحاجة لوجودهم ومن ثم تحول وجودهم الى "اتهام" اخلاقي لمجتمعات سمحت لنفسها دون صعوبة في السابق بان تتاجر في العبيد دون اي حرج.
كما ان نظام التأمين الصحي العام في اوروبا مثلا كان اقترحا قدمه البورجوازيون ولم تقدمه الطبقة العاملة. بل ان حق التعليم المجاني كان ثمرة من ثمار التطور الرأسمالي في فرنسا باعتباره حاجة لرفع كفاءة قوة العمل. وتحرير المرأة لم يكن بدوره منفصلا عن مجمل الحقائق التي ارستها مراحل تطور الرأسمالية قبل ثورتها وبعدها. ان كل ذلك وغيره كان ناتج من نواتج التطور الرأسمالي.
ويعني ذلك ان الحديث عن ديمقراطية شعبية "من اسفل" تحقق للجماهير الشعبية تعليما مجانيا وتأمينا صحيا ..الخ الخ بدون ان يقترن ذلك بتطور رأسمالي حدث بالفعل بقدر ما واتاح للناس طرح تلك القضايا هو حديث يتصور ان نضال الجماهير يأتي في سياق انتقائي لا صلة له بتطور قوى الانتاج وعلاقاته. بعبارة اخرى فلنتصور مثلا – فقط للرد على هذا الخرف – ان احدهم يقف في شوارع باريس في القرن الثالث عشر ليطالب بتأمين صحي جماعي لكل الفرنسيين وبتعليم مجاني لكل من يريد ان يتعلم وبديمقراطية شعبية من اسفل ..الخ. لا يمكن بطبيعة الحال تصور هذا العبث كما لا يمكن تصور ان الناس ستعرف عما يتحدث ذلك المخبول. كيف يمكن اذن الحديث عن "ثورة سياسية فى غياب السياق التاريخى للتحول الرأسمالى" باستخدام تعبير الكاتب؟. لماذا يطالب الناس باسقاط نظام سياسي وبالحصول على تعليم مجاني ونظام للتأمين الصحي ..الخ ان كان السياق التاريخي للتحول الرأسمالي غائبا كما يقول الكاتب؟.
ان سعي الناس الى فرض مكاسب معينة في مشهد عطلنا فيه التطور الاجتماعي يفترض مسبقا ان بوسع الناس ان تطالب بتلك الامور لانها تعيها او لانها تنصت للكاتب وتطيعه. ولكن الناس لا تفعل ذلك لتلك الاسباب بطبيعة الحال. انها تطالب بتلك الامورلانها باتت. وهي لن تعيها الا لو كانت احتياجا اجتماعيا. ثم انها لن تصبح احتياجا اجتماعيا الا لو كانت علاقات الانتاج تفرز ضرورتها بصورة واضحة وتجعل من انكارها "جريمة اخلاقية" بقدر ما باتت التجارة في العبيد في لحظة معينة جريمة اخلاقية. وعلينا ان نلاحظ في هذا السياق ان العبيد انفسهم لم يطالبوا بتحرير انفسهم طوال الفترة السابقة على حرب 1863 الا في حالات فردية نادرة اي انهم لم يشكلوا حركة اجتماعية قوية تفرض ذلك على الرغم من وثيقة الحقوق واقرار الدستور بعد حرب الاستقلال الاميركية. حين يفكر الناس في امر ما فانهم يفكرون فيه لان تحقيقه بات ممكنا. وتحقيقه لا يكون ممكنا لان احدهم قرر انه ممكن. ولكن لان درجة نمو العلاقات وقوى الانتاج جعلته يبدو ممكنا وطرحته على الاذهان كمهمة ينبغي تحقيقها. من هنا فان الفرنسيين في باريس لم يكونوا يفكرون في الثورة في القرن الثالث عشر مثلا ولا في التأمين الصحي او التعليم المجاني. ذلك ان درجة تطور ونضج قوى الانتاج وعلاقاته لم تكن تسمح من الاصل بالتفكير في نمط آخر من العلاقات يختلف عن القنانة.
ولكن هل يعني ذلك ان على الجماهير الشعبية المصرية ان توقف النضال من اجل التأمين الصحي والتعليم المجاني ..الخ بسبب عدم نضج التحول الاجتماعي التابع؟. كلا بطبيعة الحال. انه يعني ان مطالبتها بتلك الامور او دعوتها للمطالبة بتلك الامور تفترض مسبقا درجة متماسكة من تطور العلاقات الاجتماعية جعلت من الممكن ان تطرح الناس على نفسها تلك المهام او يقترح احدهم طرحها عليها. وهذا عكس ما ذهب اليه الكاتب.
ان نفي هذا الافتراض الاخير يعني انه كان من الممكن لاي شخص "ثوري اوي" ان يطرح على الفرنسيين في القرن الثالث عشر ضرورة اقامة نظام برلماني او التخلص من هيمنة رجال الدين واقرار تعليم مجاني وتأمين صحي.
والحقيقة ان اشتراط وصول الطبقة العاملة للسلطة بأكتمال درجة النمو الرأسمالي على نحو يسمح ببدء مهمة بناء الاشتراكية هو خطأ كبير من الاصل. فليس ثمة شئ يسمى اكتمال تلك الشروط. اكتمالها على اساس اي كتاب يشرح وصفات الطبخات الحديثة بالضبط؟. ان الشرط الذاتي لاوضاع الطبقة العاملة كما اشار لينين في مناظرات مطولة تناولت تلك القضية في مطلع القرن الماضي يمكن ان يتحول الى عنصر فاصل كما حدث في ثورة 1917.
ولا يمكن تعليق شماعة النهاية الدرامية للاتحاد السوفييتي على هذا "الخطأ" الكبير الذي ارتكبه العمال الروس وحزبهم القائد حين اعتقدوا في لحظة "فودكا" انهم في بريطانيا وليسوا في روسيا التي كانت في ظروف بالغة التخلف من زاوية مقايس النمو الرأسمالي فيها. لقد كان كثيرون يعتقدون ان هذه المسألة قد حسمت منذ اكثر من مئة عام. وسوف يتعين الآن ان نضع كل مداخلات لينين مع المناشفة تحت انظار شبابنا لمواجهة هذا اللغو.
ثم يقول هذا ال"احدهم" ان:
ويمكن أن أكرر هنا أننا لسنا إزاء السياق التاريخى لثورة اشتراكية ببداهة غياب شروط هذه الثورة فى الوقت الحالى ليس عندنا فقط بل فى العالم كله بلا استثناء، كما أننا لسنا إزاء السياق التاريخى لثورة رأسمالية بحكم واقع التبعية الاقتصادية والسيطرة الاستعمارية؛ هذا الواقع الذى قطع طريق تطور الرأسمالية الصناعية فى بلدان العالم الثالث كله ومنها بلدان عالمنا العربى. ومعنى هذا أنه ليس من المفترض أن تحقق هذه الثورات السياسية تحولا اجتماعيا تاريخيا إلى رأسمالية صناعية متطورة تضع حدا للتبعية الاستعمارية لأن مثل هذا التحول يفترض تطورا اجتماعيا اقتصاديا صناعيا طويل الأمد قبل الثورة يكون نموه التراكمى قد أحدث التحول الفعلى قبل انفجار الثورة السياسية التى تنقل إلى طبقته القيادية أىْ الطبقة الرأسمالية الصناعية سلطة الدولة. وعلى أساس إدراك واضح لطبيعة الثورة تتحدد الأهداف النابعة منها ويمكن تلخيصها جميعا كما سبق القول فى هدف واحد واضح هو الديمقراطية الشعبية من أسفل

وهكذا فاننا لسنا ازاء سياق تاريخي للثورة الاشتراكية في اي مكان في هذا العالم الفسيح. انه امر مبهج للرأسماليين بطبيعة الحال لو كان الناس فقط ينصتون للكاتب. ولكن الازمة الحالية في انحاء العالم التي فجرت احتجاجات شعبية واسعة على الرغم من اننا لا نزال في مراحلها الاولى تبرهن ان لا احد ينصت لهذه الثرثرة. ويعني الكاتب بعباراته تلك على اي حال ان ماركس كان "بيهزر معانا" لا اكثر. فحيث ان "السياق التاريخي" ليس متوفرا الآن اذا قبلنا تعريف الكاتب له ب"الثورة الاجتماعية" فانه بالتأكيد لم يكن متوفرا في القرن التاسع عشر الا لو كان وعي الطبقة العاملة – اي ما اشار اليه لينين في مداخلاته الشهيرة مع المناشفة – يعد عاملا حاسما بصرف النظر عن حسابه على ميزان مدى تطور ما يسميه صاحبنا الثورة الاجتماعية او بالاحرى درجة تطور قوى الانتاج وعلاقاته. لقد كان ماركس يدعو بلا كلل الى الثورة الاشتراكية ولكننا نكتشف الآن انه نسي ان شروطها غير متوفرة لا في اروبا ولا في روسيا ولا في اي مكان او بالاحرى نسي ان يتعلم من صديقنا الكاتب. وعلى الجميع الآن انتظار اللحظة التي سيصدر الكاتب فيها حكما بان "السياق التاريخي" للثورة الاشتراكية قد توفر والحمد لله وان بوسعهم الآن ان يقوموا بالثورة "الاجتماعية" او السياسية او اي اسم آخر طالما يعني تقويض النظام الرأسمالي. ونحن فقط نأمل ان يتعطف الكاتب باصدار هذا الحكم بسرعة لان الناس في انحاء العالم تعاني معاناة شديدة.
ثم يقول صاحبنا (وعذرا على طول الاقتباس):
وتتمثل مكوِّنات الديمقراطية من أسفل فى الأحزاب المتعددة المستقلة عن سلطة ونظام ودولة الطبقة الحاكمة، هذه الأحزاب التى تفرض التعددية الحقيقية على البلاد، وتتمثل فى النقابات العمالية والمهنية المستقلة التى تدافع بفعالية عن حقوق وحريات الطبقات الشعبية فلا تمثل نفوذ السلطة الحاكمة على هذه الطبقات، وتتمثل فى مختلف أشكال جمعيات المنتجين الصغار واتحادات المستهلكين، وتتمثل فى الصحافة الحرة التابعة للأحزاب والنقابات ومختلف الجماعات التى تنتمى إلى الطبقات الشعبية من العمال والفلاحين وفقراء الريف والمدينة، وتتمثل فى استقلال القضاء والتحقيق الفعلى لكل المطالب العادلة للقضاء الجالس والقضاء الواقف وتمتع المواطنين جميعا بالتقاضى أمام قاضيهم الطبيعى بعيدا عن القضاء الاستثنائى والعسكرى، وتتمثل فى انتزاع مكاسب عينية كبرى مثل التحقيق الفعلى للحد الأدنى العادل للأجور المربوطة بتطور الأسعار وتحسين شروط العمل وبدلات البطالة للعمال ولكل العاملين، ومثل التحقيق الفعلى لمطالب الفلاحين المتعلقة بالجوع إلى الأرض وبالأسعار المجزية وبمختلف صور تطوير نوعية حياة الفلاحين، ومثل التحقيق الفعلى للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة والتأمين الشامل وتطوير المستشفيات والحل الجذرى لمشكلات الأطباء وباقى العاملين فى المجال الطبى والصحى من حيث الأجور وتحسين شروط وأوضاع العمل، وتتمثل مكوِّنات الديمقراطية من أسفل فى التطوير الجذرى للتعليم بكل مراحله وتحقيق مجانيته الكاملة وإنصاف المعلمين بمرتبات مجزية مربوطة مثل كل أجور العاملين فى البلاد بالأسعار، وتقتضى الديمقراطية من أسفل التحقيق الدستورى والفعلى للمساواة بين المواطنين دون تمييز بسبب الدين أو المعتقد أو اللون أو الإثنية، وكذلك التحقيق الفعلى لتضمين كل الحقوق والحريات المنتزعة فى الدستور بصياغات واضحة قاطعة حاسمة لا يجرى تقييدها بقوانين، مع إعادة صياغة القوانين كإطار عام يعكس قدرة الديمقراطية من أسفل، عن طريق نضالاتها المتواصلة، على فرض السيادة الفعلية للقانون. وبالطبع فإن مهام خلق وحراسة الديمقراطية من أسفل ضخمة هائلة وهى تحتاج إلى كل طاقات الثورة التى لا ينبغى تبديدها فى سبيل پرلمانات ورئاسات عبثية أصلا ولا طائل تحتها. ومن البديهى أنه بقدر ما يتم النجاح فى إجبار السلطات المعنية الحالية والقادمة على التحقيق الفعلى لمطالب الثورة سيجرى تأمين أن تسير الحياة الطبيعية وكذلك الإنتاج وإعادة البناء بصورة طبيعية جنبا إلى جنب مع تطورات الثورة التى لا تريد الفوضى ولا تعمل على تعطيل الحياة بكل مقتضياتها وضروراتها بل تعمل على إنصاف الشعب من خلال انتزاع حقوقه وحرياته وأدوات نضاله فى سبيل التطلع ليس فقط إلى حياة كريمة بل كذلك إلى تصنيع البلاد وتحديثها على قدم وساق كشرط لإنقاذها من المصير البائس الذى ظلت تتجه إليه، مع العالم الثالث كله، بسرعة مخيفة وللتحقيق الفعلى للاستقلال الذى هو نقيض التبعية الحالية للرأسمالية العالمية
الا ان كل تلك المكتسبات هي ما يسميه من لا يميلون كثيرا الى الاختراع : نضال الجماهير الشعبية وفرض مطالبها الى هذا الحد او ذاك على سلطة الرأسمالية التابعة. ان التأمين الصحي صيغة قانونية وهو - بما هو كذلك - لا يمكن ممارسته من اسفل. ولكن صاحبنا لا يعني ذلك بطبيعة الحال انه يعني باختصار ان على الناس ان تكافح من اجل مطالب جزئية وان تفرضها فرضا على السلطة السياسية للرأسمالية التابعة لان مطالبة تلك الجماهير بالسلطة لنفسها "غلط" من زاوية نظر مدى نضج العلاقات الرأسمالية او بالاحرى من زاية نظر الحساب الميكانيكي لهذا الميزان. ولكن يا صاحبنا المحترم جدا ..اليس من الممكن لتلك الجماهير الشعبية ان تستولي على السلطة لاستكمال نمو نضج تلك العلاقات؟ اليس من الممكن ان تطبق تلك الجماهير "النيب" التي لم تكن بحال برنامجا اشتراكيا؟.
ان الثورة السياسية ليست نتيجة حسابية لدرجة نمو علاقات الانتاج وقواه. وما يسمى بالثورة الاجتماعية هي على وجه التحديد - وحتى لو قبلنا بالمصطلح على ارتباكه - التي تخضع لاطار تحدده درجة النمو هذه. بعبارة اخرى لا يمكن الحديث عن بدء تحول اشتراكي الا بوصول قوى الانتاج الرأسمالية وعلاقاتها الى درجة معينة من النضج. الا ان ذلك لا ينطبق بصورة آلية على الثورة السياسية. فبوسع العمال والفلاحين الاستيلاء على السلطة لانجاز مهام انضاج قوى الانتاج الرأسمالي وعلاقاته بأفق مختلف هو افق التحول اللاحق.
لا احد يتحدث عن الثورة الاشتراكية في مصر. نحن نتحدث عن سلطة الطبقات الشعبية القادرة وحدها على استكمال شروط بدء تحول اشتراكي في مصر في لحظة لاحقة والقادرة وحدها على فرض مجانية التعليم والديمقراطية السياسية لاحزاب تلك الطبقات وحرية الصحافة لقواها والمعبرين عنها والضمان الصحي لم يعملون وينتجون ليجدوا في نهاية المطاف المزيد من الشقاء في انتظارهم.
ان الكاتب يقاتل ليصرف انظار الناس عن السلطة وليطالبهم بتبني برامج اصلاحية جزئية لن تحررهم من بؤسهم الحالي بل ستمكن الرأسمالية التابعة الحاكمة من ان تدعم ترسانتها اكثر وتواصل قهرها للناس حتى يصدر الكاتب حكمه الذي تنتظره الملايين في انحاء الارض. وهو بذلك يضع نفسه ببساطة وبوضوح في احد المعسكرين التاريخيين المتواجهين في اللحظة الحالية. ولكنه ربما كان دائما في المعسكر الذي اختار.