باراسيكولوجيا الحسد .. تكثيف وأختصار


عماد البابلي
2012 / 3 / 16 - 21:31     

الله يغفر الذنوب لكن الجهاز العصبي لا يغفر أبدا ..

الحسد ، من المواضيع المهمة ذات البعد اليومي الذي يجعلنا جزء من العالم ، ولكن يبقى سؤالا في أعلى السبورة ، هل هو موجود ؟؟ ، الحسد من الظواهر الباراسيكولوجية ذات البعد الشرقي المنساب في تراثنا وفي يومياتنا ، أشدنا علمية ينكره ولكن يبقى يلج في التسامي في غالب الحين ، هنا سنناقشه بشكل علمي مع التسليم المطلق بوجوده ..
الحسد - تعريف - هو عملية فعل فيزيائي في أحداث تغاير في نظام المقابل ، وطبعا هنا المقابل يتدرج بين كونه بشري أو حيواني أو حتى جماد ، الهدف من فعل الحسد هو الإزاحة والتحويل بين أنظمة متباينة في الطاقة والتوازن ، فالنظام الغير متوازن يهدف لتغير باقي الأنظمة المحيطة به حتى ينفرد بالتوازن وحده ، أذن العملية صراع وتفاعل بين الأنظمة المختلفة في طاقاتها .. المدرسة السوفيتية ( المرحومة ) قد تفشل هنا في تفسير الحسد باعتباره أشعاع ذات طاقة غير مكتشفة ولكن المدرسة الأميركية التي تفسر الحسد بأنها مجمل تفاعلات حادة وتغايرات تصيب اللاوعي البشري تبقى مقبولة في الوقت الراهن .. حتى يكون الكلام أكثر علمية لنفهم ما هو اللاوعي البشري او ما يعرف في بعض الأدبيات الأخرى هو الوعي الباطن .. يتكون العقل البشري من منطقتين غير متميزتين شعوريا هما الوعي واللاوعي ، العقل هو تفاعل الدماغ مع المحيط ، تلعب هنا الحواس البشرية دورا مهما في تشكيل الوعي البشري ، الحواس وتفاعلاتها المستمرة مع المحيط عبر المنبهات ذات الطبيعة الكيميائية ، الشم والسمع والأبصار وغيرها من أدوات الدماغ في إنتاج مجمل معرفة تراكمية عن طريق علاقته مع المحيط ، تلك المعرفة أو الخبرة هي الوعي البشري ، يبقى اللاوعي كمنطقة معرفية دون حواس ، منطقة تتعلق بأشياء مثل الموت والله والحب والحياة وغيرها ، مجمل خبرات يكتسبها البشر دون حواس ، اللاوعي هو منطقة أمنة من تلوث الوعي المرضي المفعم بالطاقة السالبة ( الشر ) كمرادف لأزمة النقص في الوجود البشري على هذا الكوكب ، ولكن التلوث إذا وصل نحو اللاوعي ينشأ بعض الانكسارات الحادة مثل الشذوذ الجنسي وعبادة الوثن والحسد وغيره ، تلك الزوايا الحادة تجعل من الوعي يبحث عن التوازن عبر تحفيز طاقات اللاوعي الكامنة فينا .. الأخر يملك سيارة جميلة وأنا لا أملك سيارة أو سيارتي رديئة الماركة ، الحسد يجعل من الفردين متساويين في المستوى ، سيارة الأخر تصاب بخلل حتى يشعر المضطرب بالتوازن ، المعادلة معادلة توازن لا غير وفق المفاهيم الكيميائية في الحالة السائلة تحديدا .. العين الشريرة حسب وصف التراث هي أداة لأحداث فعل الحسد ، وحتى نفهم خواص تلك العين أكثر يجب علينا فهم البناء النفسي لصاحبها ، يتعلق صاحبها بالنسبة لنا بحالة ( الأخر ) حسب تعبير سارتر ، الأخر هنا هو أحالة خاوية وفرار دائم وإمكانية دائمة لجعلي مرئيا بالنسبة للأخر ، جعل الأخر سيدا للموقف بالنسبة لي يجعل من حالة التناقل تنساب بين عناصره وعناصره ، حالة السلب الداخلي تلك هي أولى الشروط لنشؤ حالة التشويه في النظام النفسي الذي يقع عليه حالة الحسد ، النبي يعقوب يوصي أولاده بالدخول من أبواب متفرقة حسب ماورد في القرآن والخضر ( العبد الصالح ) يخرب السفينة حتى لا يسرقها ملك طاغية .. حتى لا نصاب بالحسد يبقى وفق تعريف سارتر للغير هو البقاء في حالة اللامرئي ، فهي تكفل عملية الحفاظ على عملية التوازن الداخلي على طبيعتها ، هذا ما أعرفه عن الحسد ولعلني وفقت في النجاح بالكتابة عنه شيئا تفتقر أليه حالات وعينا التي أنا وانتم جزء منها ..
شكرا لكم