رحيل (نقد)….والواجب المرحلي!


مجدي الجزولي
2012 / 3 / 29 - 08:36     


عمل الاستاذ (محمد ابراهيم نقد) والرعيل الاول من مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني، طوال حياتهم، علي وضع منهجين، فكري وعملي، لتنزيل وغرس بذرة الماركسية اللينينية والاشتراكية في السودان، وذلك من خلال تعامل الحزب مع واقع المجتمع السوداني، مراعين في ذلك عادات وتقاليد البلاد والشعب البسيطة. افني الاستاذ (نقد)، من اجل ذلك ثمرة حياتة في عفه، وطهارة، ونقاء سريرة، وصدق منقطع النظير، ولم يطلب من وراء ذلك اي عائدٍ مادي!، جاه كان ام ولد، ويشهد له بذلك جميع معارفة واصدقائه وحتي خصومة السياسين التقليدين والفكريين. اما نجاح هذ الغرس، فقد ظهر دون مواربة، يوم تشيع الزعيم الراحل.. “فالشعب وحده يعرف قادته”!، ومن؟، من بين هؤلاء القادة من يحس بمعاناة هذا الشعب، ويعمل بجد وصدق لرفع الضيم، والهم، والمعاناة عن كاهله، “فلم يشارك في جلده بالسياط كما لم ياكل ماله بالفساد”، بل تفاعل مع قضاياه ومطالبه اليومية فكراً ووجداناً وروحا.ً

إن الارث الذي تركه الاستاذ (محمد ابراهيم نقد)، كتركة ثقيلة، للحزب الشيوعي السوداني، يتمثل في هول هذا الحزن العميق، الذي يعتصر قلب وتفكير عضويتة، لفقدانهم زعيم وقائد، هم في امس الحاجة لرجاحة عقله وحكمته، “لحلحلة الامور”، خاصةً في هذه اللحظات المفصلية الحرجة في تاريخ الحزب الشيوعي والشعب السوداني، للخروج بالبلاد من مأزقها التاريخي، الذي ادخلته فيها الجبهة الاسلامية، حين اطاح انقلابها العسكري بالحكم الديمقراطي ووئده في عام 1989م، واستولت علي الحكم أكثر من عقدين من الزمان، ادخلت خلالهما البلاد والعباد في “غضب الله”، قسمت البلاد الي دولتين، واشعلت الحروب في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الازرق وجنوب كردفان، وهُجِّر وشُرِّد العباد في أمري، وكجبار، وشرق السودان، و ضرب التهميش حتي تخوم العاصمة القومية.

الحزب الشيوعي السوداني، مطالب الان، وفي الاساس، بالسيرعلي نفس النهج الذي ابتدعة الاستاذ (نقد) في التعامل مع قضايا الجماهير. “فالجماهير هي التي امرت بذلك يوم خرجت لتوديع قائدها” بذلك الحشد التاريخي الرهيب. فقد عبرت هذه الجماهير، بصدق، عن مدي قبولها لهذا المنهج، الملائم لطبيعتها، والذي قاده الاستاذ (نقد)، بل وابدع فيه بتعاملة مع الجماهير، بتواضع وبساطة وادب عند مخاطبته لها. وبالضرورة لتنفيذ هذا المنهج والسير عليه، يتطلب ايجاد القيادة البديلة. ويجب ان لايكون الهم “من” ولكن “كيفية” تنفيذ المنهج! وليس بالضرورة، بالطبع، ان يكون هذا البديل صورة طبق الاصل، ولكن يجب ان يكون مؤمناً بالمنهج، ومقتنعاً بانه الخيار الافضل في التعامل مع الجماهير والطبقة العاملة السودانية، لتنفيذ مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، وما تقتضيه هذه المرحلة من تنفيذ لشعارات المؤتمر الخامس “تنمية متوازنة، سلم وطيد وديمقراطية راسخة” وهذا مايقود الي وحدة الحزب وتماسكه، الذي يجب ان لا نخاف او نتوجس من تماسكه، فالذي مطلوب من جميع العضوية العمل والاقتناع بالتماسك والوحدة. ومن اجل ذلك يجب العمل والدفع قدما وبكل جدية علي قيام المؤتمر السادس في موعده….ونعم للدعوة بالصوت العالي لبناء الحزب، والعمل علي عودة المبعدين من جسده، كما تقتضي الضرورة المرحلية ايضا، من توسيع، وتعدد مواعين التحالفات الجبهوية لاسقاط النظام وانفاذ مرحلة التغيير، خاصة في اواسط الشباب.

الا رحم الله الاستاذ (نقد) بقدر ما اعطي دون مقابل. وخلد سيرة ناصعة البياض في تاريخ والسودان.

عاش نضال الشعب السوداني