سوريا، إيران، لبنان المقاوم، صمودكم ينسف أبشع وأوحش مؤامرة


محمد نفاع
2012 / 8 / 2 - 08:58     

ويأتيك من قال ويقول: لا توجد مؤامرة، أين المؤامرة!! لكننا لن ننشغل بهذين النوعين من الأقلام، أحدهما عميل خائن انتهازي شحّاد جبان وناكر للجميل. والآخر رخو هُلامي مدلَّل بزاقي المواقف ويحسبها كفاحية!!
إن أخطر وأحقر وأسفل ثلاث قوى في العالم تتنادى وتتعاون وتتآمر، وهي الولايات المتحدة الامبريالية، وإسرائيل الصهيونية، والرجعية العالمية وخاصة العربية، ضد دول ونُظم وقوى تقدمية تقف في وجه هذا الزحف الأسود الدموي، ولنقل إن تقدميتها تنحصر في هذا الموقف الصامد، وهذا يكفي اليوم، والحبل على الجرار.
صادفت هذه الأيام ذكرى استقلال كوبا الاشتراكية ضد حكم باتيستا وطغمته عميل أميركا فألف تحية لكوبا وفيدل وجيفارا.
وصادفت ذكرى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان واندحار آلة الحرب هذه بعد ارتكابها أبشع المجازر في قانا وغيرها. فألف تحية للمقاومة اللبنانية وسلاحها وكل القوى الوطنية.
فلول من ليبيا واليمن ودول الخليج والقاعدة من مختلف البقاع تأتي ومعها رسالة إجرام وعمالة إلى سوريا البطلة تساند عصابات مسلّحة مدمِّرة لا تريد أي إصلاح بل تقف في وجه كل إصلاح خدمة للسيد الامبريالي الخليجي الصهيوني، وإسرائيل تهدد إيران وسوريا ولبنان وتمعن بلعًا في حق الشعب العربي الفلسطيني، ولم تتجشّأ بعد عن شبَع، فشهية الاحتلال في ازدياد خاصة بالاعتماد على موقف أمريكا وخدَمها العرب.
وفي فقرة اعتراضية أقول للأخ صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين والذي قال ردًا على تصريحات رومني الأمريكي: ان تصريحات رومني تضر بمصالح الولايات المتحدة في منطقتنا وتضر بالسلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
أقول: كلا، تصريحات رومني بأن القدس عاصمة إسرائيل لا تضر أبدًا بمصالح الولايات المتحدة، بل هي جزء من هذه المصالح الأمريكية، مصلحة أمريكا في إبقاء إسرائيل واحتلالها وعدوانها أعظم قوة في المنطقة. مصلحة أمريكا هي في الحفاظ على الرجعية العربية والنفط. مصلحة أمريكا هي منع إقامة الدولة العربية الفلسطينية، كان بإمكانها ان تمون أو ان تضغط على إسرائيل، لكن أمريكا ومن معها يضغطون على الضحية، وتضغط على الرجعية العربية المطيّة أكثر وأكثر. ثم أي أمن في المنطقة، هل يوجد أمن مع بقاء الاحتلال والاستيطان والنكبة، وأي سلام يوجد، هل يوجد سلام مع احتلال إسرائيل في فلسطين وسوريا ولبنان!! وأي استقرار موجود، هل هنالك استقرار!! إذا كان واقعنا اليوم هو الاستقرار فعلى الأرض السلام، السلام الأمريكي، وفي الناس المسرّة، ناس أمريكا وإسرائيل وسلاطين الخليج والعصابات العميلة.
ممنوع ان يكون في غزة صواريخ، هذه هي العقبة، هل توجد صواريخ في القدس الشرقية والمسجد الأقصى والخليل وكل الضفة الغربية!! كلا أبدًا لا توجد، فكيف يتعامل الاحتلال.
ممنوع ان يكون لدى المقاومة اللبنانية الباسلة لا صواريخ ولا سلاح، ولا مقاومة، حتى تظل إسرائيل تسرح وتمرح جوًا وبرًا وبحرًا، واللبنانيون يتكتّفون أمام هذه النعمة.
ممنوع منعًا باتًا ان يكون في سوريا صواريخ ولا كيماوي ولا نظام ممانعة يقول لا لأمريكا وإسرائيل حتى في هذا الزمن الصعب قبل استيقاظ روسيا دفاعًا عن مصالحها، وقبل متانة الموقف الصيني، ليظل الجولان محتلا مع تكثيف الاستيطان.
وطبعًا من أحرم المحرّمات ان يكون لدى إيران سلاح غير تقليدي وسلاح دمار شامل، فكم بالحال مفاعلات نووية وصواريخ. أما إسرائيل فتقتل بسلاح تقليدي جدًا من دير ياسين إلى قبية ونحالين وجنين وغزة وكل فلسطين وقانا وكل لبنان. وأمريكا قتلت وتقتل بسلاح معقول جدًا وتقليدي جدًا في هيروشيما وناكازاكي والفيتنام وكوريا والعراق وأفغانستان والباكستان. العدوان بسلاح عادي عادل جدًا ومشروع وبضمنه القنابل العنقودية والفوسفورية، واعتقال وتعذيب ثُلث الشعب الفلسطيني عمل إنساني، وتشريد غالبيته منتهى العدالة، وهدم مئات القرى يتطابق جدًا مع حقوق الإنسان، ومجازر الأقصى والخليل ويوم الأرض وهبة أكتوبر متجانسة جدًا مع العالم الحر، تقسيم السودان ممتاز. وقتل 140 ألفا في ليبيا على يد حلف الأطلسي جيد جدًا.
من هي إسرائيل حتى تسفك وتتسبب في سفك دم الألوف المؤلفة من العرب: السنة والشيعة والمسيحيين والعلويين والدروز!! من هي لتهدّد إيران البعيدة!! من هي لتدمر المنشآت السورية على نهر الأردن وشمال سوريا. من هي حتى تقتلع شعبًا بأسره وتمنعه من حقوقه الأولية!! نحن نعرف من هي، ومن معها ولماذا.
لا ندري ان كانت إسرائيل ستوجّه ضربة إلى إيران!! ان مجرد دلق هذا الكلام هو جريمة، عدم الانسحاب من لبنان والجولان وفلسطين هو الجريمة، هذا هو الموقف بالمشبرح وعلى القَدومة، هذه أصدق سياسة وأعمق سياسة وأشرف وأوضح موقف. قد تفعلها إسرائيل معتمدة على جوهرها العدواني ومعتمدة على أمريكا، ومعتمدة على الرجعية العربية السّنّية جدًا جدًا!!
وقد تكون هذه الـ"قد تفعلها" للتأكيد أو للتشكيك، وكل همّ أمريكا الا يكون ذلك قبل الانتخابات الأمريكية القادمة، تمامًا كما ظلت أمريكا تقنع عربها بأن الأولوية الآن للانتخابات وبعدها تفرجها أمريكا ففرجت فعلا.
إذا هاجمت إسرائيل لبنان فهو عدوان، والرد اللبناني هو دفاع عن النفس والوطن وللمقاومة الحرية المطلقة في الرّد.
إذا هاجمت إسرائيل سوريا فهو عدوان، والرّد السوري هو دفاع ولسوريا مطلق الحرية في كيفية الرّد.
وإذا هاجمت إسرائيل إيران فهو عدوان، والرد الإيراني هو دفاع، ولإيران مطلق الحرية في حجم وشكل الرّد، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية ولن يكون الرد بالاستسلام والخنوع. هذا أكيد.
ونحن يعزّ علينا سفك الدم، فلسنا مرتزقة ولا شحادين ولا انتهازيين ومتلوِّنين وجبناء.
وعلى الشعوب ان تقول كلمتها لردع هؤلاء الوحوش من الحكام.
وعلى الشعب في إسرائيل ان يقول كلمته الوحيدة: لا للحروب العدوانية والمغامرات الجنونية، نقول ذلك من اجل حقن الدم.
أيها المستهدَفون: سوريا ولبنان وإيران وكل مقاومة شريفة، وكل ممانعة لمخططات الاستعمار وإسرائيل والرجعية العفنة النّذلة، إن صمودكم وتماسككم ومعكم الغالبية الساحقة جدًا من شعوب العالم، ومعكم كل القوى التقدمية هو الضربة القاضية لقطب الإجرام الدموي.
وكعادته، وبعد قرارات اللجنة المركزية للحزب في اجتماعها الأخير، يمعن هذا الاحدهم بالتهجم على قرارات الحزب فيما يتعلق بالموقف من سوريا والمقاومة اللبنانية، وقبلها عن العراق والغزو الأمريكي. ويقول عن كاتب هذه السطور: يبدو ان ذاكرته قصيرة، فهل نسي ان عددًا من العرب هنا قتلوا بصواريخ حزب الله!!
وأقول لهذا المتلوّن المعادي جدًا للحزب الشيوعي: كلا، ذاكرتنا بخير، وقد تألمنا لسقوط ضحايا أبرياء مدنيين من العرب واليهود، وشاركنا في تقديم التعازي. لكن من المسؤول!! الفعل أو رد الفعل!! العدوان أو الرّد على العدوان!! المهاجم العدواني أو المدافِع. أمّا تساؤلك عن حصر الضحايا بالعرب وربط ذلك بقصر ذاكرتي، فهذه مواقف بائسة، نحن لسنا عنصريين لنفرق بين دم و"دم". وأودّ ان أقول لك: لم نقع في الماضي ولا اليوم ولن نقع تحت تأثير الصهيونية والشارع الصهيوني، تمامًا كما لم نقع ولن نقع تحت تأثير الرجعية العربية ولا ديمقراطية وحرية حلف الأطلسي العدواني لا فيما يتعلق بالعراق، ولا أفغانستان ولا ليبيا، ولا لبنان ولا سوريا.