قصائد مهداة لروح أسمها سارة


عماد البابلي
2012 / 3 / 10 - 15:06     

قبل تعود لبابل
وقبل أن ترجع بالزمان بعيدا
لتروي عن المحتلين
وعن الأرض التي أثمرت ديدانا
تتغذى على الدم وعلى النفط
قبل أن تعود ..
تعال لحانتي على الفيس بوك !!


مثل الكلب المشرد
أبحث عن يوما يلائم يومي
وعن شمس تليق بوجهي
أتشمم عن رائحة قطة صديقة
كانت تفترش جريدة ( ... ) على الأرض لتغفو عليها !!


( أيمو )
جلده المجفف في المقصلة المهجورة
تتذكر أحلاما وذكريات
عن هستريا وطن وجرذان ولصوص
لم يجدوا في جيوبه سوى وصية
جاء فيها : ( نحن دون أهل ودون أرض ودون غد ودون وداع
........ نحن ممحاة سيئة لهذا العار الكبير )
( أيمو )
رحلة البحث عن جسد يلائم الروح !!


كوكب ملعون
حائر بين كونه مذكرا وكونه مؤنثا
أطفاله يولدون من دمى
ولغته تربى في قفص دجاج !!


لم يكن فتحا
ولم تكن حربا
كان جيش من الرغبات
غنائم ونساء تتعرى قرب حصان جريح
لم يكن فتحا ..
بل ركام !!


( رياض أحمد )*
تنهيدة وصدى في حنجرة بحرية
من أين أتى ولماذا ؟؟!!
الحزن ربيع والياسمين دمعات
غناء لوطن متهم .. شنقوه في لحظة عبث
( عكبك علي ضاق الفضا )**
نساء في العتبات يلدن حسرة
وأجنة تموت في أرحام
أرحام من عرقٍ وويسكي رديء
رئتي تختنق بمشهد
متسولة من بغداد
كانت في سالف الزمان أميرة
رئتي .. وبقايا دخان
في مدن من قطيع والقادة ذئاب
رقعة ضباع البغي وماسحي أحذية
في زمن ( الحمار السيد )
وأنا أختنق بوجع أسمه موال
بوجع صديقة أسمها ( سارا )
كانت نقطة تلاقي بين البياض ونقيضه
الأعالي للنجم والأرض للصخر
أين مكانك يا حزني ؟
أنا العاهة وهو الملاك
أنا حزمة الحطب وهو شهقة الورد
سأصنع من شعري ومنه
مكنسة لخطايا هذا الوطن
لماذا خُلق ...... رياض أحمد ؟؟


فتح دكانا
وكتب عند بابه :
( تعالوا لنستعصم بالله )
خرجوا بأوزان أخف
خرجوا دون أل التعريف ودون ملابس !!


بغداد في الليل
مثل عروس النهر
دمها في دمي
يتحول لحصى
لوهن ...... لشيء أسمه أنا !!


غانية بكحل أخضر
توزع الخمر والوجع
بين الجحيم والجنة
تعلمت منها طقوس أولى للتحول
اقتربي ..
شهوتي سرقتها الفلسفة
والبحث عن الماهية
اقتربي ..
دثريني ..
لن أغطي وجهك ولن أغطي وجهي
أني أتحول .. !!


الفضاء ينسج التأويل
الصحف تكتب عن الهاوية
وعن عصر الثيران
وعن الحوذي الذي صار وزيرا للنفط
والشؤون الدينية


كم أنت رائعة
يا أغصان
وأنت يا أوراق
باخضرارك البريء
سترت عري أدم
وقبحه الذي لا يوصف !!


لم يحدثونا عن بلال كثيرا
أبو سفيان أحتل الصفحات الأولى
واحتل ألف كتاب وكتاب
لون بشرته و ( العبد بالعبد ) !!


فاطمة تتأمل
وهي خجلى
وجه زوجها المجهد
لم يأتي بالأكل أو الثياب
كان حائرا بين سلمان رشدي
وبين أحزان شرقية لــ ( أبراهيم تاتلس )


( هامش كهنوتي .. في أحد الأديرة النائية ، توفي كاهن . فعلق الدير رقعة رثاء سوداء مكتوب عليها :
في الرابعة فجرا ، غادرنا إلى السماء الأخ " بيير " فله الرحمة .. وعند الظهر مر عابر فأضاف إلى الرقعة ما يلي :
السماء في الواحدة ظهرا ، " بيير " لم يصلنا لحد الآن ، نحن قلقون ) ***


ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

* رياض أحمد : مطرب عراقي من البصرة أشتهر بالأغاني الحزينة التي عكـــست ببراعة أحزان الشعب في حكم الطاغية .
** (عكبك علي ضاق الفضا ) : جملة غنائية وردت من أشهر أغانيه وتعني : مرورك بعدي دون أراك في الزحام جعل من الوجود يضيق علي .
*** منقول – بتصرف بسيط – عن ديوان شعري ( ما لا يشبه الأشياء ) للشاعر كاظم حجاج .