إزدواجية الحديث


أمير الحلو
2012 / 4 / 24 - 14:32     

أمير الحلو

مع أنني لا أحب الخوض في القضايا الدينية وشخوصها ورموزها على الرغم من كوني من عائلة دينية إلاّ أن بعض الأمور تستفزني وتدفعني الى التساؤل عن كيفية التصرف، وهذا أمر لا علاقة له بالدين بل بالسلوك، فما يحيرني حقا أن بعض رجال الدين يذهبون الى الدول الأوروبية وأميركا ويمارسون نشاطاتهم وطقوسهم هناك، ولكنهم يقولون أنها بلاد الفساد والضلال، ولست هنا في معرض الدفاع عن هذه الدول، ولكني أتساءل إذا كانت هكذا فلماذا الذهاب والسكن فيها أصلاً، إذا كان للتبشير الديني فلذلك طرقه المعروفة بعيداً عن السياسة وشتم البلاد التي قد يكون الشخص لاجئاً فيها ويتلقى معونات يعيش عليها من جيب دافع الضرائب (الكافر)!
كما أن أكثر التفجيرات التي حصلت في محطات (المترو) والاسواق والمحلات كان وراءها مَن يكفّرون هذه البلدان فهل يجوز أن يقتل الشخص أناساً أبرياء يعيشون في بلادهم والذي يقتلهم هو دخيل على تلك البلاد التي تسكنه وتطعمه وتوفر له المعيشة؟
إن هذه التساؤلات دفعت القوى الدينية المتطرفة في أوروبا وخصوصاً فرنسا الى المطالبة وهي تشهد أنتخابات رئاسة الجمهورية بتقليل أو منع الهجرة اليها وأزدادت نسبة المصوتين لاحزاب اليمين المطالبة بمنع الهجرة بل تريد تهجير الموجودين الان، فلمصلحة من أن (يكفر) الانسان بنعمته، ومن الذي خوّله أن يذهب الى بلاد الكفار ليصلحهم؟
مهما كان الرأي في ممارسة مثل هذا النشاط في بلادنا وهو من حق الجميع، ولكن الأمر في الخارج يثير الدهشة، وقد شاهدت على (الفيس بوك) خطابا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو يروي أن رئيس حزب ديني قد زاره وطلب منه إصدار قانون يُلزم جميع النساء المصريات بأرتداء الحجاب، فسأله عبد الناصر:
ولكن أبنتك الشابة طالبة في كلية الطب وهي لا ترتدي الحجاب، فكيف تطلب مني أن أجبر الأخريات على إرتدائه؟
أن ما قلته لا يعني أنني مع هذا الرأي أو ذاك، ولكني أطالب بأن (ينسحب) جميع مَن لا تعجبه بلدان الكفار منها ولا يأخذ جنسيتها، كما حصل مع الشيخ الذي رشح عن السلفيين في مصر على منصب رئاسة الجمهورية فجرى الطعن في ترشيحه لأن والدته تسكن في أميركا وتحمل جواز سفر وجنسية أميركية، فكيف استطاع التوفيق بين الأمرين!
أللهم أجعل حديثي برداً وسلاماً فلا أريد فتح نقاش أو سجال مع أي طرف، ولكني أجد من الضروري أن يتمسك الأنسان وعائلته بدينه في بلده ويترك بلاد الكفار على كفرها! كما أن عليه أن يطبق ما يتحدث عنه داخل بيته وأهله قبل أن يطلب من الناس ذلك، وأستغفر الله إن كنت مخطئاً في رأيي.