من أوراق الإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب :(الحلقة الثالثة):مواقف حول القضية الفلسطينية والإستعمار الصهيونى.


عبدالوهاب خضر
2012 / 4 / 8 - 15:02     

منذ شهر تقريبا بدأت فى كتابة سلسلة من المقالات حول تقييم دور الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب و نشرت فى الحلقة الاولى من هذا الملف الذى جاء بعنوان : قراءات فى اوراق الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب ، موقف الاتحاد وتحليلاته للثورات العربية .. وفى الحلقة الثانية نشرت ملامح من مواقف الاتحاد العربى من التعددية النقابية فى مصر و المخاطر التى حاصرت اتحاد عمال مصر عقب ثورة 25 يناير 2011...
وتوقف قليلا نظرا لسرعة الاحداث والوقائع الداخلية والخارجية والموازية للربيع العربى ، والتوقف ليس معناه تقليلا من شأن ملف اتحاد النقابات العرب ولكن تزاحم الاحداث وعنصر التوقيت .. فاليوم تاتى الحلقة الثالثة حول موقف الاتحاد من الملف الفلسطينى .
كان تشجيع تشكيل اتحادات مهنية عمالية عربية لنقابات العاملين في المهن المتشابهة والمتكاملة، والنضال لإقامة الوحدة العربية وتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة من الاستعمار والصهيونية .كان هذا احد اهم الاهداف التى وضعها الاتحاد من تاسيسة منذ اكثر من 50 عاما.
وخلال مشواره الكفاحي كان الاتحاد عملاقاً في وقفته الرائعة الى جانب شعبنا في مصر أثناء العدوان الثلاثي الغادر على الشقيقة الكبرى مصر عام 1956، واستطاع تعبئة وتحريك الجماهير العربية بذكاء، وتقدم الصفوف في وجه هذا العدوان وإفشاله .
كما ناصر بفاعلية كبيرة ثورة الجزائر البطلة ودعم نضال عمال وشعب عدن والجنوب المحتل في مقاومته للاستعمار البريطاني، وكان له حضوره الفاعل والمتميز في إحباط المقاطعة التي أعلنتها الشركات الاحتكارية المرتبطة بالامبريالية والصهيونية ضد الباخرة العربية "كليوباترا" في ميناء نيويورك .
وأيضاً كان للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب مواقف مشرفة ابان العدوان الصهيوني عام 1967 حيث كان في طليعة القوى القومية التقدمية التي دعت الى اتخاذ اجراءات اقتصادية وغيرها بما فيها قطع النفط العربي عن الدول المساندة للعدوان الصهيوني وضرب المصالح الامبريالية في الوطن العربي .
وابرز ما سجله الاتحاد مواقفه المؤيدة بقوة لنضال شعبنا العربي الفلسطيني ضد العدو الصهيوني المغتصب على اعتبار ان قضية فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية، وتشكلت في اواخر شهر مارس (آذار) من عام 1968 بمبادرة من الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واسهام واسع من قبل الاتحاد النقابي العالمي " اللجنة الدولية لمناصرة عمال وشعب فلسطين " وتم عقد اول اجتماع لها في صوفيا عاصمة بلغاريا بحضور مندوبين عن 23 منظمة عمالية عربية واقليمية ودولية، ثم توالت الاجتماعات والفعاليات المؤيدة للشعب الفلسطيني.
و نذكر هنا وقوف الاتحاد بكل امكاناته وطاقاته ابان حرب 1973 الى جانب حق الامة العربية في استرداد الارض العربية المحتلة وتحطيم مقولة قوة العدو الذي لايقهر، وذلك في الاسهام بالتعبئة الجماهيرية ودعم خط الاسناد ضد الصهاينة.
كان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب طوال مسيرته النضالية على مدى نصف قرن من الزمان مدركاً حجم المسؤولية الطبقية والقومية التي يحملها ومجسداً للاهداف السامية التي يعمل لتحقيقها واضحاً في مواقفه حازماً في رأيه صلباً في دفاعه عن الحرية والانسان والارض والوطن وقد عبرت عن ذلك قررات مؤتمراته ومجالسه المركزية التي جسدت الاطار الصحيح لخياراته من مجمل القضايا العربية والاقليمية والدولية .
وقد حللت الدورات المتعاقبة لمجالسه المركزية ومؤتمراته الابعاد الخطيرة لطبيعة الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية الموجهة ضد حركة التحرر الوطني العربية وبشكل خاص ضد قضية فلسطين، فلا تكاد الجماهير العربية تحبط مؤامرة وتقضي عليها حتى تفاجأ بمؤامرات جديدة تحاك ضد الامة العربية تحت حجج واهية وكاذبة.
لقد وقف الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وقفة صادقة مع ذاته ومبادئه واهدافه عندما كان ضمن بقية مكوناته من بين شرائح الجماهير العربية العريضة التي عارضت زيارة الرئيس المصري الاسبق أنور السادات للقدس المحتلة، واعتبرت تلك الزيارة مخالفة صريحة لتطلعات الامة العربية في تحرير اراضيها المحتلة من براثن الغاصب الصهيوني .
كما تصدت الحركة النقابية العربية بقيادة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب للسياسات التي قادت الى توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ورأت فيها خرقاً فاضحاً وخطيراً للاجماع العربي في مقاومة العدو الصهيوني. وعملت على احتواء نتائجها وآثارها السلبية بما يحافظ على استمرار الأمة العربية في صمودها في وجه المؤامرات التي استهدفت النيل من ارادتها وسياستها الحرة المستقلة ودفاعها عن أرضها ومقدساتها .
ولم يسعى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في كل مواقفه القومية والتأكيد عليها الا للمحافظة على وحدة الحركة النقابية العربية باعتبارها احدى مكونات حركة الجماهير العربية بمختلف شرائحها .. ولهذا وبفضل سياسة الاتحاد الحكيمة ورغم كل ما تعرضت له الامة من هزات ونوائب الا ان الاتحاد حافظ على وحدته واستقلاليته ودوره الجماهيري الطليعي المناضل الصادق والنقي .
ومنذ ايام قليلة صدر بيان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني في الثلاثين من آذار ليكشف عن استمراره فى فضح اسرائيل وجاء فى البيان انه فى مثل هذا اليوم من كل عام نستحضر الذكرى السنوية ليوم الأرض، ففي ذلك اليوم الأغر، في الثلاثين من آذار من عام 1976، انتفض فلسطينيو ثمانية وأربعين، ضد قرار سلطات الاحتلال الصهيوني بمصادرة أراضيهم في الجليل والمثلث الأشمين، ودفعوا دماء غالية للتمسك بأرضهم، ضد تهويد قوات الاحتلال لها.
وجاء ايضا ان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعتبر أن كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله في الجليل والمثلث والنقب والساحل إنما صنعته جماهير يوم الأرض الفلسطيني الخالد، الذي مثل الحدث الكفاحي المفصلي في تاريخ نضال فلسطينيي الـ 48 وإصرارهم على حماية الوطن والذاكرة والإرادة الوطنية والانتماء.
ويعتبر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أن إحياء ذكرى يوم الأرض فرصة مناسبة لتوجيه نداء عاجل إلى جميع المنظمات الانسانية والنقابية العربية والدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، والعمل على إطلاق سراحهم، كما يناشد جميع المنظمات الحقوقية العالمية بالعمل على إطلاق سراح الأسيرة هناء الشلبي، ويحمل بالوقت نفسه الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياتها وتدهور صحتها.
كما أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يشدد في هذه المناسبة بأن أسرى فلسطينيي الـ 48 هم أسرى الحرية أسرى الدفاع عن الأرض ضد مخططات التهويد والترحيل والطرد التعسفي، لذا فإنه من الواجب القومي العربي أن نجدد المطالبة بضرورة إطلاق سراحهم، فهم فلسطينيون رغم أنف الاحتلال، وأن المطالبة بإطلاق سراحهم هي مسؤولية فلسطينية وعربية وعالمية بامتياز.
ودعا الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب القادة العرب المجتمعين في قمة بغداد العربية أن تكون فلسطين قبلتهم، لا أن يكون التآمر سياسة منهجية تسعى بعض الأنظمة والدويلات العربية لتمرير أجندات أمريكية ـ صهيونية.
كما أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال، وبهذه المناسبة، طالب الحكومات العربية وحكومات العالم، والمنظمات الدولية، والاتحادات والمنظمات النقابية والشعبية العربية والدولية بالتحرك لوقف أعمال الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة، وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف انتهاكات الكيان الصهيوني لحقوق شعب فلسطين، وإنهاء الممارسات الصهيونية العنصرية ضده، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.
وبغض النظر عن بعض المواقف الشخصية للقلة على مدار تاريخ الاتحاد والتى لم تؤثر على التوجه العام إلا أن "العمال العرب" كان الشوكة العمالية فى ظهر المخططات الاسرائيلية .. وسيظل.
... وللحديث بقية


(2)من أوراق الإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب :(الحلقة الثانية): مواقف حول إتحاد عمال مصر بعد 25 يناير 2011.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=291257
و
(1)من أوراق الإتحاد الدولى لنقابات العمال العرب :(الحلقة الأولى): قراءة تحليلية في الثورات العربية : الدوافع و الآفاق؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=289735