السكر أولا ، السكر ثانيا ... تحليل نفسي


عماد البابلي
2012 / 5 / 8 - 17:50     

لا شي غير الأماني الغير المتحققة أوالمخاوف المؤجلة ..
فرويد

قبل الولوج في الموضوع لنعرف أولا ماذا يعني مصطلح التحليل النفسي :
منهج في العلاج النفسي اقترحه العالم فرويد وفق معادلة التداعي الحر للاشعور الذي تخضع كل تصرفاتنا له. ويضع فرويد عامل الكبت وعامل الغريزة الجنسية وعامل التسامي (تحويل الدافع الجنسي إلى معنى أسمى مثل الفن والعلم) كعوامل مؤثرة في اللاشعور، بالإضافة إلى تأثير عقد نفسية رئيسية كعقدة أوديب (تعلق الابن بأمه) وعقدة أليكترا (تعلق الفتاة بأبيها) وعقدة ليليث (الأنثى القاسية). والتداعي الحر مصطلح فرويدي خاص، وهو محاولة كشف اللاشعور الذي يقوم بها المحلل النفسي. ويضع العالم ألفرد أدلر غريزة الإرادة نحو التعالي والسلطة أساسية في اللاشعور بينما يضع العالم كارل يونغ الليبيدو (الدافع الحيوي) أساسي في اللاشعور، ويؤكد على وجود ما يعرف بـ( اللاشعور الجمعي ) ، وهو ارتباط الذكريات البشرية المكبوتة لمجتمع كامل في نظام واحد يؤثر بصورة غير محسوسة في تصرفات الناس ( ميولاً مشتركة لتشكيل رموز معينة )، وتسمى في مواضع أخرى بالذاكرة الجماعية ..
التحليل النفسي يهتم كثيرا بالأمور التافهة والتي لا ينتبه لها أحد ، فهي سقطات لا شعورية تنفع لمعرفة محتويات البشر الخاضع لبؤرة المحلل النفسي ، هكذا يخبرنا السيد فرويد دائما ، كان فرويد يهتم كثيرا بزلات اللسان ، فمثلا شخص تعرفت عليه دائما يناديني بأسم عدنان وليس عماد ، دائما يقع بنفس الغلطة ، وبعد التتبع وجدت أن أخو زوجته أسمع عدنان ، وأن هذا الأخ يضايقه جدا في في المتصل الأجتماعي الرابط بينهما ، كانت عملية تفريغ لا شعوري تحدث بين عدنان وعماد في داخل النظام النفسي للزميل الذي تربطني به علاقة عمل .. من الأمثلة التي لاحظتها من خلال يوميات تأملاتي لمن حولي ( سادة الرهبة وابناء الدونية ) ، كيف يعد الشاي ، هل يضع السكر قبل أن يصب الشاي أو بعده ؟؟؟!!! .. طبعا قد يتخيل القاريء بأن الموضوع لا يستحق كل هذا التحليل أو لا يوجد فرق أصلا ، لكن بعد وضع إحصائية صغيرة تتعلق بـ ( 20 ) فردا ، وجدت الأتي : من يضع السكر أولا في الكوب ، شخص لديه علاقة غير جيدة مع النساء ومشاعرة الجنسية فاترة معهن ، وحين العكس ، يضع السكر فوق الشاي ، وجدنه يتمتع بحس رومانسي معهن .. ميكانيكية الطريقة تعتمد على التخطيط المعقد في الأمور ، الرومانسية تحتاج لبساطة وتسليم بقوانين التناقض وعدم الأسئلة كثيرا ، وأما الشخص الأنطوائي المنعزل في ذاته المضطهد المتنافس المنغلق فهو يفشل دائما في الرومانسية كجسر حضاري بينه وبين الكائن المقابل ، الميول الجنسية عالية جدا عند الطرف الأول ( السكر أولا ) ، يملكون عدد كبير من الأطفال ، مقنيات للذهب بكميات كبيرة عند النساء ، وأما الطرف الثاني ( السكر ثانيا ) ، يمتعون بمستوى معاشي قليل وطيبة كبيرة ..

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

تنويه : قد يظن البعض أن المقالة لاتمت بصلة بواقعنا المشوه المقعد الكسيح الذي قفز من دائرة الوجود عبر المجاعات والطبقية والقتل والتشريد والنهم الجنسي الذي يعيشه الأخرون ( الحمقى ) .. لكن كلمة أخيرة لكل من يتسائل عن جدوى المقالة ، بأن مشاكل هذا الكوكب باقية باقية ولو خرج صاحب الأمر بنفسه للعالم