حزب العُمّال الشُّيُوعي التُّونسيّ لا يُقايِض


السموأل راجي
2012 / 7 / 13 - 08:39     

هوِيَّـــة الحِزب وخطّه ومرجعِيَّته تتحدَّد عبر برنامَـجـه ووثائقه وتحليلاته وتمشِّيه السّياسي وإنحِيازه لقضية من القضايا وبنيته التنظيمية ووِفق أيّ تصوُّر وُضِعت وليس حسب الأسـمَاء.
كَــــــــــــم من حزبٍ حَـمَـل ويحمِل تسمِياتٍ الشُّيُوعِيَّة والإشتراكِيَّة والـمَاركسيّة والـمَاركسيّة اللّينينيّة قد إحترف التّحرِيــفِـيَّـة والإنـتِـهازِيَّـــــة وهزَّت قواعده الإنبِطاحِــيَّـة والتعفُّن والليبرالِـــيَّــة والغباء أو التّواطُؤ ، والأمـثِـلَـة أكثَر من أن تُــعَــدّ أو تُــحْـصَى شرقًا وغربًا أزابٍ خالِــيَــة من الأدنَى الثّورِيّ مَــهمّـتُـها خِيانة الطّبقَة العامِــلَـة وعُمُوم الطّبقات الشّعبِيَّة الـمسحُوقَة تحت رَحَى القهر والإستِبداد وبعضــهَا لا صدَى لَـتهُ إلاّ في بعض الزّوايَا الضيِّــقَــة في الإنترنت لِـحَـدّ أنّهُ يُصَنَّف ضِمنَ خَــانَــة كرِيــهَة تُدعى باليسَار الإلكترُونِيّ !
لَـن تُـنْـجِـز البروليتارِيَا ثورتَـهَا دُون حِزبٍ سياسِيٍّ و لكِــنَّـهَا لن تـنـتـظِـر تأسِيس ذلِك الحِزب لِـــتَـنـتَـفِـض إذَا ما حَــانَـت ساعَـتَـهَا ولن تـلهَـثَ وراء أشباه الشُّيُوعِــيِّــين متَى لم ينغرِسُوا فِــيــهَا ولـم يكُن عـملهُم ميدانِيًّا ولن ترمِي بِــآذانِـهَا بعِيدًا باحِــثَــةً عن بَـهائِـم إعتكفُوا في عواصِــم أوروبا أو تَــمَـدَّدُوا عبر صفحَات الإنترنت بعِيدًا عن أبواب الـمَصانِع والـمَزارِع وخارِج الأسواق الأسبُوعِــيَّـة والـسّاحات والـميادِين ، ولن تُــلْـقِـي بَـالاً للّوم والتّحالِيل الثّقافُودِيَّــة إذا ما تَــمّ الإلتِفاف على إنتِفاضتِـهَا وهُو ما لا يتحَـمَّـل مسؤُولِــيَّــتهُ إلاّ أوْبَاشُ الـخِداع من التّحرِيفِيِّــيــن ورافِعِي دعوات التّجدِيد وبعضُهُم لم يقرأ البيان الشُّيُوعِيّ أو بغبغاءات التّردِيد الأجوَف من الـنَّـابِـحِـين بحُريّة الـمِـثْـلِـيَّـة مُــتَــجاهِـلِـين الـهجمَة الفاشِيَّة لمافِيات البيت الأبيَض وعواصِم الـحُكم في أُوروبا.
من عَـمَـل ميدانِيًّا وإمتدّت يداه للعامِلات والعُمَّال في أماكِنِهِم ومن إحتكّ بالشّعب في أدقّ تفصِيلاتِه وفي كُلّ مواقِع تواجُده يعلَـمُ عِـلـم اليقِين صُعُوبَة الإنغِراس في أرجاء الوطَــن العربِيّ للشُّيُوعِــيِّــين الحقيقِيِّـين خاصَّة مع ما شَـابَ التّسمِيَة من تشوِيه قَصدِيّ ومن دلالات الإلحَاد في مُجتـمـعاتٍ من حقّـها التديُّن وإحتِرام مُقدّساتِـهَا والإعتِقاد بِــمَا تُرِيـد ، وبإرتِبَاط مع إغتِــيَـال باكُورة التّجارِب الإشتراكِــيَّــة التي صاغ ملـحَـمَـتَــها الـمُعَلِّـم لِـيـنِـيـن والحارِس البلشَــفِــيّ الرّفِيق ستالِين الذي يتشادق البقَر بتشويهاتٍ بهائِمِيَّةٍ لَهُ مُــسْــتقاتٍ من رَوْث الإستخبارات الأمريكِيَّة .
خِلال الــتَّـواصُل في الأحيَاء والقُرَى ، بيت بيت زنقة زنقة لِــمُناضِلِي حزب العُمّال الشُّيُوعِيّ التُّونسيّ ، وعبر مسَار التّعرِيف ببرنامج الحِزب وأدبيّاته تَـبَـيَّـنُوا وهُـم الذِين صمدُوا أمام آلة القمع من مواقع مُتقدِّمَــة وخاضُوا أشرس النِّضالات وطالَتـهُـم الـمُلاحقات ولـم تستثنِي أحدًا بِـمَا في ذلك أمينه العامّ (وليس رئيسه كما يقول أحد الأغبياء) مدَى شُيُوع التّشوِيـــــه وحَـجـم العراقِيل ، جاء قرارهُـم بتغيِــير الإسم فقط وبالتشبُّث بالـماركسيّة اللينينيّة كــمَا كانُوا على الدّوام بعد نقاشاتٍ غاية في الدّيمُقراطيّة الثّوريَّــــة لا تعرفها أحزابُ العار ،راية الـمنجل والـمطرقَة عالية لديهُم وقالُوا عن قرارهم : "غيّرنا الاسم إلاّ أن البوصلة باقية والطريق واحد وهما مجسَدان في برنامجنا الذي لمسنا من خلال نشاطنا أن فئات واسعة من الشعب تناصره وتراه الأقرب لها لتحقيق طموحاتها في الحرية والعدالة الاجتماعية والعزة الوطنية، غير أنها في نفس الوقت بحكم محدودية الوعي وقوة الأفكار المسبقة التي تتمثل في التشويهات الكاذبة للفكرة الشيوعية تبدي الكثير من التحفظ نحو التسمية القديمة وبه ذا المعنى يغدو التغيير مسألة مرتبطة بفهم الذهنية العامة لشعبنا و وعيًا مناّ بوطأة الأفكار المسبقة على عقول الناس. وفوق كل هذا نحن نعلم جيدا أن كسب الشعب وتحقيق وحدته لا يمكن بالمرة أن يكون حول عقيدة أو إيديولوجيا مهما كانت بل حول برنامج ثوري مثلما عملنا عليه وسنعمل مستقبلا" ؛ ولا أرى بعد هذا داعِيًا لترداد عُـواء البعض مِــمَّــن لا علاقة لهُ بالــميدان ولا بالفكر الـمَاركسيّ . من كان ثورِيًّا في حَدّه الأدنى فلينغرِس ويُذلِّل الصّعاب ويقهر العقبات ويُـمَـهِّـد الطّرِيق أمام العُمّال والشّعب عبر إقتراح التّكتيكات الـمُلائِــمَـة لذهنِيَّته : ثباتٌ على الـمبدأ ومُرُونة في التّكتِيك ، تغيّر الإسم والجوهر واحد ، أمّا هوِيَّـــــــة الشّعب فوحدهُ الحِمار لا يفقهُهَا ولا يحترمهَا.