نحو تفكيك ناجح لشهر رمضان


عماد البابلي
2012 / 7 / 23 - 00:49     

سنجرب الرقص على الجمر
فأعضاؤنا التي فقدت وظيفتها .. تحولت إلى ديكور
أفواهنا لا تتحدث ، فربما أصبحت
فتحات تهوية لأجساد تتعفن
الشاعر العراقي هاشم لعيبي

المدينة حمار والقرية أرانب بريئة في عصر الطمث الدائم والولادة العسرة للسعادة ، الذئاب متخمة بنور الله وتقواه مصابة بعسر الهضم ، عصر الأثداء المباعة والدم والنطف ... الذئاب تفرح بقدوم شهر رمضان ، بحاجة لإعادة قدرتها على الافتراس مجددا ، شهر الطاعة والغفران ، كما جاء وصفه في كتب السلف الصالح ، أو شهر الله كما أسموه تحديدا ( أيام قصيرة لاهثة متوترة قلقة متسكعة في الفضائيات فقط ) ، شهر الاشتباك الكبير للمصالح والمنافع والرغبات وحجز أشياء غير مدركة في الجنة ، هل الله لديه شهر دون أشهر أخرى ، هل هو إله مميز هنا وفي شهر أخر غير مميز ، إن وجود الخالق يتوقف على عمليات الإزاحة والتجلي الكامل وهذا لا يحدث إلاّ حباً بالمعنى ذاته ، لا رغبة في تفكيكه أو شطره ، أو دفع عمليات أنتاجه إلى العدم ؟؟!!! وســــنناقش هذه النقطة في ما يأتي :
هل التقويم الغريغوري القديم والمتبع حاليا هو نفسه في عالم ما بعد السماء السابعة حيث العرش العظيم ؟
شهر الله ، وهناك بيت الله على خط موازي أخر ، تم تحديد الله مكانيا وزمنيا !!! ، وهو الأول والأخر والأبدي والسرمدي وهي صفات لا تعترف بالمكان أو الزمان ، كيف أذن أختار له شهر محددا وبيتا محددا وهو تناقض واضح مع كماله المفترض ، التحديد يعني التركيب والتركيب يعني النقص والنقص يعني الفناء ( وحاشا لله / المطلق / مما يصفون ) .... جانب أخر ، الكهنوت التوليتاري الديني ( سادة التشفير الغير عقلاني ) في المعابد المذهبة وتلك الممتلئة بالشمع تؤكد على جدوى قدسية الصيام في وقت محدد من السنة ، الصيام يعلم الجسد كيف يشعر الغني بالفقير، وكيف يشعر بجوعه ويشعر بحرمانه ، في موضع أخر هو محاولة تأديب ليس إلا لمن يسكن في القمة وتنبيه لهم ، تلك وصية العزيز الجليل لورثة العقيدة الأبراهيمة ( محمد وموسى – على فرض أن يسوع لم يخرج بعقيدة محددة الملامح مثل أبناء عمومته ) .. الكاهن يعطي درسا للأغنياء ولتلك الكروش المتخمة ، يشرع لنا شهرا معينا حتى يعطي محاضرة !!! لمن ؟؟ للأغنياء !! .. طبقية مقززة تلك التي تقف خلف تشريع شهر رمضان ، وتشريع التحريض عن طريق الإيحاء بتغير حالة طوبوغرافيا الفكر مع مسخ الجسد المتوتر المشوه المهمل أصلا ، اعتراف غبي وغير مباشر بالرأسمالية .. فقراء وأغنياء ، يجب أن لا يقتربوا من بعض أبدا ، طبقة تملك كل شيء ، وأخرى تحلم بــ (( أبن جاري وهو طفل بالخامسة من عمره يحاور طفلا أخر / فقراء والحمد لله / عن طموحه المستقبلي ، يجاوبه بأن يريد أن يصبح حارس في مدرسه مثل عمه !! )) .. الفقراء ( أكثر أهل الجنة ) وفي المقابل النساء أكثر أهل النار ، تقسيم كهنوتي فانطازي مضحك بين إلهين متناقضين ، إله شهواني مسؤل عن الخصوبة والغنى ، وإله أخر معزول حزين للفقر والتقوى .. الفقراء هم شخصيات المسرح الخالي من الديكور ، كائنات منبوذة مقصاة مبعدة حائرة ضائعة مهمّشة ومشوهة تجتر / كالأبقار / فراغاتها النفسية والاجتماعية التي تعود أسبابها لعدم الوعي بسبب الجهل وسوء الحالة الاقتصادية وضآلة موردها المادي ( الفقر بالتعريف الماركسي ) ، منغلقة على همها مجترة أحلام يقظتها أملا بتغير الأحوال أو تحسنها .. لماذا ولد رمضان وكيف تم تثبيته بقوة بهذا الشكل المروع ، التحليل النفسي لفرويد يعطينا بعض من الإجابة عن هذا ، بالمعادلة الآتية :
((( فعل العبادة ( ممارسة مابين التكرار والعادة ) // ثم // كبت لدوافع غريزية ( عبر تنشيط الأمر القادم من الأنا العليا والتي تتقمص دور الكاهن // ثم // تتولد حالة الإغواء ( خلق توازن قسري ) // ثم // الندم أو الإحساس بالذنب ( تناقض في بين مفاصل البنية النفسية ) // ثم // القصاص عبر فعل العبادة )))
يحدثنا فرويد أيضا بأن البشر اتخذوا دور السيد الأعلى عبر خلق تفويض هائم وعائم وهزيل عبر نسب إلهي مزعوم بأنهم مخلوقات مميزة كانت سجدت لهم الملائكة ذات يوم ، وهكذا مزق البشر كل أواصره مع المملكة الحيوانية وصار غريبا وملعونا من الأرض والسماء .. رمضان كشهر للتخمة عبر إذلال نهاري متعمد لعشرات الأمتار من جهازنا الهضمي وليس العكس كما هو منصوص لهذه الدراما المطبخية ، وبهذا يكون تلك الثيمة المستوردة التي تخلق لنا حالة قصاص عادل عن كل ذنوبنا قبل هذا الشهر ..
شكرا لكم ..
كتبها أشد التافهين حماقة حين سألوه لماذا أنت لست صائم !!!