كولومبيا: مبادرات لاتفاق سلام قد تعيقها الانتخابات الأمريكية


فنزويلا الاشتراكية
2012 / 3 / 28 - 14:29     

أعلن وزير الدفاع الكولومبي خوان كارلوس خلال مؤتمر صحفي في 21 مارس (آذار) أن القوات الحكومية الكولمبية هاجمت مخيماً لقوات الفارك المتمردة منذ ستينيات القرن الماضي مما أدى لمقتل 33 من أعضائها، كما تم إلقاء القبض على 12 عنصراً آخرين خلال العمليات التي امتدت على مدى يومين.
يأتي الهجوم الحكومي على مخيم الفارك بعد مقتل 11 جندياً نظامياً قبل أيام اتهمت بتنفيذه قوات الفارك التي لم تتبنى الهجوم بنفسها.
تشكل العملية العسكرية الأخيرة جزءاً من سلسلة عمليات قامت بها الحكومة الكولومبية تسببت بنكسات منيت بها الفارك بمقتل العديد من قياداتها الأمر الذي دفع الأخيرة للتقدم بمقترح للبدء بمفاوضات سلام دعمته بمبادرتين لإظهار حسن النية جدياً، أولهما، العمل على بدء إطلاق سراح جميع المعتقلين لديها من القوات العسكرية الحكومية وستكون أولى الدفعات في 26 مارس (آذار) وستستمر لمدة يومين لإطلاق سراح 10 جنود كولومبيين محتجزين لديها. والمبادرة الثانية هي إلغاء القانون 002 لعام 2000 الذي أصدرته الفارك والقاضي بفرض ضريبة على كل مواطن تتجاوز ثروته المليون دولار أمريكي وإلا تعرض للملاحقة والاختطاف وربما القتل، كرد في حينها على الاتفاقية التي أبرمت بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الكولومبية المعروفة باسم "خطة كولومبيا" والتي تدعم الحرب على المخدرات بمساندة أمريكية وتدخل مباشر في بعض الأحيان والتي كانت بمجملها مجهوداً حربياً ضد الفارك.
الحكومة الكولومبية من جهتها لا تزال مستمرة برفض كل مبادرات السلام التي تقدمها الفارك إلا أن تنازلات الفارك في هذه المرة قد تشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة التي تواجه ضغوطاً مماثلة من النخب السياسية والمالية التي ارتبط وجود غالبها بالحرب على الفارك كما أن جنرالات الجيش يخشون على امتيازاتهم من الزوال في حال انتهت الحرب وحل السلم في البلاد.
المضي في خيار المفاوضات لإنهاء الحرب يعيقه أيضاً طول مدته المفترضة مما يقلل من احتمال الانتهاء من المفاوضات قبل انتخابات عام 2014 الرئاسية الأمر الذي لن يكون محبباً لدى الرئيس سانتوس الذي يطمح لتولي فترة رئاسية ثانية. علاوة على ذلك فإن أي اتفاق سلام في كولومبيا لن يتخذ قرار البدء بالتفاوض عليه أو إتمامه دون موافقة ومباركة من الولايات المتحدة التي تشهد في هذا العام حملات انتخابية من الواضح أن لها عنوانين رئيسيين هما الاقتصاد داخلياً وإيران دولياً. ولن يكون لكولومبيا أي متسع ضمن برنامج الإدارة الأمريكية مما يجعل مبادرات الفارك تبدو بلا جدوى إلا في حال قرر أي من الرئيسين سانتوس أو أوباما المضي بها مبكرا لتحقيق مكسب ما من أجل تعويض أي انتكاسة مفاجئة.