عرض ومراجعه - الاسلاموفبيا والولايات المتحده الاميركيه-


محمد سعيد العضب
2012 / 3 / 9 - 07:01     

الكتاب الموسوم " كسب العالم الاسلامي " للاستاذ في جامعة ميشغان جوان كوول الصادر عن دار بالجراف مكميلان للنشر عام 2009, حاول فرز كافة القضايا الرئيسية المرتبطة بعلاقه العالم الاسلامي والغرب عموما, والولايات المتحدة الاميركية خصوصا , مع توكيدة علي مسائل الارهاب ,تبعية الغرب الي الموارد الهيدو كاربونية في منطقة الخليج , حالة عدم اليقين للغزو الاميركي للعراق واحتلالة من ناحية, غياب وضوح الصورة الحقيقة حول طبيعةانظمة الحكم سواء في ايران او السعودية من ناحية اخري .
اكد الكاتب في سياق طروحاته علي ان تدهور العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي , نجمت عن محاولات عديد من قادة البلدان الغربية, ووسائل الاعلام فيها , علي تعميق ابعاد وتاثيرات ظاهرة الخوف من الاسلام في مجتمعاتها ,كما تم تضخيم تحد يات البلدان الاسلامية والدين الاسلامي علي الحضارة الغربية ومستقبلها ,حيث تم تحويل هذة الادعاءات الكاذبة ,و فبركة المعلومات المضللة حول الاسلام والبلدان الاسلامية, الي وسائل لعمليه تسويق ليس فقط لما اطلق عليه" حرب ضد الارهاب" ,بل من اجل تعميق الرعب والخوف لدي الشعوب الغربيه والعالم برمته .
عموما استهدف الكتاب المطروح كشف هذا الزيف, فضح اسطورة تهديدات او تحديات الاسلام علي المجتمعات الغربية,كلة من اجل الاسهام في تعميق التفاهم السياسي والاديولوجي بين البلدان الاسلامية ونظراءهم من البلدان الغربية.
لقد تمكن الكاتب التميز بدقة بين الحقيقة والتلفيق بما طرح حول الارهاب العالمي, وعلاقته بالاسلام والحركات او حكومات البلدان الاسلاميه , كما حاول صياغه جمله من توصيات ومقترحات جوهرية رصينة ترمي الي كيفيه قيام الادارة الجديدة في الولايات المتحدة الاميركية في استمالة, كسب ود شعوب وحكومات العالم الاسلامي ,عبر كشفه ابعاد الاصلاحات الضرورية المطلوبة لترميم الدمار الكارثي الذي لحق بالسياسية الخارجية الاميركية خلال سنوات عهد بوش الابن من ناحيه ,كيفية التوجة الجديد من اجل توطيد السلام والرفاهية في العالم من ناحيه اخري .
يتالف الكتاب من ست فصول وخلاصة بالاستنتاجات هي :
1.النضال من اجل النفط الاسلامي :حقيقه استقلال قطاع الطاقه
2. التطرف الاسلامي وفاعلية الشعوب الاسلامية :الراديكاليةالاسلاميه
3.خرافه او اسطوره الوهابية:من الرياض الي الدوحة
4.العراق وظاهرة الخوف من الاسلام : كيف استخدمت هذة الظاهرة ذريعة لشن الحرب ,الغزو والاحتلال
5. باكستان وافغنستان : ما بعد حركة طالبان
6. التحدي الايراني من طهران الي بيروت
هذا وسوف تركز المراجعة علي بعض القضايا المطروحة في الكتاب, بالاخص الفصل بما يتعلق بالعراق.
اولا: يشكل تصعيد اعمال العنف وتازيم الوضع الامني وغياب الاستقرار في عهد الاحتلال , سياسة استندت علي تصورات الادارة الامريكية في تضخيم مخاطر الارهاب الاسلامي المحتملة , وضرورة شن حرب عالمية ضده ,حينما تم ابتداع العراق ساحةجديدة للنضال ضدة ,كلةليس فقط من اجل اقناع الشعب الاميركي والكونغرس والراي العام العالمي بضرورة الاستمرارفي الاحتلال لضمان الامن القومي الاميركي ,وتحقيق المصالح القومية الاميركية , بل اريد منها التوكيد علي صحة ادعاءات الادارة ومقولاتها السابقة حول الخطر الكامن للارهاب الاسلامي و استمرارة , واعتبارالنضال ضدة ضرورة حتمية, بالتالي اعتبر الارهاب الاسلامي سبب غزو العراق واحتلالة .
هذا يعني ان سياسة افتعال العنف والاقتتا ل والحرب الاهلية في العراق كانت مقصودة ومخططة, بكل ما نجم عنها من خسائر بشرية من العراقيين حيث قتل من العراقيين مايعادل ( 250 )ضعفا, مقارنة بعدد القتلي من القوات المسلحة الاميركية . هذا عند مقارنه عدد القتلي من العراق(مليون قتيل ) والجرحي(3 مليون جريح ) بعدد سكان سكان العراق فيكون العدد الاميركي الافتراضي 11مليون اميركي قتيل و33مليون مواطن اميركي جريح . من هنا تتضح الكارثه العظمي التي وجب علي الاعلام تبيانها لتعميق وعي المواطن بما جلبته حرب حكومته علي شعب مسالم وامن . .
كما قادت حالة عدم الاستقرار وغياب الامن الي تعاظم الهجرة من العراق او تشريداعداد ضخمة من مناطق سكانهم الي اطراف مترامية داخل البلاد .تعتبر الهجرة الجماعية من العراق في عهد الاحتلال حسب كافة المقاييس الدولية كارثة انسانية حقيقية, حيث وصلت اعدادها الي اكثر من 4مليون ,تعادل اجمالي سكان بلدان صغيرة نسبيا, مثل الاردن او اسرائيل ,كما تشكل ظاهرة فريدة لانظير لها في الشرق الاوسط منذ حملات التطهير الاسرائيلي للشعب الفلسطيني عا م 1948.
عمدت الحكومة الاميركية والاعلام الغربي في التعتيم عن هذة الكارثة, سواء بما يتعلق بعدد القتلي والجرجي والمهجريين والمشردين العراقيين ,اوالمعاناة الشديدةالتي يعيشها الشعب العراقي من فقدان الامن والاستقرار الي انعدام توافر الخدمات الاساسية, الكهرباء والماء ,او تدهور المستوي المعيشى, البطالة والتضخم المشهود , كلها تعتبر تبعات مباشره حقيقه افرزها الغزووالاحتلال من ناحيه , السياسات الخاطئة خلال سنوات الاحتلال من ناحيه اخري . مع ذلك ظل تغيب الجمهورالاميركي او عدم ادراكه الابعاد الحقيقة للكارثة التي اقترفت باسمة,او بموافقتة عبر نوابة في الكونغرس ..
فمن هنا, واستنادا علي هذة الارقام الضخمة من القتلي ,الجرحي ,المهجرين والمشردين طرح الكاتب تساؤلا حقا تمحور في الاتي :هل تستطيع حكومةتمثل شعبها ان تتحمل تبعات مثل هدةالخسائر البشرية الضخمة ,وتستمر في الادعاء بانها تمثلة, او تدافع عن مصالح الامة ؟هل سيظل الشعب الاميركي راضيا عن ذلك ,بل لابد ان يطالب بمحاكمة عادلة لقاده الاداره عن جرائم ا لقتل وتشريد وتهجير الملايين من العراقيين ؟
مع ذلك يقول الكاتب من الغرابه ان نجد الفرد الاميركي يتاثر نفسيا وعاطفيا مع احداث تشده في افلام هوليود حول الكوارث الطبيعية او روايات تلوث البيئة اوتصاعد درجات حرارة الجو في حين لم تحرك عنده المشاعر الانسانيه وروحيه التعاطف والتضامن مع الفواجع والكوارث المغيبه عنه التي اقترفها باسمه من قبل حكامه في العراق . هكذا ظل الشعب العراقي لوحدة فقط يعاني ويتحمل تبعات هذه الجرائم الاميركيه .
ثانيا :تجلت الصورة الجديدة التي تحكمت بالبيت الابيض والبنتاجون خلال السنوات الماضية في جعل العراق مرجل الراديكالية والتطرف الديني , كما تم وسم معظم سكانة المعارض اوغير المتعاون مع قوات الاحتلال , او الرافض تصديق اداعات ,حكايات التحرير, او الغير مؤمن بخطاب وهم ترويج او اشاعة الديمقراطية في ربوع العراق,حينما اعتبرت كافه هذه الشرائح الواسعه من سكان البلاد مجرد جماعات ارهابية حليف لمنظمه القاعدة, كما اعتبرتها طابور خامس يشكل ليس فقط تهديدا,بل تحدي اسلامي جديد للمصالح القومية الاميركية,كلة يدلل بوضوح تام طبيعة اداعات الاداره الاميركيه الانتهازية او انكشاف فضحية ما يطلق علية الاسلاموفيبا .
تختلف هذة المقولات الجديده والتأويلات الخطابيه الاميركيه الجديده عن تلك التصورات او المفاهيم حول العراق ,حينما تم وصم الشعب العراقي في وسائل الاعلام الاميركي والعالمي لعقود طويله بالتعصب القومي او باليساريه المتطرفه, مما جعل البلد ايضا خطرا محتملا علي المصالح الاميركيه والغربيه ,من هنا ايضا كان لابد التصدي له واحتواءة . ان زجه في حرب مع جارته ايران التي امتدت اكثر من 8 اعوام ودمرت فيه البنيه الماديه والبشريه , لافضل دليل .
قامت صقورالادارة الاميركية خلال عهد الاحتلال ليس فقط استغلال" ظاهرة الزرقاوي" في دعم وتبرير استمراها في حربها الدوليه الوهميه الجديده ضد الارهاب, وباعتبرتها هدية نزلت من السماء .بل ربطت هذا البعبع ( الزرقاوي ) المفتعل الذي ولدته في افغنستان وتحت رعايتها , مما مكنها تسهيل مهمتها في طلاءهذا المشعوذ بصبغة القاعدة , كما استغلت حتما تواجد سابق لبعض جيوب تابعه له في مناطق من البلاد العراقيه قبل الغزو , وتعاونها مع تنظيمات انصار الاسلام الذي انتشرت في المناطق الكردية او في "كردستان العراق "االمسيطر عليها من قبل حزبي طالباني والبرزاني ,التي كانت حسب الامر الواقع مناطق نفوذ اميركي اوتحت الحماية الجوية الاميركية منذ عام 1991 , كله شكل علي ما يبدو من احد اهم اسباب غزو العراق واحتلاله لاجل اتمام وانجاز ما اطلقت عليه احربها الموهومه ضد الارهاب .
بعد سقوط حكومة البعث وقيام بعض فصائل من العراقيين في تنظيم صفوفها في المقاومة وحرب العصابات , عمد البنتاجون في جعل الزرقاوي نموذج او شخص يمثل قضية او مبدأ لما اطلق علية" التمرد", كما اريد بة/ ومنة, خلق عدو جديد يجب التصدي له و محاربتة, بالتالي توفير الذرائع و المبررات الكافيه لضرورة اوحتمية بقاء قوات التحالف العسكريه و استمرار احتلال البلاد .
هكذا افتعل "الاسلام" وتحول اعلاميا الي عدو جديد اوبديل عن عدو الغرب الاول السابق " الشيوعية"
ثالثا: خلافا لكافة الادعاءات اعلاة ,لخص الكاتب الاهداف الحقيقية التي دفعت الولايات المتحدة الاميركية في شنها الحرب ,غزوها العراق, واحتلالة بما يلي:
1.ضمان تدفق النفط والهيدوكربونات من منطقة الخليج
2.تمكين الشركات النفطية الاميركية في الحصول علي موقع متميز في عملية تطوير حقول النفط والغاز في العراق
3.اعاقة البلدان المنافسة ,خاصة الصين والهند من الاستحواذ او الانتفاع المباشر من الموارد النفطية في العراق, اومنعها من ابرام عقود طويلة الامد او التصدي لكافة المحاولات الرامية لابعاد الشركات الاميركية من الاستحواذ بمفردها لهذا القطاع الاقتصادي الحيوي .
4.منع بزوغ العراق مجددا كقوة اقليمية مسيطرة, بحيث يستطيع عبرها تحديد مسارات الاقتصاد والسياسة في منطقة الخليج برمتة .
5.ضمان استمرار حلفاء الولايات المتحدة الاميركية التقليديون الاساسيون مثل السعودية واسرائيل علي مواقع ريادية وقيادية في منطقة الشرق الاوسط .
لاجل انجاز الاهداف الوارده في اعلاه , اصبح من الضروري قيام قادة حكومه بوش في تصعيد حملة تخويف الراي العام الاميركي والعالمي من الارهاب الدولي الذي يمارسه قاده البلدان العربيه والاسلاميه او ارتباط هولاء القادة بحركات الاسلام المتطرف او امتناعهم في المشاركة الفاعلة والحقيقيه في حرب الولايات المتحدة الاميركية ضد الارهاب العالمي, هذا وتحقق لها المراد في فرض نفوذها علي مجمل المنطقة .
رابعا: ساهمت الصراعات الداخلية في العراق الي تازيم اوضاع الامن والاستقرار في العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003. حيث استمر نضال سياسي عاتي من اجل تاسيس حكومة عراقية جديدة من ناحية ,السيطرة علي بيروقراطية السلطة وقوات الامن من ناحية اخري.خصوصا بعد تصاعد حركات التمرد والمقاومة او حرب عصابات ضد التواجد الاميركي ,كما حاولت اميركا استغلال ثلاث صراعات كامنة في العراق, او ربما هدفت اشعال حرب اهلية .
اولها الصراع الكردي العربي التركماني في محافظة كركوك الغنية بالنفط .ثانيهما صراع الميليشيات الشيعية فيما بينها,و نضالها ضد من اجل السيطرة والهيمنة علي محافظة البصرة الغنية بالنفط, ثالثهما التطاحن بين العرب الشيعة والسنة لاجل السيطره علي العاصمة بغداد , من خلال نشر وسائل التطهير الاثني والطائفي ,الارهاب والقتل الجماعي .
ان تفجير هذة القضايا الكامنة صاعدت بلا شك الاضطرابات في العراق, خصوصا عند الاخذ بالاعتبار ضعف الحكومة التي شكلت تحت الاحتلال العسكري الاميركي , وعدم استقرارها.فالنظام البرلماني الذي شيدتة الولايات المتحدة الاميركية واجة ويواجة صعوبات جمة وحادة, حينما عجز ليس فقط تاسيس ديمقراطية حقيقة, بل لايزال يواجة تحديات الميليشيات المحلية,كما اخفق في تفعيل العمل البيروقراطي الحكومي .
لهذا ظلت اهم مشكلات العراق الرئيسية في السياسات التي اعتمدت صيغ اطلق عليها جزافا توافق او شراكه , كما تم تغيب المعارضه البرالمانيه الحقيقه , بالتالي تاسس برلمان هلامي , وحكومه واهيه علي اسس محاصصه اثنيه وعرقيه, عجز كلاهما في توفير ضمانات حقيقية كافيه لحقوق المواطن عموما و الاقليات خصوصا .
خامسا :ان مشكلات العراق عديدة قديمه, ليست وليدة اليوم ,بل متوارثة . هدفت قوات الاحتلال علي ما يبدو ليس العمل من اجل حسمها, بل ا ستغلت هذة الصراعات بوعي ,كما ساهمت سياساتها الخاطئة الي تفجيرها, كله من اجل اعطاء المبررات الكافيه في ادامة الحرب ا وتوفير غطاء لاقناع الشعب الاميركي بحتمية وضرورة استمرارها في تحميله الكلفة البشرية والمالية الباهظة من ناحيه , و مصداقيه اجراءات وسياساتها المعتمدة من ناحيه اخري .
بهذا المجال اورد الكاتب الشروط التي يعتبرها علماء السياسة عوامل اساسية تقود بدورها الي اندلاع حركات التمرد والعصيان السياسي .فالبلدان واطئة الدخل قد تعاني حركات تمرد وعصيان تفوق تلك التي تحصل في البلدان مرتفعة الدخل .فعلي الرغم من تمتع حكومات العراق السبقه والحاليه بدخل بترولي ضخم , فقد ظل الشعب العراقي يعاني من الفقر والحرمان ,خصوصا منذ بداية التسعينات, بعد فرض الحصار الاميركي والدولي علية .
حاول الكاتب ايراد معادلات رياضيه ترتبط بين الاقتصاد الريعي واعمال العنف والتمرد . من هنا اشار الي ان البلد الذي يعتمد بكثافة علي تصدير موارد طبيعية فهذا بذاته يشكل سببا لظهور حركات تمردا وعصيان سياسي فيه . ان تحقيق اكثر من 25%من الناتج المحلي الاجمالي في البلد من سلع مرتفعة السعر, يمكن ان تزداد حالات العنف فيه تصل 4 اضعاف عما هي في بلدان تفتقر لمثل هذة السلع .
اخيرا اكد الكاتب علي ان قضيه الدفاع او الادعاء في حسم او معالجه الظلم الاجتماعي قد تحتل اهمية قصوي لدي الجماعات والحركات السياسية الثورية . هكذا سادت العراق كافة هذة الظواهر, وقادت جميعها الي تفاقم الاضطربات الاجتماعية , علما ان االعراق من البلدان غير المرشحةا والمؤهلة اطلاقا لعملية دمقرطة قسرية.
فالحكومة الفيدرالية التي اقيمت تحت الوصاية الاميركية ضعيفة جدا,غير قادرة علي فرض احتكار وسائل العنف والقوة , كما ان جهازها البيروقراطي يتسم ليس فقط بالضعف ومحدودية القدرات, بل تراجعت فيه اخلاقيات العاملين و تعاظم الفساد الاداري والمالي , وتراجع الانضبا ط الوظيفي , الطاعه او الاستجابة لاوامر الرؤوساء في الهرم الوظيفي للدولة والحكومة .
سادسا:ان النظام الفيدرالي الذي اخترع تحول واقعيا الي نظام كونفيدرالي, حيث ان الامتيازات الخاصة التي تتمتع بها حكومةاقليم كردستان التي تسيطر علي ثلاث محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك , تفوق او تتجاوز كافة انظمة الحكم الفيدرالية المعروفة والمطبقة في ارجاء مختلفة من المعمورة ., كما تسعي حكومة كردستان الي توسيع الرقعة الجغرافية لمنطقة نفوذها في ضم كركوك الغنية بالنفط ,علاوة علي اجزاء ومناطق اخري في الموصل وديالي والكوت حيث يظهر ذلك جليا من خلال قيام قوات البيشمركة في التواجد او احتلال مثل هذة المناطق.هذا وتوجد مقاومه ضد هذة الطموحات التوسعية للاكرادمن معظم سكان العراق من اثنيات اخري مما يساهم في تأجيج الصراعات وعدم الاستقرار في البلاد .
عموما يمكن القول يسود في العراق الان انظمه اداره دوله غير متجانسه ( حكم منطقه كردستان وحكومه مركزيه في بغداد ) , كله قاد ويقود الي حالة عدم الاستقرار ,واحتمال اندلاع الصراعات بين اطياف المجتمع العراقي .في حين ظلت بقية المحافظات الاخري تحت شكليات الادارة المركزية الواهية كما استمرت الاحزاب الدينية و المليشيات, تمتلك النفوذ والسيطره علي اادارة اجهزة المحافظات .
سابعا :ان اسقاط حكومة البعث اخفق في تحقيق امال وطموحات الولايات المتحدة الاميركية المعلنة, ليس فقط في تاسيس وتشييد نظام ديمقراطي مستقر وموالي لاميركا ,او جعل العراق لبلد انموذج لشعارها في ترويج الديمقراطية واقتصاد السوق الحرمن ناحية , او اعتباره منصة انطلاق لتحقيق الطموحات الاميركية في توسيع نفوذها ,ا ولتسهيل عمليه اختراق شركاتها اسواق بلدان الشرق الاوسط من ناحية اخري.
ان محصله الواقع الذي بزغ ميدانيا ... دولة ضعيفة ,هزيلة تفتقر مقومات الديمومة والبقاء ,تسودها اضطربات دائمه ,يعيش سكانها في رعب وخوف كما يفتقر غالبيه سكانها "عدا نخبه " لكافة الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء, ناهيك عن موسسات صحية وتعليميه رصينة ,و تحيط بهذه الدوله عصابات ومافيات تهريب واقتصاد سري واسواق سوداء موازيه علاوه علي عديد من مليشيات اثنية وطائفية حاكمه .
بايجازشديد , يبدو ان الخيار العسكري الذي اعتمد.من قبل ادارة بوش –تيشني في العراق كاداة لتحقيق اهداف الولايات المتحدة الاميركية في منطقة الخليج والشرق الاوسط ليسفقط تبدد وضاع , بل ربما لقي خيبة امل ضخمة .
هكذا ظلت عملية تصدير النفط من المنطقة غير امنة وتواجة مخاطر جمة , كما بقيت الشركات النفطية الاميركية عاجزة عن العمل في العراق بسبب غياب الامن,او انها بعيدة عن منال السوق الايراني لاستمرار المقاطعة الاميركية .
كما استطاعت شركات من الصين وروسيا والهند والبلدان الاوربية من تعزيز اوضاعها بل ربما ستتمكن من الحصول علي عقود النفط في العراق ,عكس ما ارادت الولايات المتحدةالاميركيةمن الغزو والاحتلال ..
عموما يمكن القول ان غزو العراق واحتلالة قد قاد الي تغيير موازين قوي جديده في منطقة الشرق الاوسط , كلها انصبت في تعاظم النفوذ الايراني بعد تدمير قدرات العراق الجيوسياسة, وعجزة التام حاليا اوفي المستقبل المنظور ان يلعب دورا اقليميا نافذا, علاوة علي تراخي النفوذ او القوة السياسية لحفاء اميركا السعودية واسرائيل,
عليه اخفقت لعبة بوش- تيشني حول الاحتواءالمزدوج , كما عجزت عن تحقيق انجازات ملموسة, بل اصبحت معرضة لمخاطرجمه تتجاوز تلكم التي كانت علية في صيغتها التقليديه التي رسمت في عهد عهد كلينتون – ال جور تحت يافطه الاحتواء المزودج .
مع ذلك يعتقد الكاتب بتوافر فرص جيدة للرئيس الجديد(يقصد اوباما) في التخلي عن سياسة الاحتواء المزدوج التي اعتبرت الادارات الاميركية المختلفة ,انها من الاهداف الاستراتجية في السياسة الخارجية .عليه عوضا عن ذلك يجب السعي في تعميق الالتزامات الاميركيه الحقيقة الناجعة اتجاة بلدان العالم الاسلامي من اجل كسب الاصدقاء في المنطقة .
هذا وترتبط النجاحات الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة الاميركية في العالم الاسلامي , او في اي مكان اخر من العالم ,بانجاز انسحاب منظم قواتها العسكريةمن العراق, وتفعيل العمل الدبلوماسي الاقليمي, من خلال ا شراك بلدان الجواربكثافة, خصوصا السعودية ,ايران ,تركية والاردن ,سوريا والكويت في لقاءات واجتماعات مشتركه مع العراق, وبمساهمة جادة من قبلها , كلة من اجل ضمان استقرار العراق ,وانهاء حالة الاقتتال والعنف الداخلي .
هذا ولابد من التوكيد ان انسحاب قوات الاحتلال الاميركية, قد يجبر الاطياف العراقية المختلفة لتقديم اتنازلات متبادله مطلوبة ان ارادت تحقيق الامن والاستقرار (عمليا لم يتحقق ذلك وهناك اسباب عده يمكن ان يفرد لها مقال مستقل ).
ثامنا : تسود صفوف الشعوب الاسلامية صورة قاتمة عن الولايات المتحدة الاميركية التي تظهر جليا من استفتاءات الراي في بعض بلدانة . فعلي سبيل المثال يري 79% من عينة الاستفتاء في مصر والمغرب وباكستان واندونسيا, ان هدف الولايات المتحدة الاميركية يتمحور في اضعاف وتقسيم العالم الاسلامي ,كما توكد النسبة ذاتها علي اعتقادها, في ان هدفها الاول والاخير السيطرة علي الموارد النفطية في الشرق الاوسط ,علاوة علي ان 64%من الاصوات قد اشارت الي رغبة اميركافي نشر المسيحية في البلدان الاسلامية هذا وان 70% من الاصوات في اربع بلدان اسلامية تؤيد الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من اراضي بلدانهم
.من الواضح توكد الارقام اعلاة علي قلق الشعوب الاسلامية ومخاوفها من الهيمنة والسيطرة الاميركية خصوصا وان هذة الشعوب علي قناعة تامة بان هدف القوي العظمي هذة ليس فقط تقويض وتدمير الكينونة الاسلامية, بل السعي ايضا في السيطرة علي الموارد الطبيعية في بلدانهم .
ولاجل تحسين العلاقات يجب علي الولايات المتحدة الاميركية والناتو رفض مبدا بوش حول ما يطلق علية الحرب الاستباقية التي يعتبرها المسلمون وسيلة تبرير للعدوان عليهم .هذا ويجب علي الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها الاقرار بان قتل المدنيين قد يخلق الارهاب .وفوق كل ذلك تعتبر الاستقامة والمشروعية الاساسية مسالة حاسمة .علية يجب علي الولايات المتحدة ادانة اسرائيل لخرقها القانون الدولي واعتمادها العنف و سياسة الابارتيد ضد الشعب الفلسطيني .
ان مطالب االغرب من ايران في الغاء او تفكيك برنامجها النووي سيظل نفاقا سياسيا,ان لم يصاحب ذلك الدعوة والعمل الجاد من اجل تقليص او انهاء الاسلحة النووية في كل انحاء العالم .علية يتطلب من البلدان الغربية كافة اعتماد منهجيات واضحة وثاقبة في التعامل مع الاسلام والعالم الاسلامي
ان طرق واساليب التعصب الذي يعتمدة بعض السياسيون, وتشوية سمعة الاسلام او اطلاق التسميات مثل الفاشية الاسلامية ,وغيرها من المفردات الدعائيةاو محاولة حشر العالم الاسلامي في دور غير مرغوب فيةعبر المزايدات السياسية من اجل كسب اصوات الناخبون , جمعيها تعمل علي تفاقم الصراعات بل تودي الي تدهور العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي . من هنا يجب الابتعاد عن التعصب الديني او الطائفي المسيحي او الاسلامي اوالتطرف العربي اليهودي والعربي ,اوالنزاع بين العلمانية والتدين,ان توكيدحكومات الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها علي الحيادية بين الاديان وتجاوز عقدة الخوف من الاسلام , وحدة الكفيل في الازدهار والنمو في الالفيه الجديده وما يلقحها حقها من قرون .
هذا ويجب ان تكون اولويات اجنده الولايات المتحده اولا.. رفض السياسات والممارسات السابقة التي استندت علي عدم الثقة والخوف من الاسلام ثانيا انتهاز الفرص في اصلاح العلاقات مع البلدان الاسلامية علي اساس الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة .
ان المشكلات التي تواجة بلدان شمال الاطلسي يمكن معالجتها من خلال التعاون المثمروالعمل الجماعي سواء في مجال حسم مشكلات الطاقة او كبح جماح الاصولية الدينية , وخلق الاستقرار في العراق وافغانستان وتهدئة الاوضاع مع ايران اوحسم النزاع الطويل الفلسطيني الاسرائيلي .
كل ذلك من اجل التفرغ لحشد كافة الجهود والامكانيات في مواجهة الازمات الحقيقة التي تتعرض لها البشرية , وهي اولا الازمة الناجمة عن تعاظم الطلب علي الطاقة , الذي يتجاوز الامكانيات المنظورة والمتاحة من مصادر الطاقة النظيفة, وثانيها ازمة التغيرات في البيئة والمناخ ,وتصاعد درجات الحرارة . وثالثهما الفقر والجوع وزيادة الفجوة بين الفقراء والغنياء حيث تشكل هذة الازمات التحدي الكبير الذي يواجة البشرية منذ العهد الجليدي الاخير.
ان الابتعاد عن التعصب الديني او الطائفي المسيحي او الاسلامي اوالتطرف العربي اليهودي والعربي اوالنزاع بين العلمانية والتدين, والاعتماد علي العمل المشترك والتعهدات المتبادلة يبدو انة الطريق الطريق الوحيد لتجنب العالم تبعات الكوارث الناجمة عن الاخفاق في معالجة وحسم مثل هذة المشكلات .
ان ايجاد الطريقة العقلانية والحل الحكيم في اجلاء قوات الاحتلال من العراق يجب ان يحتل اولوية في اجندة الادارة الجديدة .ان وضوح الصورة حول التورط في العراق يتطلب الاعتراف اولا ليس فقط بحقيقة ما ولدة التدخل الاميركي البريطاني من حالة عدم الاستقراراو تاجيج النزعات العرقية والطائفية, بل لا بد من تحديد المسوولية عن الخسائر البشرية والمادية التي تحملها وسيظل يتحمها كل من الشعبين الاميركي والعراقي .
علاوة علي ذلك يتطلب من الولايات المتحدة ان ارادت تحسين صورتها في العالم الاسلامي التوقف عن اسناد الحكومات العسكرية او تشجيع البلدان الاسلامية علي الانفاق في مشتريات التجهيزات والاسلحة من الشركات الاميركية . ان اغراق المنطقة بالاسلحة المتطورة سوف يحث ويشجع التسابق التسليحي بين البلدان الجارة, كما يمكنة ان يشجع علي اندلاع النزعات والحروب فيما بينها.




1) تنويه : يرجع تاريخ اصدار الكتاب الى عام 2009عليه قد تكون كثير ما ورد فيه قديم او ظهرت مستجدات سياسيه, مع ذلك تظل طروحاته عموما نافذة وتشكل مراجعه تاريخيه مناسبه للمارسه الاميركيه في العراق



الاصل باللغة الانكليزية
Engaging The Muslim World
By Juan Cole
Palgrave Macmillan 2009