الصرخي وحلم المرجعية العليا


محمد شفيق
2012 / 2 / 25 - 00:27     

ظهرت خلال الايام القليلة الماضية زوبعة اعلامية تمثلت بحرق مكتب "المرجع الاعلى الاعلم " السيد محمود الحسني الصرخي في محافظة ذي قار , ذلك الشخص المثير للجدل , داحض نظريات واراء العلماء والمراجع , والحاكم بعدم علميتهم واجتهادهم , اتهم فيها معتمد للسيد السيستاني في الناصرية , اعقبه سلسلة من الهجمات والاعتداءات على وكلاء ومعتمدي المراجع الدينية في عددا من محافظات البلاد مما اثار قضية شغلت صحافتنا الصفراء واعلامنا المهرج الذي لايعتمد حتى ابجديات الاساليب المهنية في التعاطي مع الحدث .الاعتداء على مكتب السيد الصرخي وحرقه امرا مستهجن ومستنكر من قبل الجميع لما فيه من مخالفة لحرية الفكر والعقيدة والراي , بالتالي فان اي جهة متورطة في ذلك تعد جهة مخربة ويجب محاسبتها ومعاقبتها . لكن السؤال القائم اليوم هو : من يقف وراء الاعتداء على مكتب السيد الصرخي واحراقه في قضاء الرفاعي بالناصرية ؟ المتهميين هم الشيخ عبد الكريم العامري معتمد السيد السيستاني بالتواطؤ مع القوى الامنية في المحافظة كما يذهب الى ذلك اتباع السيد الصرخي او جهات مغرضة هذا التحليل البارز للعلن حتى الساعة .
لكنني اعتقد او على الاقل لا استبعد قيام جماعة الحسني بحرق مكتبهم لخلق زوبعة اعلامية والفات انظار الناس اليهم وليخطوا صاحبهم خطوة الف ميل لتبوء موقع المرجعية العليا الذي يمني النفس بها بعد العام 2003 واصبح مقلديه واتباعه يغزون مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) بطريقة همجية عبثية فأي كروب او مجموعة تتصفحه تجدهم ينشرون خبرا عن صلاة جمعة اقيمت في مدينة ما وتناول الخطيب المسالة الفلانية والقضية الكذائية واصبحوا يستجدون عطف الاعلام والفضائيات التي لم تقم بنقل كلامهم فيما يقوم بنشر وعرض مختلف المواضيع والقضايا , خصوصا ان هذا الامر يجعلهم يضربون اكثر من عصفور بحجر واحد يكسبون عطف الجماهير ويلفتون انظار الاعلام والصحافة وينالون من المرجعية الدينية الذين لايتوانن عن شتمها وقذفها بشتى التهم والقضايا .
حقيقة هذا الاستنتاج خاص بي توصلت اليه حتى قبل ان تعلنه الاجهزة الامنية في الناصرية , لم اتأثر بأحد او سمعت من احد , وطبعا يحتمل انه صائب او خاطىء , لكن مقومات صوابه ورجحانه كثيرة فانني احتك بالعديد من الاشخاص من مقلدي الحسني واتباعه والذائبين في الولاء والطاعة له , بالمناسبة هم اشخاص تخشى الحوار معهم لانهم سرعان مايتهموك بتهم ليس لها اول وليس لها اخر . مرة دخلت في حوار مع احد كبار وكلائه وتلامذته ( كما كان يدعي ) على النت فبمجرد ان وجهت له بعض الاسئلة حتى سألني عن مكان سكني , الامر الذي اثار عندي ريبة وخشية ,كما انهم اشخاص يعانون من عقد نفسية جمة هكذا هو انطباعي عنهم قد اكون منصفا او ظالما .
اما عن السيد الحسني الصرخي شخصيا فانا لم اعرفه ولم اسمع عنه الكثير الا انني اطلعت على بعض مؤلفاته وكتبه التي اهديت لي من قبل بعض مقلديه او التي استعرتها منهم , لكن لي صديق قضى فترة ليست بالقصيرة في حوزة النجف وكان على تواصل واحتكاك دائم مع الحسني و تربطهم علاقة زمالة ( لا اعرف ان كان في الحوزة يستخدمون مصطلح زمالة ) روى لي بعض الامور عن شخصية الحسني الصرخي فقال عنه ان الحسني يحترف الكذب , يكن الحقد على بعض المراجع الدينية , لكنه في نفس الوقت اكد لي انه رجل ذكي وفطن .
الخلاصة : يتبين ان الحسني وبعد فراره من الامريكان الذي كان مطلوب لهم بقتل احد جنودهم في مدينة كربلاء ولذلك راح يطبل لخروجهم , يريد ان يتبوء موقع السيستاني او بعض المرجعيات الدينية في الساحة العراقية والوسط الديني ويقيم علاقات ودية مع شرائح وطوائف المجتمع وما يعزز هذا الاستنتاج ما أكده لي ذلك الصديق بانه يحسد بعض رجال الدين والمرجعيات على موقعها . وفي الاثر يروى بان احد الانبياء راى ابليس ( الشيطان ) معه ثلاثة بضائع فقال له ذلك النبي : ياابليس ماهذه البضائع فقال انها الحسد والتكبر والمكر فقال له على من يشتري بضائعك ... فقال اما الحسد فأبيعها على العلماء فسرعان ما يشتروها !!

[email protected]