السلفادور: اليمين يعود من جديد على ظهر إخفاقات اليسار


فنزويلا الاشتراكية
2012 / 3 / 25 - 16:23     

شهدت الانتخابات السلفادورية التشريعية في 11 مارس (آذار) الجاري تراجعاً لليسار المتمثل بجبهة فرناندو مارتي للتحرير الوطني FMLN وتقدماً لليمين المنشق على نفسه بأقوى أطرافه وهم التحالف الجمهوري الوطني ARENA والتحالف من أجل الوحدة الوطنية GANA .
في انتخابات عام 2009 حققت الجبهة اليسارية نصراً بحصولها على 35 مقعداً في حين بلغ عدد مقاعد التحالف اليميني 32 مقعداً سرعان ما انشق نواب كتلتها إلى 20 نائباً ظلوا في الكتلة الأصلية و12 نائباً شكلوا التحالف من أجل الوحدة الوطنية GANA .
الفارق هذا العام هو أن الجبهة اليسارية لم تحقق سوى 31 مقعداً وهي ذات النتيجة التي حققتها في انتخابات عام 2000 التشريعية في حين تقدم التحالف الجمهوري ARENA ليحقق منفرداً 33 مقعداَ وحقق التحالف من أجل الوحدة الوطنية 11 مقعداً مما يظهر تفوقاً ملحوظاً للمحافظين في هذه الانتخابات.
نسبة المشاركة في الانتخابات تراجعت كثيراً فلم تتجاوز 50% في حين أنها بلغت 62% في انتخابات عام 2009 الرئاسية.
أهم ما يمكن أن توصف به هذه المرحلة ليس تراجع الجبهة اليسارية، فالجبهة لا تزال تراوح مكانها منذ سنوات، بل هو فشلها باستثمار الفرصة التي أتيحت لها قبل الانتخابات الرئاسية عام 2009 عندما تراجعت شعبية التحالف اليميني الحاكم إلى أدنى مستوياتها بسبب استمرار مشاكل البلاد الخدمية وارتفاع معدلات الجريمة والإخفاق في تخفيض معدلات الفقر والبطالة، كل ذلك لم تتستثمره الجبهة بل قامت بالدفع بمرشح غير يساري وهو موريسيو فونز الذي يمتلك شعبية كبيرة لدى السلفادوريين بمختلف انتماءاتهم ولكنه لم يحمل أي برنامج جذري بل اكتفى بإجراءات تجميلية خلال فترته الرئاسية حتى الآن.
قد يؤخذ بعين الاعتبار أن اختيار فونز مرشحا في تلك المرحلة كان لاقتناص الفرصة بالوصول للسلطة بعد سنوات طويلة من المعاناة أعقبت الحرب الأهلية بالنسبة للجبهة اليسارية إلا أنهم أخفقوا بتحقيق أي شيء ملموس على الأرض بل الأسوء أن كثيراً من نواب الكتلة في البرلمان كانوا على صف المعارضين لسياسات الرئيس فونز مما أعطى انطباعاً قوياً بأن الجبهة لاتختلف عن اليمين كثيراً.
استمرت الحال الاقتصادية والأمنية المتردية وشهدت الجبهة العديد من الأزمات المتمثلة بانفصال القيادات عن القواعد لحد فرض مرشحين على أنصارها في الانتخابات المحلية.
إن الفشل الذي قدمته الانتخابات التشريعية لم يكن قاضياً أو مؤذياً لحد كبير بالنسبة لجبهة فرناندو مارتي للتحرير الوطني FMLN، فإن خسارة أربعة مقاعد ليست بالكثير إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأوضاع القائمة في البلاد، فمن الواضح أن نسبة كبيرة من السلفادوريين تساند الجبهة بأي حال على أساس أيديولوجي، إلا أن الدرس الأمثل هو أن الوصول للسلطة ليس كافياً لضمان الاستمرار، بل لابد من تقديم تغييرات واضحة وجذرية للمواطنين، فلا بد من استثمار هكذا فرص في المستقبل لتعويض الفارق الذي يتمتع به اليمين دعائياً ومالياً، فيسار أمريكا اللاتينية ليس لديه إلا الواقع وتفاصيله الملموسة والمعاشية، وإلا فإن اليمين سيكون في المقدمة على الدوام.
الكتلة اليمينية البرلمانية قد تبلغ 44 مقعداً إن وصل التحالف الجمهوري الوطني ARENA والتحالف من أجل الوحدة الوطنية GANA إلى تفاهم واتفاق لتشكيل حكومة ستجعل من انتخابات عام 2014 الرئاسية بمتناول يدهما مالم تتحرك الجبهة لتدارك الموقف.