فنزويلا: مشروع التحول الاشتراكي رهان تشافيز للبقاء في السلطة


فنزويلا الاشتراكية
2012 / 4 / 9 - 21:45     

يقترب موعد الانتخابات الرئاسية الفنزويلية المزمع إجراؤها في التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل ويزداد معه التوتر وتشتد المنافسة بعدما اختارت المعارضة مرشحها المحامي هنريك كابريس البالغ من العمر 39 عاماً.
هذه هي المرة الأولى التي تبدو فيها المعارضة بهذه القوة والإصرار وبرؤية واضحة لدى مرشحها الذي حقق في الانتخابات التمهيدية أضعاف ما حققه باقي مرشحي المعارضة التقليدية، فكابريس يبدو جذاباً لمختلف الأجنحة المعارِضة لحكومة الرئيس تشافيز.
في استطلاع للرأي أجراه مركز كونسولتوريز 21 الفنزويلي أبدى 46% من المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم للرئيس تشافيز في حين حصل كابريس على 45% وقال 9% إنهم لم يقرروا بعد لمن سيصوتون. علماً بأن المركز الذي أجرى الاستطلاع محسوب على المعارضة الفنزويلية ويقوم دائماً بإضافة مبالغات على أرقام المعارضة والعكس للحكومة. إلا أن مراكز استطلاع الرأي التي تعتبر مؤيدة للحكومة بطريقة أو بأخرى تقوم أيضاً بالمبالغة بتقدير الفوارق فتمنح الرئيس تشافيز فارقاً يتجاوز 20% عن مرشح المعارضة، والأسوء أن الحقيقة لا تكمن في المنتصف أي أنه لا يمكننا أخذ متوسط الفارق بين استطلاعات رأي المراكز المؤيدة والمعارضة لمعرفة الأرقام الفعلية، فأحياناً تكون توقعات المؤيدين مصيبة تماماً وأحياناً العكس وفي بعض الأحوال تكون النتائج بعيدة عن أي توقعات بشكل كامل. وهذا من أحد مساوئ الانقسام الحاد في فنزويلا فكل شيء بما فيه نتائج استطلاعات الرأي تستخدم في الدعاية السياسية ضد الخصوم.
مرشح المعارضة الشاب يتم تقديمه للجمهور بصورة الوجه الجديد غير المرتبط بالمؤسسة التقليدية للبرجوازية الفنزويلية على أمل الحصول على أصوات الممتنعين عادةً عن التصويت عقابا للحكومة البوليفارية. ومن جهته يبدو الرئيس مرهقاً ومتعباً من جلسات العلاج المتكررة التي يمر بها لمحاربة مرض السرطان الذي لا يزال يعاني منه. فيبدو بصورة نقيضة لما يرغب به كل مرشح لأي منصب سياسي في أي مكان، علاوة على ذلك، فقد تأخر تنفيذ خطوات التحول الاشتراكي التي كان من المفترض أن تكون قد اتخذت بعد مرور سنوات على انتخابه للمرة الثانية في عام 2006، فارتباط الاقتصاد بواردات النفط لا يزال مستمرا وقد ازداد إنتاجه بحسب وزارة الطاقة خلال عام 2011 إلى 2،99 مليون برميل يومياً بنسبة 5% عن العام السابق، وتم تصدير 2،47 مليون برميل يومياً مقارنة بـ2،42 مليون برميل في العام الماضي.
يراهن الرئيس تشافيز على محاولة إعادة إحياء الآمال بمشروع التحول الاشتراكي من خلال تسليط الضوء على نماذج منها مدينة كاريبيا الاشتراكية الساحلية التي يعتبرها سكانها جنتهم على الأرض. وغيرها من الكومونات الإنتاجية التي بدأت تحقق خطوات ناجحة إضافة للاستمرار بإصدار القوانين الاجتماعية وآخرها قانون العمل الجديد الذي يتوقع صدوره بمرسوم رئاسي في الأول من مايو (أيار) المقبل ليعيد تشكيل علاقات الإنتاج الاجتماعية عموماً. كما يتم التعويل على فاعلية المهام الحكومية التي تمثل برامج دعم اجتماعي غذائي وصحي وتعليمي وثقافي ومدى فاعليتها بعد مرور أعوام على البدء بتطبيقها وعدد الأفراد الذين تحسنت بفعلها شروط معيشتهم، كل ذلك بغية تحقيق مهمة غاية في الصعوبة وهي نصر ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي.