كي يسقط حكم العسكر


راجي مهدي
2012 / 3 / 10 - 16:17     

اصبح الهتاف السائد في كل المظاهرات هو "يسقط يسقط حكم العسكر"يطلقه الذين يفهمون معناه والذين لا يفهمونه.شعار طرحته النخبة المسيطرة علي الاحتجاجات ولكن لانها نخبة غارقة في وحل الخيانة والتمويل الاجنبي فلا اظن بالفعل انهم يطلقون ذلك الشعار بحسن نية .وسواء اكان بحسن نية أو بسوء نية فهو شعار حق يراد به باطل ,فالاخوة الهتيفة يطالبون باسقاط حكم العسكر ,نعم جميعنا يريد اسقاط حكم العسكر لعدة أسباب:أولها ان المجلس العسكري بكل بساطة هو مجلس عاش في كنف مبارك مايزيد علي عشرين عاما وعليه فانه لن يصبح ثوريا هكذا فجاة وبالتالي فهو لا يختلف أبدا عن الاوليغاركية المباركية لا في توجهه الاجتماعي ولا في علاقاته الخارجية وارتباطاته .فهو مجلس مكون من مجموعة من المنتفعين ولا ينقصنا سوي معرفة كم شركة او مصنع يمتلكهم او يشارك فيهم المشير ورجاله ,لا ينقصنا سوي ان نحدد بالضبط قيمة المبالغ التي نهبوها وهربوها علي طريقة معلمهم مبارك .المجلس العسكري جزء من البرجوازية المصرية وكونه تولي السلطة في لحظة ثورية فهذا لا يعني انه فجأة خرج من الطبقة بل هو الان تولي دور خادمها الأمين وحامي امتيازاتها في مواجهة الجماهير وهو في نفس الوقت يحمي مصالحه في اطار حماية مصالح الطبقة.كما انه ورث نفس الموقع في النظام العالمي وهو موقع لن يتغير بقرار جرئ يتخذه الحكام بل يتغير بناءا علي طبيعة اسلوب الانتاج والطبقات التي تعتمد عليها السلطة في حكمها بل اكثر من ذلك مصالح تلك السلطة نفسها .وعليه فان النظام الباقي مكانه لازال تابعا للامبريالية مخلصا لها ,لازال اداتها لنهب مصر والمنطقة .
تلخيص ذلك ان المحلس العسكري علي خلاف جيش 52 ليس لديه برنامج وطني ولا توجه اجتماعي مختلف بالاضافة الي مايعرفه الجميع عن وحشية النظم العسكرية وقدراتها المهولة علي القمع واراقة الدماء وتكفي الفترة ما بين 2 فبراير (موقعة الجمل التي تمت امام انظار مغاوير قواتنا المسلحة )وحتي اليوم .كم المجازر التي ارتكبت يدل علي لننا امام أحد اكثر النظم فاشية ودموية وهو ما يحتمه عليه موقعه الجديد في قيادة الثورة المضادة .علي ان تلك المجازر التي ارتكبها العسكر لم تكن لتحدث دويا ولم تكن لتصبح بذلك الاجرام لو أن المجلس العسكري لديه توجه اجتماعي مختلف ,ومختلف يعني انه ينظر خارج اطار البرجوازية الكبيرة ,الي العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة والمتوسطة .فاصلاحات جذرية كاعادة مجانية التعليم والقطاع العام والعلاج المجاني ,باختصار اعادة دور الدولة الاجتماعي كانت لتغفر له خطاياه علي غرار ما تم في الفترة ما بين1952-1967 بالطبع لن نسمح بنكسة جديدة ولكن المقصود هو انه رغم القمع الناصري المعروف بدمويته الا ان النظام لم يكن فاقدا للشرعية .
لكل ما تقدم فان المطالبة باسقاط حكم العسكر ليست جنونا وعبثا كما يصوره كثير من الماجورين من ضيوف التليفزيون المصري ولكن في حالة واحدة اذا كان طرح هذا الشعار مرتبطا ببديل شعبي يحل مكان سلطة العسكر ويفتح الطريق امام تطور اجتماعي وديمقراطي ليس له نهاية .فالناظر الي ما بعد اسقاط حكم العسكر سوف يجد امامه سيناريوهين اما الفوضي الناتجة عن الفراغ الذي سيخلقه رحيل العسكر وهو ما يضعنا وجها لوجه مع الحرب الاهلية واما ان يحكمنا الاخوان المسلمون وهو ما نادي به بعض من اعتبرهم معاتيه حيث طالبوا بتسليم السلطة الي رئيس مجلس الشعب –الكتاتني- وهي مصيبة ان تصبح مرجعيتنا الي محمد بديع(طبوزاده).
ان اسقاط حكم العسكر ضرورة ولكن ليس اسقاط حكم العسكر بما يعنيه من ديكتاتورية وفاشية وقمع ودموية فقط بل اسقاط حكم العسكر بما يعنيه من توجه اجتماعي منحاز للبرجوازية الكبيرة وقانع بدور الخادم في النظام الرأسمالي العالمي .اسقاط حكم العسكر وحكم اليمين كاملا وهو ما لن يحدث الا بنضوج بديل شعبي يرفع برنامجا ثوريا يخص مطالب العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة .بديل نظيف من التمويل الاجنبي والانتهازية والتعاون مع الاعداء الطبقيين ,بديل يخرج من قلب الحقول والمصانع لامن النخبة الغارقة في الخيانة .نحن لا نريد استبدال لص باخر .كلهم لصوص بلحي او بالكاكي او في زي رجال الاعمال الموقرين ..........جميعهم يثرون من دمائنا
علينا ان نناضل بكل ما اوتينا من قوة وعزم وتصميم لاسقاط حكم العسكر بالتوازي مع انضاج بديل شعبي حقيقي يستولي علي السلطة وينجز برنامج الفقراء الثوري ..............الموت للراسمالية
يسقط حكم العسكر
يسقط اليمين الديني
المجد للعمال والفلاحين
يا عمال العالم اتحدوا
E.M.L