القرضاوي في قفص الاتهام


أشرف عبد القادر
2012 / 3 / 15 - 17:07     


الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري لم يحمل أخباراً سارة للشيخ يوسف القرضاوي،فخلاله نشرت "القدس العربي" وحدها، وأحياناً على صفحتها الأولى، ثلاثة أخبار سيئة للشيخ،الأول يقول"أن شيخ الأزهر يرفض مصالحة القرضاوي"بعد أن تهجم عليه ظلماً وعدواناً،ثم جاء يطلب الغفران وكأن شيئاً لم يكن.
والخبر الثاني نشرته أيضاً"القدس العربي"في صفحتها الأولى بتاريخ 2012/3/6 جاء فيه: "صرح القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان،أن القرضاوي نسي يوم أن هرب مع فتاة سراً،وتاريخه أسود في الجزائر،فقد ارتكب حماقات شنيعة"(السفير 2012/3/6)وانظر أيضاً "القدس العربي 2012/3/6). ومعروف أن زوجة الشيخ القرضاوي الشابة"أسماء" قد فضحت الشيخ بسلسلة مقالات في جريدة "الخبر" الجزائرية حكت فيها كيف أن الشيخ قرر طلاقها تعسفياً لأن أبنائه طالبوه بتطليقها خشية أن ترث معهم!. والمضحك المبكي أنها ذكرت أن الليلة الأخيرة مع الشيخ:"كان الصباح لها جميلاً".ثم رمى لها الشيخ من الغد وثيقة طلاقها التعسفي.بمعنى أنه قضى معها ليلة وهو ينوى طلاقها،وهذا في الشريعة، التي يعتبرالشيخ أنه حارسها،زنا لا شك فيه.
أما قاصمة الظهور فهو الخبر الثالث الذي نشرته "القدس العربي"وهوعبارة عن حديث لوزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش،رد فيه على "فتوى"القرضاوي بتحريم زيارة المسلمين غير الفلسطينيين للقدس الشريف،الذي يحتاج اليوم إلى زيارات ملايين المسلمين للإحتجاج على تهويدها والحفر تحت المسجد الأقصى بحثاً على هيكل سليمان المزعوم.
على فكرة أثبتت البحوث الأركيولوجية التي قام بها العلماء الإسرائيليون خلال أربعين عاماً أن سليمان شخصية أسطورية لم توجد أبداً،وهيكله لم يوجد أبداّ.لكن السلطة الفلسطينية رفضت تقديم نتائج أبحاث العلماء الإسرائيليين للأمم المتحدة التي نشرت في كتاب بالإنجليزية والفرنسية بعنوان "التوراة وقد تعرت" من تأليف إسرائيل بوراح،لإثبات أن سليمان وهيكله لا وجود لهما.وهكذا لا يحق لإسرائيل أن تدعي حقاً في القدس ولا أن تقوم بحفريات مضرة بسلامة المسجد الأقصى.حجة السلطة الفلسطينية واهية وهي أن القرآن الكريم تحدث عن سليمان كشخصية حقيقية ولا يمكن للسلطة أن تعارض القرآن حتى ولو أدى ذلك إلى تضييع حقوق الشعب الفلسطيني.
والآن أقدم لكم فقرات مهمة من حديث وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش رداً على تجنيات القرضاوي على القدس الشريف باسم حب القدس الشريف،ومحقاً غنى عبد الوهاب"ومن الحب ما قتل".
حذر وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش من مخاطر حقيقية باتت تتهدد المسجد الأقصى المبارك من قبل جماعات استيطانية متطرفة مدعومة من الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو.
وأضاف الهباش قائلالـ"القدس العربي":"الأخطار الآن تتصاعد بشكل خطير جداً والأوضاع في القدس يمكن أن تصفها بأنها كارثية وليس فقط خطيرة"متابعاً"نشعر بقلق شديد جدا تجاه المسجد الأقصى،حيث الاجراءات الإسرائيلية تتصاعد،فأصبحنا نسمع بين الحين والآخر وبشكل مكثف عن محاولات اقتحام والسماح للمتطرفين اليهود بالدخول لباحات الأقصى وإقامة الصلوات التلمودية فيه"،منوها إلى أن الحفريات الإسرائيلية تحت الأقصى باتت تشكل خطراً حقيقياً على المسجد.
وواصل الهباش تحذيره مما يدبر للأقصى من قبل إسرائيل ،وقال"نحن نخشى من إقدام جهات إسرائيلية مدعومة من الحكومة المتطرفة اليمينية حكومة نتنياهو على ارتكاب حماقة في المسجد الاستيلاء على جزء من الأقصى والسماح للمتطرفين اليهود بالصلاة فيه،ونخشى أيضاً من ارتكاب جرائم بحق المصلين بدأت بوادرها خلال الأيام والأسابيع الماضية.ويمكن أن يكون هذا هو السبب الذي جعلنا أكثر تأكيداً وإصراراً على ضرورة دعوة العرب والمسلمين للحضور للأقصى وزيارته، لأنها ستعيد النظر ألف مرة في إمكانية أن تقف في وجه كل شعوب العالم العربي والإسلامي"(...) وجدد الهباش دعوة العرب والمسلمين لزيارة القدس لردع إسرائيل عن التمادي في مخططاتها التي تستهدف الحرم القدسي بشكل خاص،ومدينة القدس بشكل عام،مطالباً الدكتور يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين بالتراجع عن فتواه القائلة بأنه لا يجوز زيارة القدس لغير الفلسطينيين وداعيه لمناظرة تلفزيونية.
وأضاف الهباش قائلاَ:"أنا أوجه دعوة للقرضاوي للتراجع عن الفتوى التي لا تمت ـ من وجهة نظري ـ للشرع بأي صلة،وهي لا تعدو عن كونها وجة نظر للقرضاوي،وليست حكماً شرعياً،هي وجهة نظر وليست حكماً شرعياً".
وطالب الهباش الشيخ القرضاوي لمناظرة معه لإثبات خطأ وجهة نظره التي تحرم زيارة القدس لغير الفلسطينيين،مضيفاً:"أنا أدعو الشيخ القرضاوي لمناظرة ونحن جاهزون للمناظرة مع أي كان،القرضاوي أو غير القرضاوي بالدليل الشرعي والحجة السياسية التي تحتم على العرب والمسلمين زيارة القدس والمسجد الأقصى".مشيراً إلى أن الشرع لا يحرم زيارة القدس إضافة إلى أن الوضع السياسي يحتم زيارة القدس وكسر العزلة الإسرائيلية المفروضة على المدينة المقدسة وأهلها.
وأضاف الهباش:"اي شخص له وجهة نظر كوجهة نظر القرضاوي نحن جاهزون لمحاججته ومناظرته أمام التلفزيون وأمام الإعلام في مؤتمر صحفي أو في مؤتمر ديني"(...)وتابع الهباش:"إذا كان لدى الشيخ القرضاوي حجة دينية أو حجة سياسية فليأتنا بها أما إذا كان القرضاوي يخالف صريح السنة النبوية فنحن نضرب به عرض الحائط".ونفي الهباش أن يكون الشارع العربي متأثر كثيراً برأي القرضاوي،القائل بأنه لا يجوز لغير الفلسطينيين زيارة القدس،مشيراُ إلى أن هناك وفوداً عربية وإسلامية تزور القدس،كاشفاً عن زيارة وفد قطري قبل حوالى أسبوع للأقصى وسبقه وفد من الامارات ووفد من تركيا"(...)وتابع الهباش: "هناك رغبة جامحة لدى الكثير من العرب والمسلمين لزيارة القدس وهم لا يلتفتون لوجهة نظر القرضاوي، وأنا لا أريد أن أسميها فتوى لأنها ليست لها علاقة بالدين.وهي وجهة نظر،وأنا أطالبه بالتراجع عن هذا الكلام،وإذا أصر عليه نقول له ما قاله الله تعالى:"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".(...)وأشار الهباش في حديثه مع "القدس العربي"إلى أن القيادة الفلسطينية هي الأقدر على تقدير الأمر بشأن زيارة العرب والمسلمين للقدس من عدمه،مضيفاً:"هناك أغلبية ساحقة في الشارع الفلسطيني وبالذات في الشارع المقدسي تتمنى أن ترى وفوداً من العرب والمسلمين وآلافاً من العرب والمسلمين تحج للقدس".
وتابع الهباش:"الضرر الأصغر يمكن أن يعمل به لدفع الضرر الأكبر،ولذلك ـ ورغم الألم الشديد ـ أنا أرى أن زيارة القدس هي تأكيد للحق العربي والإسلامي وتواصل مع القدس وأهلها أهم بكثير من الضرر العاطفي والمعنوي الذي يمكن أن يلحق بالعرب والمسلمين إذا حصلوا على تأشيرة إسرائيلية لزيارة القدس والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما زار مكة المكرمة زارها بموافقة من المشركين وكان هذا أمراً مؤلماً للمسلمين،ونحن لا نعتبر زيارة السجين بتأشيرة من السجان تطبيعاً مع السجان ولكنها تواصل ورفع معنويات للسجين".
انتهي كلام الهباش ويأبى الله إلا أن يكون القرضاوي دائماً حجر عثرة في طريق مصالح المسلمين الحقيقية باسم نزواته الجنسية ،وبخرف الشيخوخة التي أوصلته إلى أرذل العمر،وأرذل الفتاوى الدينية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
يا شيخ تب لربك فبينك وبين القبر قيد ذراع،كيف ستلقى الله بإهدار مصالح المسلمين على مذبح نزواتك وشطحاتك.
ملحوظة هامة:لقد تغير بريدي الإلكتروني وهذا هو عنواني الجديد لجميع الأصدقاء والقراء.
[email protected]