إيران ولعبة استنساخ الإمام علي (ع) ؟


فليحة حسن
2012 / 5 / 23 - 15:45     

إيران ولعبة استنساخ الإمام علي (ع) ؟

قبل أيام جاءني في بريدي الشخصي تحت عنوان إرسال للجميع مقال من كتابة (احد رجال الدين ) كتب فيه عن حلّية الاستنساخ البشري في الإسلام ، ودعم مقاله بعدد من قصص القرآن كقصة خلق حواء من آدم التي عدّها هنا نوعاً من الاستنساخ كونّها –كما يرى كاتب المقال مستلة من ضلع آدم – وعرج على قصة ناقة نوح التي وجد فيها نوعاً من الاستنساخ الحيواني
والحقيقة لقد أثار المقال في داخلي شيئاً خصوصاً وان قضية استنساخ ( النعجة دولي) أقامت الدنيا ولم تقعدها حتى بعد أن ماتت لأنها قد ُعدتْ بدعة من البدع التي جاء بها الغرب وان صاحبها لفي ظلال ومثواه –إذا ما مات نار جهنم - !
وبدأت أتسائل عن أمور منها لماذا يظهر هذا المقال في هذا الوقت بالذات خصوصاً وهو في الأصل تمهيد لكتاب يرى فيه كاتبه حلّية استنساخ البشر ويتحرى له السور والآيات القرآنية وأحاديث الرسول ؟
ولماذا يقوم رجل دين ليس له علاقة بعلم الهندسة الوراثية لا من قريب ولا من بعيد بتأليف هذا الكتاب ؟
ولم يمرّ سوى ثلاثة أيام حتى قرأتُ في (إيلاف) خبراً مفاده (جماعـة شيعية في إيران تحاول استنساخ الإمام علي!) والذي جاء فيه إن هناك (جماعة إيرانية تسمى "أحباء علي" تنوي وبمساعدة الدكتورة الفرنسية برجيت بواسواليه مديرة شركة "كلون أيد" الكيماوية قد شرعوا في البحث عن الحمض النووي للإمام علي من اجل استنساخه ،وهم من اجل إتمام عملية الاستنساخ تلك زاروا مساجد أثرية للشيعة في البصرة والكوفة وكربلاء وإيران بحثاً عن أقمشة تخص الإمام علي كبردته أو جلبابه أو قميصه!وأكد الفريق حصوله على رداءين من إيران والبصرة احدهما الذي قتل فيه والذي يحمل آثار عرقه ودمه والذي سيتم اخذ الحمض النووي المطلوب للاستنساخ وقد حددت الجماعة الأول من رمضان القادم للإفصاح عن تجربة الاستنساخ تلك )
وهنا أقول ماذا لو حدث و تم لهم فعلاً الاستنساخ وإيجاد نسخة أخرى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وكانت مطابقة لشخصيته الحقيقية الفعلية التي توارثنا إخبارها جيلاً بعد جيل وإبانتها لنا كتب التاريخ وتحقق الوجود الفعلي الآخر له عقلياً وخلقياً وجسدياً إلا يجعلنا ذلك نتساءل عن سبب إعادة هذا الخلق من جديد؟
هل هي الحاجة مثلاً لشخص يحمل صفاته عليه السلام كي يتسلم زمام امة الإسلام ؟
وهل هذا الزمام متروك له الى حين يحضر ؟
وهل إن الإسلام هو فئة واحدة وحيدة هي محبي علي (ع) وشيعته فقط حتى يقرروا ويفعلوا دوناً عن الآخرين وليس فئات وملل ونحل ؟
ومن قال إن هناك من لا يفكر أيضاً إذا ما نجحت هذه التجربة باستنساخ الخلفاء الراشدين ( عمر وأبو بكر وعثمان) وربما يمتد هذا ليشمل العمل على استنساخ الأنبياء فنجد بعد تجارب أخرى أنبياء الديانات الثلاثة إحياءً!
ولن يقف الأمر عند هذا الحدّ طبعاً مادام الأمر قد استمكن وتحقق الاستنساخ حينها ستعمل كلّ جماعة من الجماعات الفكرية والسياسية والدينية على إيجاد نسخة أخرى لزعيمها أو مرشدها الروحي وبهذا تصبح الحياة عبارة عن نسخ مكررة للراحلين خصوصاً إذا ما امتد هذا الأمر ليشمل استنساخ الأشخاص الأغنياء ،
لكن يبدو إن الأمر هنا ليس له علاقة بحب الإمام علي (ع) بل بحب تفرقة شيعته أولاً والذين سينقسمون اتجاه هذا الفعل بين مؤيد ومعارض وهو ثانياً ليس أكثر من إسفين آخر تحاول إيران به شقّ عصا المسلمين وتزيد من تناحرهم وتكسر شوكتهم بدعوى الاستنساخ التي جاءت بعد أمور أخرى سعت ولما تزل من اجلها كإتباع ولاية الفقيه وإيجاد بديل إيراني لليسستاني وغيرها من الأمور التي تزيد من زرع الفوضى والتناحر والتقاتل بين المسلمين وإلهائهم عن اللحاق بركب التطور في جميع الميادين وإبقائهم في دائرة مغلقة مظلمة وحيدة وواحدة تجعلهم منتمين وبإصرار الى العالم الثالث الذي ابسط ما يتسم به التخلف !