حول -مؤتمر أصدقاء سوريا--بيان


حزب العمال التونسي
2012 / 2 / 26 - 00:41     

بيان حزب العمال الشيوعي التونسي حول "مؤتمر أصدقاء سوريا"

ينعقد بتونس يوم الجمعة 24 فيفري 2012 ما يسمى "مؤتمر أصدقاء سوريا". وحسب المصادر الإعلامية فإن هذا المؤتمر الذي طلبت تنظيمه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تموّله قطر وتستضيفه "تونس" على أرضها. وحسب نفس المصادر فإن مدة هذا المؤتمر لن تتجاوز ساعات قليلة يتم فيها تمرير بعض القرارات التي أعدتها مسبقا واشنطن وباريس وإعطاؤها طابعا عربيا ودوليا.

ومن بين القرارات المحتملة تسليح "الجيش الحر" والاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري" الذي يطالب بتدخل حلف الناتو في سوريا لإسقاط نظام بشار الأسد. إن حزب العمال يدين موافقة حكومة "حركة النهضة" عقد هذا المؤتمر على الأراضي التونسية لأنه لا يهدف بالمرة إلى مناصرة الشعب السوري ودعم طموحه إلى الحرية والديمقراطية في وجه نظام الأسد القمعي والهمجي، بل هو يهدف إلى استغلال هذا الطموح لتحقيق أجندة أمريكية ـ صهيونية ـ رجعية لإقامة نظام عميل في سوريا يضمن مزيد الأمن والسيطرة للكيان الصهيوني ويسهل عزل المقاومة في لبنان وضرب إيران. إن انخراط الديبلوماسية التونسية بقيادة "حركة النهضة" في المحور الخليجي الأمريكي يمثل خطرا جديا على الشعب التونسي وثورته كما يمثل خطرا على مصالح الشعوب العربية والإسلامية بالمنطقة.

ولا يمكن لأي تدخل عسكري في سوريا و تحت أي غطاء كان إلا أن يؤِدي إلى تدمير البلاد وتخريبها وتفكيك أوصالها على غرار ما حدث في العراق وليبيا. إن الولايات المتحدة التي تدعم الكيان الصهيوني وتؤبّد مأساة الشعب الفلسطيني وتحتل العراق وأفغانستان، لا يمكنها، لاهي ولا القوة الاستعمارية الفرنسية التي ساندت بن علي إلى آخر لحظة، أن تتحولا إلى قوة تحب الخير للشعب السوري.

إن حزب العمال يدعو الشعب التونسي إلى الاحتجاج على عقد هذا المؤتمر في تونس وإلى رفض نتائجه مسبقا حتى لا تكون تونس الثورة معبرا لتدخل الناتو في سوريا. إن الشعب السوري قادر على تحقيق أهدافه بنفسه بمزيد التضحية وتنظيم الصفوف وبقيادة وطنية حقيقية لا تكون دمية بيد القوى الخارجية.