كلية طب الأسنان في بابل مشاكل ومنغصات


محمد علي محيي الدين
2012 / 7 / 6 - 08:29     

من خلال رحلة طويلة مع كلية طب الأسنان في جامعة بابل استمرت لخمس سنوات لمست معاناة الطلبة الشديدة بسبب افتقار الكلية إلى الكثير من المستلزمات التي تحسن من أدائها وترفع من مستواها العلمي بين الكليات، وهذه النواقص لا يتحمل مسؤوليتها مجلس إدارتها او عميدها، ولا رئاسة الجامعة بل تتحمل ذلك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تشرف بشكل مباشر على الجامعات العراقية بعد إلغاء استقلاليتها التي أثبتت نجاحها، لان الإدارة المباشرة والصلاحيات الواسعة تسهم إلى حد بعيد في تطور الكلية وتقدمها إلى أمام، ولان الكلية تدرك احتياجاتها ونواقصها إذا توفرت لها الإدارة الناجحة الكفوءة.
• تفتقر الكلية إلى بناية صالحة تتوفر فيها المستلزمات الكفيلة بنجاح أدائها، فقد منحت بناية صغيرة إلى جانب كلية الطب لا تفي بحاجات الكلية وسعة عملها والمهام التي انيطت بها، فهي تفتقر إلى عيادة تسهم في تدريب الطلبة ودراستهم العملية، وكان المفروض أن يلحق بها مستوصف تخصصي لطب الأسنان يفي بحاجات الطلبة الدراسية ودروسهم العملية، فهي بناية جرداء خالية من الحدائق ووسائل الراحة لطلبتها.
• يكلف الطالب لأغراض التدريب والتعليم بجلب المرضى ضمن الاختصاصات المراد تعليمها، وعلى الطالب دفع أجور نقل المريض، ومبلغ من المال ودفع ما يترتب عليه من استمارة الفحص والعلاج، وهذا أرهق كاهل أولياء الطلبة وجعلهم يكفرون بالأسنان وأطبائها، إضافة لما يلزم الطالب بتوفيره من أدوات لعلاج المرضى، وشكل عبئا على ميزانية الأسرة ذات الدخل المتوسط ناهيك عن الاسر الفقيرة التي لا تستطيع توفير المتطلبات المادية للطالب، مما يعني أن مثل هذه الكليات وجدت لأبناء الأغنياء، وذلك يستدعي الوزارة أن تهتم ببناء مستوصف تخصصي في كل كلية ليسهم في تخفيف العبء المادي عن الطلبة.
• تفتقر الكلية للتدريسيين من حملة الدكتوراه، ومعظم أساتذتها يحملون الماجستير، وكان على الكلية فسح المجال للأساتذة لإكمال تحصيلهم العلمي وتعيين الطلبة الأوائل أو ترشيحهم لدراسة الماجستير وإكمال نقصها وبالعودة إلى ملاكها نجد النقص الكبير فيها، وهذا له أسبابه التي لا يعرفها إلا عميدها أو مجلسها.
• من الظواهر المميزة لكليات جامعة بابل بمختلف تخصصاتها البخل بالدرجات، ولو قارنا بين ما يحصل عليه الطالب في جامعة بابل والجامعات الأخرى لوجدنا البون الشاسع في تقييم الطلبة ومنح الدرجات المناسبة لهم، فالطالب الذي يحصل على معدل 70 هو من الأوائل وفق سلم درجات الكلية في الوقت الذي نجد الجامعات الأخرى يحصل الأوائل فيها على ما يزيد على 90 درجة، وهذا يعني عدم قدرة أوائل جامعة بابل في منافسة طلبة الكليات الأخرى لهبوط معدلاتهم وعدم تناسبها مع تسلسلاتهم ودرجات نجاحهم، مما يستدعي أن تقوم وزارة التعليم العالي بدراسة الأمر والتحقيق مع الجامعة في أسباب تدني درجات طلبتها رغم إنهم من الأوائل قياسا للجامعات الأخرى.
• لاحظت من خلال هذه السنوات تباينا كبيرا في مستويات أساتذة الكلية وحرصهم على أداء واجبهم الوطني ورعاية طلبتهم، فاحد أساتذتها وجد متلبسا بتغيير الأجوبة في الدفاتر الامتحانية، أو في كشف الأسئلة للطلبة وكانت عقوبته غير متناسبة مع جرمه إذ اكتفت الكلية بنقله إلى جامعة أخرى ثم أعيد في العام التالي، وهذا من المشجعات على تجاوز القيم العلمية الرصينة التي يجب أن تكون عليها الجامعات العراقية، فيما كان أستاذ أخر مصاب بعقد نفسية نتيجة ظروفه الشخصية مما انعكس على تعامله مع الطلبة ودفعهم إلى الشكوى منه والمطالبة بتغييره لسوء إدارته، وأستاذ آخر أصبح نقيبا لأطباء الأسنان فتصور انه نقيبا في المخابرات فكان تعامله لا يتناسب وقيمة الأستاذ الجامعي حيث امتنع عن تعليم الطلبة أو الاطلاع على أعمالهم في الدروس العملية لأنه يعمل على" قد راتبه" الذي لا يكفي لتعليم كل هؤلاء، ونصه الأثير الذي يردده على مسامع الطلبة عند مطالبته بالإشراف على عملهم" أني اشتغل على گد راتبي وخلص راتبي"، أما مسؤولة عيادة التنظيف فهي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب وتقيم الطلبة على أساس ملابسهم لا كفاءتهم وخصوصا بنات جنسها إذا ارتدين الملابس المزوقة وهذا ناتج عن عقد يعرفها أولي العلم.
• وأخيرا لابد من الإشادة بجهود بعض أساتذة الكلية الذين يمثلون الوجه الناصع لرجل العلم، فهم يعاملون الطلاب على أسس تربوية وعلمية نتمنى أن تكون القاسم المشترك للجميع، واحدهم كثيرا ما رايته في الكلية حتى في الأيام التي خصصت لاستراحته ، ويتابع أمور الطلبة في كل صغيرة وكبيرة.
نتمنى ن يطلع عميد الكلية ورئيس جامعة بابل على ما ذكرنا لمعالجة ما هو جدير بالمعالجة وإنقاذ الكلية من واقعها المزري والعمل لجعلها في مقدمة الكليات لان الحلة مدينة العلم والثقافة منذ حمورابي وحتى جلال الطالباني.