تحديات الثورة السورية


غياث نعيسة
2012 / 4 / 15 - 13:01     

‫في 1 نيسان عقد في اسطنبول الاجتماع الثاني "لأصدقاء سوريا"، الذي حضره ممثلون عن 83 بلدا من ضمنهم هيلاري كلينتون وآلان جوبيه.‬
‫في البيان الختامي، اعترف ممثلو الدول بالمجلس الوطني السوري كـ"ممثل شرعي للسوريين" والممثل "الرئيسي" للمعارضة السورية‬، الأمر الذي أزعج المجلس الوطني لأنهم لم يعترفوا به كـ"ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب والثورة" كما توقعوا أن يحصل. دعوة دول كالسعودية لتسليح المعارضة، باعتبار ذلك واجبا لم يجر الالتزام به، لكن ما ورد في البيان كان حق السوريين بـ"الدفاع المشروع عن النفس".

هذا الاجتماع جاء بعد اجتماع آخر، وعقد أيضا في تركيا، بعد أن دعت الحكومتين القطرية والتركية فصائل من المعارضة السورية بهدف "توحيد المعارضة السورية تحت راية المجلس الوطني السوري". وما عدا البيان النهائي لهذا الاجتماع حيث تضمن إرادة إنشاء سوريا حرة وديمقراطية، فإن الاجتماع فشل فشلا ذريعا في توحيد المعارضة، لأن أغلبية القوى المعارضة لم تدع أو رفضت المشاركة. والأسوأ من ذلك، أن المجلس الوطني السوري في طريقه إلى الانهيار، فالانشقاق الأخير في 28 آذار عندما انسحب المجلس الوطني الكردي. اليوم، لا يوجد أي ممثل للأكراد داخل المجلس الوطني السوري.
في اليوم نفسه، عقد الطرف الثاني للمعارضة، هيئة التنسيق الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي" اجتماعا في دمشق لمجلسه المركزي بهدف انتخاب قيادة جديدة، الذي لم تتغير تقريبا، وبهدف تنبني وثيقة تقبل إجراء مفاوضات مع النظام من أجل "الانتقال الديمقراطي" وتدعو الوثيقة إلى تشكيل "حكومة وطنية".

على الأرض، النظام يزيد من قمعه، يقصف، يجتاح العديد من مدن البلاد، ويتابع حملة اعتقالات واسعة، ويترافق ذلك مع سقوط العشرات من الشهداء كل يوم وتهجير جماعي للسكان. ويعيش مليون ونصف المليون من السكان وضعا مأساويا.
الصراع المسلح يتزايد بوجه بربرية الأوليغارشية. وتنتشر المواجهات المسلحة في أنحاء واسعة من سوريا. ويتزايد عدد الجنود المنشقين والمدنيين المسلحين، في معظمهم تحت لواء الجيش السوري الحر. في الواقع، هذه المجموعات الثورية المسلحة مشتتة ومعزولة وتفتقد لقيادة عسكرية موحدة ولقيادة سياسية. إعلان برهان غليون خلال اجتماع "أصدقاء سوريا" حيث جاء قرار المجلس الوطني السوري تخصيص راتب شهري لكل جندي منشق، بفضل المساعدات المالية الهائلة المقدمة للمجلس الوطني من قبل الدول العربية والغربية، متأخرا ومتناقضا، فالتنسيقيات داخل سوريا استنكروا غياب المساعدات الإنسانية للمجلس الوطني، ومن جانبه أعلن الجيش السوري الحر أنه لم يتلق شيئا.

وحشية النظام، وغضب الجماهير الثائرة، تزايد عدد الجنود المنشقين والمعاناة الهائلة لجزء كبير من الشعب يمكن أن تزيد الوضع سوءا بحيث يلوح شبح الحرب الأهلية في الأفق. لأن النظام لم يترك إلا خيارا واحدا: ديكتاتورية عائلة الأسد أو الحرب الاهلية.

المظاهرات والإضرابات لم تتراجع، على الرغم من حضور الجيش والقوى الأمنية. الشعب الثائر يزداد عزمه على إسقاط النظام. الجماهير العمالية والشعبية تشكل القوة المحركة للثورة. وتخلق في المسار الثوري تنظيمها الذاتي والإدارة الذاتية.
والطابع الاجتماعي الذي يطغى على الثورة السورية يفسر سبب انتعاش المناورات القوى الرجعية العربية والإمبريالية.

كما ظهرت قيادة سياسية ثورية إلى العلن في سوريا: إئتلاف وطن الذي يجمع فصائل من اليسار الثوري الناشط في النضال بعيدا عن أي تغطية إعلامية. يتألف من 17 مجموعة من مختلف الخلفيات، في حين كان يتألف عند تشكيه منذ شهرين من سبع قوى سياسية وتنسيقية ثورية.
تشكيل قيادة ثورية جماهيرية هي قضية رئيسية، وذلك لصالح هذه الثورة.
======
ترجمه‫ الى العربية‫:‬
وليد ضو