بعيدا عن السياسة، وفي صميمها: الفن ومحمد عبد الوهاب


عزيز الحاج
2012 / 2 / 26 - 19:48     

تعليق على تعليق

بعيدا عن السياسة، وفي صميمها: الفن ومحمد عبد الوهاب


أثار معلق فاضل حكاية قديمة مختلقة فبركها الأخوان فكتور سحاب وسليم سحاب من لبنان عن اتهامي لمحمد عبد الوهاب بالسرقة. وهذه حكاية تضاف لسلسلة ألف حكاية وحكاية. وقد فندت الاختلاق في حينه مرارا في الصحف وتطرقت لذلك في الصفحة 23 من كتابي شهادة للتاريخ.

أولا، إن محمد عبد الوهاب هو الموسيقار الأقرب لي منذ صباي ولحد اليوم، كما ورد في بعض مذكراتي. والقصة وما فيها أن اليونسكو كانت تصدر صحافة تستكتب فيها من يريد بلا رقابة. ونشر أحدهم ذات يوم من عام 1979 مقالا يتهم الفنان بالسرقة. هذا كان رأي أحد المختصين وليس رأي اليونسكو لانها لا تتدخل في هذه الأمور. لقد انتهز الأخوان كوني في اليونسكو لينسبا مسئولية نشر التعليق لشخصي وكأني أنا اليونسكو وأنا المراقب على ما تنشره، وذلك ولأسباب كنت أجهلها.. ولم يكفا عن ترداد القصة رغم تكذيبي المتواصل. وعلمت فيما بعد أن وراء ذلك خلفيات سياسية. في أحد ردودي أكدت على حبي وتعلقي بموسيقى عبد الوهاب واتفقت مع من انتقد لبسه ملابس المارشالية في استقبال السادات. تلك كانت ملاحظتي الانتقادية الوحيدة. ولعله كان مضطرا للبسها، وربما قسوت عليه سياسيا ولكنني لم أتطاول على فنه الرائع يوما.

وهذا ما ورد في كتابي شهادة للتاريخ:

" لم تنسب لي فقط حكايات مفبركة ذات طابع سياسي أو عنصري، بل أمور أخرى أيضا، منها ما يفعله السيدان فكتور وسليم سحاب من لبنان منذ أكثر من عقدين [ كتابي نشر عام 2002 ] باتهامي بمحاربة موسيقى محمد عبد الوهاب! علما بأنني أعشق موسيقاه منذ صباي ولحد يومنا. ولم يتورع الأول عن إعادة الفبركة في صحيفة الحياة وراديو الشرق وكأنها حقيقة دامغة مع أنها كذبة فاضحة.... ألخ].

كم نشر من مفبركات في حياتي، فكيف لو رحلت عن هذه الحياة؟؟!! وأذكر حوارا بين المرحوم زكي خيري والسيد [ ب. ن.] عن تكتلهما ضد سلام عادل. أنكر الثاني، فجابهه زكي بشهادة الفقيد محمد حسين أبي العيس في محضر رسمي. فما كان من السيد [ باء] إلا أن يقول: " ولكن أبا العيس مات"!! ويظهر هناك من يفبركون الاتهامات ويطلبون من المتهم إثبات براءته وليس العكس، أي أن يبرهنوا هم على صدق روايتهم. وهذا من بعض عواقب السياسة في بلد كالعراق!