أنوار القاهرة


أمير الحلو
2012 / 6 / 27 - 16:55     

أنوار القاهرة
أمير الحلو

لا أدري إذا كان سيسمح في مصــــــــــــر ببث أغنية أم كلــــــــــــــثوم التي تقـــــــــــول فيـــــــها ( هل رأي الحب سكارى مثلنا ) ، أو ( أنام وأصحى على شفايفك في الدنيا أعيش ) ، ولكن الفن بكل اشكاله وفي مقدمته الموسيقى والغناء أصبح عالمياً ويمكن الحصول عليه بسهولة والخاسر هو مَن يمنعه لأن أكثر الناس ستنتقل من محطته أو قناته الى أخرى .
وأود هنا أن أعيد ما ذكرته سابقاً من قصائد للسيد محمد سعيد الحبوبي والشريف الرضي تتغنى بالحب والخمرة والغزل ، فهل يجوز منعها وقائليها من أشراف وكبار علماء الدين ؟
إن الحب والغزل لم يحرمهما أي معتقد مهما كان منبعه لأنهما عنصران أساسيان في الحياة ما داما لا يتناقضان مع العرف والقيم .
شاهدت قبل أيام لقاء مع الدكتور جابر عصفور وهو مثقف مصري معروف على أحدى الفضائيات للحديث عن نتائج الانتخابات المصرية فقال ان ما يقلقني حقاً هو مصير الثقافة والفن في بلادنا فقد وصلا في مصر الى مستويات راقية وحصلت بعض الافلام المصرية على جوائز عالمية مثل يوسف شاهين في مهرجان كان ، كما أن الموسيقى والفن المصري منتشرين في العالم ، وأستطيع الجزم وعن تجربة واقعية أن القاهرة تشهد سنوياً مختلف المهرجانات الفنية والثقافية العالمية ، وبمقدار ما تعاني الاوضاع الاقتصادية من مصاعب تقع على رؤوس الفقراء ، فأن تلك المهرجانات تشهد ( بذخاً ) في الانفاق والجوائز القيمّة ، وقبل أيام حصل شاعر عراقي على مبلغ مائة ألف دولار من مهرجان ثقافي في القاهرة .
في عام 2001 حضرت مهرجان القاهرة لبرامج الاذاعة والتلفزيون العربي وقد جرى اسكاننا بالمئات في فندق ( موفامبيك ) قرب مدينة الانتاج الاعلامي وهو من أغلى فنادق القاهرة وقدموا لنا وجبات طعام شهية ومكلفة مادياً ، علاوة على دفعهم أجور جميع اللجان وكان بينهم السيد ناطق خلوصي والفنانة الكبيرة عواطف نعيم ، وكذلك ثمن الجوائز الذهبية والفضية والنحاسية التي وزعت على الفائزين .
لا يمكن تصور قاهرة بدون غناء سيد درويش وزكريا أحمد وعبد الوهاب وأم كلثوم ولا نصورها من دون رياض السنباطي ومحمد القصبجي ....وحتى في السياسة فهناك في الشعر عبد الرحمن الابنودي وأحمد فؤاد نجم والشيخ أمام وكتابات عبد الرحمن الشرقاوي وطه حسين وسيد القمني وفرج فوده وحامد أبو النصر وغيرهم .
بأعتقادي أن القاهرة ستبقى ( منّورة ) ولن يستطيع أحد أن يطفئ أنوارها في مقهىالفيشاوي وحي الحسين ....أبداً .