أسئلة تبحث عن اجابات .. قرائتي في عملية السلام ...


جميل عبدالله
2012 / 5 / 22 - 22:22     

كتب تمراز يقول : ليسمح لنا السيد القارئ بهذا التباين فالشائع لدى الجميع , أن القضايا العنقودية ان جاز التعبير , تتمثل في قضايا حدود عام 1967 ومدينة القدس والاستيطان وحتى هضبة الجولان , وهو تصور نختلف معه , لكن ليس قبل أن نوضح أن اختيارنا لتعبير القضايا العنقودية هو أختيار دقيق , لان القصد منه أنها قضايا يتصور البعض أنها تنفجر في وجه كل من يقدم عليها بالحل , أو حتى لمحاوله مناقشتها .

كل القضايا العنقودية تمثل بصراحه الحد الادنى للاتفاقيات مع الجانب الاسرائيلي بل لعل هذه الاتفاقيات على الحد الادنى الذي يقبل به كل العرب , وهو أحد الشروط الاساسية ليكون هنا سلام عادل في الشرق الاوسط , بصرف النظر عن التصريحات الاعلامية التي تتحدث عن رفض الشروط المسبقة وعن أن كل شيئ قابل للتفاوض , الى أخر هذه التصريحات التي يجيد الطرف الاسرائيلي اعلانها وتوظيفها وحتى المزايدة عليها .

الجميع يعرفون أن اسرائيل لا تقبل تهديد أمنها , على سبيل المثال : هضبة الجولان لا تمثل اغراء لدوله اسرائيل , أقتصاديا أو جغرافيا أو حتى سكانيا بقدر ما تمثل تهديدا لها من الجانب السوري ...

والحل المنطقي هنا , بل لعله الحل الوحيد الممكن , يتمثل في عودة كل الاراضي المتنازع عليها مع اسرائيل الى أصحابها , مع نزع السلاح الشامل لها , أو ربما تم بحث ترتيبات تحديد حجم القوات على النحو الذي تم لالنسبة للمناطق المسماة أ , ب , ج في جميع المعاهدات مع الجانب الاسرائيلي .

هو حل ان جاز التعبير توافقي !!؟ نوعا ما , يتنازل فيه كل طرف عن شيئ , ويكسب شيئا أخر , وهو حل يرضي كل الاطراف , فالعرب سوف يحتفلون بعوده الجولان الى سوريا , وعودة القدس الى الفلسطينيين , والسيادة الكاملة للاردن على طول الحدود الشرقية مع اسرائيل , وهو أنتصار لهم لا شك فيه اذا ما حدث , يبرر أشتراكهم في كل مؤتمرات السلام والاسرائيلون سوف يتمنون أن يستريحون الى أنهاء التهديد الامني الاتي من كل الدول المجاورة الى الابد , ليس بقوة السلاح , بل بقوة السلام وهو أنتصار لا شك فيه خاصة أن عقد اتفاق السلام عربي اسرائيلي سوف ينهي الى الابد احتمالات الصراع المسلح في المنطقة , أما التنازلات التي سوف يقدمها الطرفان في المؤتمر , فهي أكثر وضوحا , فاسرائيل سوف تتنازل عن احتلالها للاراضي العربية عام 67والعرب سوف تتنازل عن تسيلح أنفسهم وهي تنازلات ممكنه , في ضوء التجربه السابقة للسلام بين مصر واسرائيل .

لكن حقيقة الامر لن تتم بهذه البساطة أبدا ...!؟ فهناك فرق بين ما يمكن أن ينتهي اليه المؤتمر , وما يمكن أن يحدث خلال المفاوضات , فالطرف الاسرائيلي واضح تماما من المؤتمرات التي يعقدها في كل مكان وزمان , فهو يريد سلاما ينتهي بسلام حقيقي كامل ؟! يعيني تصبح اسرائيل بهده دولة من دول المنطقة العربية , لها ما لها وعليها ما عليها , ويستحيل عليها ان تقبل بالخروج من أي مؤتمر كما دخلته , دوله بلا جذور + ولا علاقات + ولا قبول + ولا تعامل مع الجيران , ولا تفاعل معهم ولا طمأنينه حقيقية لسكانها على المدى البعيد .

الاوراق التي في يد الطرف العربي هي ترتيبات ما بعد السلام ان حصل , وهي اوراق يضع الطرف الاسرائيلي عينه عليها , وهو مستعد أن يتعامل معها بمنطق المبادله !!
في النهايه : باختصار وبوضوح نقول ان اسرائيل ى تسعى ابدا الى هدنه أو ترتيبات حدودية , لكنها تسعى مع السلام مع دول الجوار على سبيل المثال الى سلام دائما مع سوريا ؟! وفي المقابل فان سوريا بنظامها الحالي على أستعداد كامل بأن تبقى هضبة الجولان مع الجانب الاسرائيلي شرط أن يبقى النظام السوري قائما الى الابد , وان الاتفاق ممكن لانه معلوم الملامح , محدد النهايات بشكل واضح , لكن الخلاف سوف يكون على التفصيلات ان وجود هناك تفصيلات ! لهذا فسوف لا يتسغرق وقتا وسوف تكون سوريا بنظامها الحالي أسرع دوله عربية في تنفيذ عملية السلام وهو سلام كما يدعون مرغوب كتكتيك دبلوماسي ؟! يبرر لكل من الطرفين اعلان انتصارة السياسي في نهاية المطاف ...؟

الخلاصة من منظوري الشخصي :
المصارحه بالحقيقة تستحق قدرا من الشجاعة ... الطرف الفلسطيني يسعى الى قيام الدوله الفلسطينية المستقلة والكاملة السيادة في مناطق الحكم الذاتي , واسرائيل تعلق بوضوح انها لن تقبل بذلك أبدا , ولا تسمح للشعب العربي الفلسطيني بأكثر من حكم ذاتي محدود السكان متقطع الاوصال , وهي على استعداد للتفاوض حول بدائل أخرى كانت ومازالت تحلم بتطبيقها مثل : انضمام الضفة الغربية الى الاردن , وقطاع غزة الى شبه جزيرة سيناء , وغير ذلك من البدائل التي لا نريد مناقشتها حتى لا نرفع ضغط الدم لدى قارئ المقال .

والله ان قيام دولة فلسطينية مستقلة , أمر لا يحظى بقبول أطراف عربية في النزاع وهو يمثل من وجهة نظرها خطرا دائما عليها ؟! وان اعلنت هذه الدول عكس ذلك ولعلنا هنا نقصد دول عربية محدودة , ولعل القصد واضح من هذه تلك الدول , ولعلنا نضيف ان أطرافا عربية أخرى تنظر بارتياح الى هذه النتيجة التي يرجوها ويسعى اليها الشعب العربي الفلسطيني , وهي قيام دوله فلسطينية مستقلة على الارض العربية المحررة في كلا من الضفة وغزة والقدس بعيدا عل البعد عن التبعية لدول أخرى ....

سلامتكم
فلسطين الاصل أسدود
[email protected]