الدون كريليونى محمد ابن عبد الوهاب مازال يحكمنا فى قبره


حمدى السعيد سالم
2012 / 2 / 13 - 18:03     

أنا أعلم أن كلامي وما سأذكره سوف یصدم الطبقة التي تغط فى سبات عميق وتتنفس اكاذيب آل سعود ... كما أني أعلم أني ما سأذكره من شواهد سوف يصدم الكثير ممن غابت عنهم حقائق هاتين العائلتين اليهوديتين أصلا وفعلا "آل سعود"و"آل الشيخ"....وأعلم أنني بما سأكتب لن أقدر على هداية من أعمى الله بصيرتهم وجعل على قلوبهم أكنة بحيث لا يتمكنون من فِقْهِ الحق ....ولكن ها أنا سوف أسطر هذه السطور قربة لله لكي يعرف كل من يرى هذه السطور حقيقة الواقع العربي الاسلامي المعاش ولعل الكثير ممن سوف يرى هذه السطور سوف يعلم ويفهم لماذا وصل بنا الحال نحن العرب والمسلمين الى هذه الدرجة من الهوان والذل ....وبداية أقول : أنه لا يهمنا العرق والنسل بقدر ما يهمنا فعل وسلوك الشخص الذي نحاول تقييمه لكن اذا كان الفعل يتطابق مع صفات الأصل يصبح البحث في الأصل له أهمية بالغة جدا لفهم حقيقة الفرد المراد تقييمه....

ثانيا الى محمد بن عبدالوهاب الذى ما زال يحكم من قبره اقول : لأنك ميت ولأنهم ميتون، فهم لكلامك متبعون، ولنص افكارك الرديئة المتكررة المتناقضة المنسوخة حافظون غير فاهمون..... فهم من الفهم يخشون.... أن تبدو لهم سوءاتهم فيتراجعون..... فهم كالفراش بإرادتهم فى النار أنفسهم يلقون، وهم بترديدهم كالببغاء راضون قانعون مستسلمون... هم مرهوبون ومذلون ومهانون.... وعن يد يدفعون حياتهم وهم صاغرون ومخدرون .... ولأن الدنيا فى شريعتك لعب ولهو فهم محرومون ومزدوجون وممسوخون، للذهب والفضة والدينار والدرهم يكنزون، وللخمر فى الأسحار والناس نيام يشربون، وبين أقدام النساء يسجدون مثلك تماما ... فالفكر السلفى وشيوخ السلفية فى مصر متاثرين بفكر وفقه محمد بن عبد الوهاب وايضأ بدولة آل سعود والدليل على ذلك تعمد السلفيين فى مصر نشر كتب ومنهج محمد بن عبد الوهاب والحديث عنه على انه منقذ الاسلام وناشر التوحيد وكأن المسلمين قبل مولد محمد بن عبد الوهاب كانوا كفار ومشركين !!!..

مشائخ ال سعود قوم ميتون، وفقهاءهم أجهل من فقراءهم، ومنذ عهدابن عبد الوهاب حتى عصر الفضائيات أفاقون ودجالون ومنتفعون، ولمفاخدة الرضيعة ورضاع الكبير محللون، ولشرب البول محللون، ولأن محمدهم ابن عبدالوهاب مختل فهم مختلون، ولأنه ينطق عن الهوى فهم عن هواهم وعلى هواهم ينطقون، ولكل العته المغولى محللون، وفى عصر الناقة ورمل الصحراء كلهم مدفونون، ولحوانيت الكهانة والدجل فقط بائعون، وكل منتجات علماءهم لغط حنجورى وكلام مأفون ...

عندما نراقب نشأة الحركة الوهابية على يد محمد بن عبد الوهاب ، ومن ثم التحالفات التي جرت بينها وبين آل سعود . نجد أن هذا التحالف قائم على المصلحة المتبادلة ... فزعيم الحركة الوهابية ومؤسسها كان يحتاج إلى السيف والقوة لنشر مذهبه بعدما رفضته معظم القبائل العربية ، ورفضه أهله وذووه .... وآل سعود كانوا بحاجة إلى غطاء ديني بسبب وجود الأشراف في الحجاز ومرجعيتهم باعتبارهم ينتسبون إلى آل البيت والقصة في أساسها أن من وراء ابن عبد الوهاب من الإنجليز كانوا يريدون على عادتهم خلق الفتنة والبلبلة بين صفوف المسلمين باختراع مذهب يتشدد ضد كل الفئات المسلمة وفي نفس الوقت يشغلهم عن الهم الأكبر للمسلمين وهو الجهاد لطرد المستعمرين الإنجليز من أطراف الجزيرة العربية ....


وقد ظهر من الإتفاق الذي تم بين محمد ابن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ، أن المصالح المشتركة كانت تجمعهما ، وكان الاتفاق ينص على :
• أن يكون محمد بن سعود حسب تعبيرهم أميراً للمؤمنين وذريته من بعده لها السلطة الزمنية أي الحكم .....
• أن يكون الطرف الثاني ، محمد بن عبد الوهاب ، إماماً للدعوة ، وذريته من بعده تتسلم السلطة الدينية ، التي من أولى مهامها تكفير كل من لا يسير مع أتباع الحركة الوهابية ولا يدفع ما لديه من مال ، وقتل الرافضين كافة لقتال أعداء الدعوة الوهابية ....
سمى الطرف الأول ، باسم إمام المسلمين ، وسمي الطرف الثاني إمام الدعوة . وراحت الأيدي الوهابية تتلطخ بدماء المسلمين هنا وهناك اغتيالاً وغدراً وحرقاً وتدميراً...الجدير بالذكر ان بداية التحالف بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود تمثلت بالقيام بعدد من عمليات الإغتيال لزعماء وشخصيات كانت تشكل خطراً على الدعوة الثنائية لهما ... فأرسلا أحد المرتزقة إلى حاكم الرياض آنذاك دهام بن دواس ، فاغتاله فاستولوا على منطقة العارض . ثم أرسلوا بعض المرتزقة ومنهم حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد إلى عثمان بن معمر حاكم بلدة العيينة فاغتالوه أثناء أدائه صلاة الجمعة ....ثم اغتال جماعتهما الشاعر الشعبي حميدان الشويعر الذي فضحهما بقصيدة شعبية مازال الكثيرون من أهل نجد يحفظونها .... وفيها وصف لأصل آل سعود اليهودي ومجيء جدهم من البصرة ...يقول فيها :

ماهمّن ذيب في عوصا....همنّ عود في الدرعية
ما أخشى ذيب في عوصا ....أخشى شيخ في الدرعية
قوله حق وفعله باطل..........واسلاحه كتب مطوية
خلّى هذا يذبح هذا..............وهو جالس في الزولية
يدعو باسم دين محمد........وأفعاله كفر وأذية
يبرأ منها دين محمد..........أعماله الشيطانية
واظنه بمحمد يعني............امحمد الوهابية
يقول أصله من تميم..........تميم (برصة) التركية
امحمد عبد الوهاب...........ومحمد (بن سعود)السعودية
هم طزين في سروال........ذياك ايشرع لذيّة
تشاركوا باسم الدين.........واتنينهم حرامية
اما امحمد ابن اسعود .......فمن أصول يهودية
أبوه أصله مردخاي.........راعي الملة العبرية
ضحك على بعض اعنزة..وقال أن أمه مصلوخية
وجابوه لنا من البصرة....حتى أوْصَلُه الدرعية
بزعمهم درع النبي .......شروه القينقاعية
حط درعيه بالقطيف......ومن بعد صارت نجدية
وزعم أنه أرض أجداده..وهي من شرّه برية
جابوا لنا ابن اليهود......الله لا يعيد ذيك الجية
وشرع الظلم باسم الدين..وقال ذي شرعة سماوية
شرع بني اسرائيل........في أراضينا النجدية
زعم أنه شرع الله........أو شريعة اسلامية
وقال ان قوله قرآن......وأحاديثه نبوية
وانه من الله مرسول....يخلف رسول البرية
وباسم الدين أصبح يقتلنا.....وسرق أموال الرعية
ودفع الدراهم له.......وأصله واصول الذرية
وجعل أصله أصل امحمد...وشجرتهم عدنانية
بعد هذا يا جماعة....مارضِ نصايحكم لية
لا تنصحون احميدان...من شر ذياب وحشية
مسكينة يذياب البر...تتهم بأعمال ردية
من عهد سيدنا يوسف...والتهمة فوقه مرمية
اذياب البر ما نخشاها.....ولا وحوش البرية
بني اسرائيل اخشاهم......أحقتدهم خيبرية
أخشى أن يحكم في نجد...أسرة بغي يهودية
تشرع شريعة زواج......فيها الأمير يركب خية
والأخت ينكحها أخوها...باسم الأصول المرعية
زواجهم بالألاف..........زواج بلا شرعية

منذ عام 1744 م ، أي منذ توقيع الحلف بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود شن الاثنان حرباً مستمرة دامت حوالي أربعين عاماً ..... وقد أخضعا إمارات نجد الإقطاعية الواحدة تلو الأخرى وجلبوا إلى الطاعة القبائل البدوية الواحدة بعد الأخرى وانقادت بعض القرى إلى الوهابيين طوعاً بينما اقتيدت أخرى إلى الطريق الوهابي بحد السيف ..... لقد ذكرت المصادر التاريخية كافة أن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود جهز جيشاً عظيماً من أعراب نجد وغزا به العراق وحاصر كربلاء ثم دخلها عنوة و أعمل في أهلها السيف ولم ينج منهم إلا من فر هارباً أو اختفى في مخبأ أو تحت حطب ولم يعثروا عليه ونهبها وهدم قبر الحسين واقتلع الشباك الموضوع على القبر ونهب جميع ما في المشهد من الذخائروالنفائس ...وفي سنة 1217 هـ دخل الوهابيون الطائف وذلك في شهر ذي القعدة وقتلوا الناس قتلاً عاماً حتى الأطفال وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر أمه .... وكان جماعة من أهل الطائف خرجوا قبل ذلك هاربين فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرهم وفتشوا عمن توارى في البيوت وقتلوه وقتلوا من في المساجد وهم في الصلاة ....

ويروي الجبرتي وغيره من المؤرخين ، أنه في التاسع من محرم من هذا العام، أي 1208 هـ ، دخل الوهابيون مكة فهدموا أولاً ما في المعلى من قبب ... وهي كثيرة ثم هدموا قبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومولد أبي بكر وعلي وقبة السيدة خديجة وقبة زمزم والقباب التي حول الكعبة وتتبعوا جميع المواضع التي فيها آثار الصالحين فهدموها .... وهم عند الهدم يرتجزون ويضربون الطبل ويغنون ويبالغون في شتم القبور ويقولون إن هي إلا أسماء سميتموها حتى قيل إن بعضهم بال على قبر السيد المحجوب ثم نادوا بإبطال تكرار صلاة الجماعة في المسجد .... وفى عام 1221 هـ أخذ الوهابيون كل ما في الحجرة النبوية من الأموال والجواهر وطردوا قاضي مكة وكذلك قاضي المدينة ومنعوا الناس من زيارة قبر النبي ...ويقول الجبرتي في ذلك : لما استولى الوهابيون على المدينة المنورة هدموا القباب التي فيها وفي ينبع ومنها قبة أئمة البقيع بالمدينة ، وحملوا الناس على ما حملوه عليه في مكة وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم حصلوا على أربع سحاحير من الجواهر المملاة بالماس والياقوت العظيمة القدر. وفي هذه السنة أخبر الحجاج المصريون أنهم منعوا من زيارة المدينة المنورة ....

وقد تعطل الحج ثلاث سنين منذ عام 1220 هـ من العراق ومنذ 1221 هـ من الشام ومنذ عام 1222 هـ من مصر ....وفي عام 1225 هـ هجم عبد الله بن سعود الوهابي على بلاد حوران في الشام فنهب الأموال وأحرق الغلال وقتل الأنفس البريئة وسبى النساء وقتل الأطفال وهدم المنازل وعاث في الأرض فساداً حتى قيل إنه أتلف في تلك البلاد ما قيمته ثلاثة آلاف الف درهم ... وحتى يضمن آل سعود سير عملية تأسيس الدولة السعودية وجدوا في الإنجليز الحليف القوي لتوطيد سلطتهم وقوة نفوذهم .. وقد عقدوا 1915 م معاهدة مع الإنجليز وقضت هذه المعاهدة أن يعين السيد برسي كوكس معتمداً لبريطانيا في سواحل الخليج وكان هو الذي وقع المعاهدة مع عبد العزيز آل سعود ....

تروى الكتب ومنها كتاب خلاصة الكلام من أمراء البلد الحرام ، للشيخ أحمد بن زيني دحلان ، أن محمد بن عبد الوهاب ولد سنة 1111 هـ وتوفي سنة 1207هـ فيكون قد عاش ستاً وتسعين سنة....وكان في صغره يتكلم بكلمات لا يعرفها المسلمون ، وينكر عليهم أكثر الذي اتفقوا على فعله ، وقد اصطدم مع أقاربه وجيرانه ، فهجر بلده إلى مكة المكرمة ثم إلى المدينة فأخذ عن الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف وشدد النكير على الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره .... ثم رحل إلى نجد ثم إلى البصرة يريد الشام ، وأقام بالبصرة مدة وأخذ فيها عن الشيخ محمد المجموعي وأنكر على أهلها أشياء كثيرة فأخرجوه منها ...

ويجدر بنا أن نتوقف عند رحلة ابن عبد الوهاب إلى البصرة حيث مكث فيها مدة ليست قصيرة ..... فحول هذه الرحلة حامت شبهات كثيرة ، حيث أوردت بعض المصادر أن ابن عبد الوهاب التقى هناك ( بالسير ) همفر ، الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية ...... وقد كتب همفر في مذكراته عن لقاءات تمت بينه وبين محمد بن عبد الوهاب وذكر فيها أموراً تستوقف المرء كثيراً ....يقول همفر : وهنا على هذا الحال كان قد تعرفت على شاب كان يتردد على هذا الدكان يعرف اللغات الثلاث التركية والفارسية والعربية .... كان في زي طلبة العلوم الدينية وكان يسمى بـ محمد بن عبد الوهاب ...... وكان شاباً طموحاً للغاية عصبي المزاج ، ناقماً على الحكومة العثمانية ، أما حكومة فارس فلم يكن له شأن بها .....وكان سبب صداقته مع صاحب المحل ( عبد الرضا ) أن الإثنين كانا ناقمين على الخليفة وإني لا أعلم من أين كان هذا الشاب يعرف اللغة الفارسية مع أنه كان من أهل السنة وكيف صادق مع عبد الرضا الشيعي . ويتابع همفر قوله : كان محمد بن عبد الوهاب شاباً متحرراً ، ولكنه لم يكن يرى أي وزن لأتباع المذاهب الأربعة المتداولة بين أهل السنة ، ويقول إنها ما أنزل الله بها من سلطان ...

وكان يقلد فهم نفسه في فهم القرآن والسنة ويضرب بآراء المشايخ ، لا مشايخ زمانه والمذاهب الأربعة فحسب ، بل بآراء أبي بكر وعمر أيضاً ، عرض الحائط إذ فهم هو من الكتاب على خلاف ما فهموه . وكان يقول : إن الرسول قال إني مخلف فيكم الكتاب والسنة ولم يقل إني مخلف فيكم الكتاب والسنة والصحابة والمذاهب .... لذا فالواجب اتباع الكتاب والسنة مهما كانت آراء المذاهب والصحابة والمشايخ مخالفة لذلك ... لقد وجدت في محمد بن عبد الوهاب ضالتي المنشودة - الكلام هنا لهمفر- فإن تحرره وطموحه وتبرمه من مشايخ عصره ورأيه المستقل الذي لا يهتم حتى بالخلفاء الأربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن والسنة كان أكبر نقاط الضعف التي كنت أتمكن من أن أتسلل منها إلى نفسه وكان محمد الوهاب يزدري بأبي حنيفة وكان يقول : إن نصف كتاب البخاري باطل ....

لقد عقدت بيني وبين محمد أقوى الصلات والروابط وكنت أنفخ فيه باستمرار وأبين له أنه أكثر موهبة من ( علي وعمر ) وأن الرسول لو كان حاضراً لاختارك خليفة له دونهما ، وكنت أقول له دائماً آمل من تجديد الإسلام على يدك فإنك المنقذ الوحيد الذي يرجى به انتشال الإسلام من هذه السقطة ....وقد قررت مع محمد أن نناقش في تفسير القرآن على ضوء أفكارنا الخاصة لا على ضوء فهم الصحابة والمذاهب والمشايخ .... وكنا نقرأ القرآن ونتكلم عن نقاط منها ... كنت أقصد من ورائها إيقاع محمد في الفخ ، وكان هو يسترسل في قبول آرائي ليظهر نفسه بمظهر المتحرر وليجلب ثقتي أكثر فأكثر .... قلت له ذات مرة : الجهاد ليس واجباً . قال : كيف وقد قال الله ( جاهدوا الكفار ) .... قلت : الله يقول جاهدوا الكفار والمنافقين .... فإذا كان الجهاد واجباً فلماذا لم يجاهد الرسول المنافقين ... قال : جاهدهم الرسول بلسانه ... قلت : إذاً فجهاد الكفار أيضاً واجب باللسان . قال : لكن الرسول حارب الكفار .... قلت : حارب الرسول الكفار دفاعاً عن النفس حيث إن الكفار أرادوا قتل الرسول فدفعهم .... فهز محمد رأسه علامة الرضا .... وقلت له ذات مرة : متعة النساء جائزة ....


قال : كلا .... قلت : فالله يقول ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن ) .....قال : عمر حرم المتعة قائلاً : متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما . قلت : أنت تقول أنا أعلم من عمر فلماذا تتبع عمر . ثم إذا قال عمر إنه حرمها وإن الرسول حللها فلماذا تترك رأي القرآن ورأي الرسول وتأخذ برأي عمر ؟ .... فسكت ... ولما وجدت سكوته دليل الإقتناع وقد أثرت فيه الغريزة الجنسية ( ولم تكن له إذ ذاك زوجة ) ، قلت له : ألا نتحرر أنا وأنت ونتخذ متعة نستمتع بها ...فهز رأسه علامة الرضا ، وقد اغتنمت أنا هذا الرضا أكبر اغتنام وقررت موعداً لآتي إليه بامرأة ليتمتع بها .... وكان همي أن أكسر خوفه من مخالفة الناس لكنه اشترط علي أن يكون الأمر سراً بيني وبينه وأن لا أخبر المرأة باسمه ...


فذهبت فوراً إلى بعض النساء المسيحيات اللاتي كن مجندات من قبل وزارة المستعمرات لإفساد الشباب المسلم ونقلت لها كامل القصة وجعلت لها اسم صفية ... وفي يوم الموعد ذهبت بالشيخ محمد إلى دارها .... وكانت الدار خالية إلا منها ... فقرأنا أنا والشيخ صيغة العقد لمدة أسبوع وأمهرها الشيخ نقداً ذهبياً ... فأخذت أنا من الخارج وصفية من الداخل نتراوح على توجيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ...وبعد أن أخذت صفية من محمد كل مأخذ وتذوق محمد مخالفة أوامر الشريعة تحت غطاء الاجتهاد والاستقلال في الرأي والحرية ، وفي اليوم الثالث من المتعة أجريت مع محمد حواراً طويلاً من عدم تحريم الخمر وكلما استدل بالآيات القرآنية والأحاديث زيفتها وقلت له أخيراً لقد صح أن معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس كانوا يتعاطون الخمر ، فهل من الممكن أن يكون كل أولئك مما يدلل على أنهم لم يفهموا التحريم وأنهم فهموا الكراهة والإعاقة ... وفي الأسفار المقدسة لليهود والنصارى إباحة الخمر ، فهل يعقل أن يكون الخمر حراماً في دين وحلالاً في دين ، والأديان كلها من عند الله الواحد . ثم إن الرواة رووا أن عمر شرب الخمر حتى نزلت الآية ( فهل أنتم منتهون ) ولو كانت الخمرة حراماً لعاقبه الرسول فعدم عقاب الرسول دليل الحلّية .... أخذ يسمعني محمد بكل قلبه ثم تنهد وقال : بل ثبت في بعض الأخبار أن عمر كان يكسر الخمر بالماء ويشربها . ويقول إن سكرها حرام ....لا إذا لم تكن تسكر . ثم أردف الشيخ قائلاً وكان عمر صحيح الفهم في ذلك ، لأن القرآن يقول : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ) فإذا لم تُسكر الخمر لم تفعل هذه الأمور التي ذكرت في الآية وعليه فلا نهىٌ عن الخمر إذا لم تكن مسكرة...


أخبرت صفية بما جرى وأكدت عليها أن تسقى الشيخ في هذه المرة خمرة مغلظة ففعلت وأخبرتني بعد ذلك أن الشيخ شرب حتى الثمالة وعربد وجامعها عدة مرات في تلك الليلة وقد رأيت أنا آثار الضعف والخمول غداة تلك الليلة وهكذا استوليت أنا وصفية على الشيخ استيلاءا كاملاً .... ويتابع همفر : ذات مرة تكلمت مع الشيخ عن الصوم وقلت له إن القرآن يقول :وأن تصوموا خير لكم ولم يقل إنه واجب عليكم ..... فالصوم بنظر الإسلام مندوب وليس بواجب..... لكنه قاوم الفكرة وقال : يا محمد تريد أن تخرجني من ديني .... قلت له : يا وهاب إن الدين هو صفاء القلب وسلامة الروح وعدم الاعتداء على الآخرين ، ألم يقل النبي الدين الحب ؟ وألم يقل الله في القرآن الكريم واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ....فإذا حصل للإنسان اليقين بالله واليوم الآخر وكان طيب القلب نظيف العمل كان من أفضل الناس لكنه هز رأسه علامة للنفي وعدم الارتياح ..


مرة أخرى ، قلت له : الصلاة ليست واجبة .... قال :كيف ؟ قلت : لأن القرآن يقول ( وأقم الصلاة لذكري ) فالمقصود من الصلاة ذكر الله تعالى فلك أن تذكر الله تعالى عوضاً من الصلاة ... قال وهاب( اى محمد ابن عبد الوهاب ) : نعم سمعت أن بعض العلماء كانوا يذكرون الله تعالى في أوقات الصلاة عوضاً من الصلاة .... ففرحت لكلامه أيما فرح ...وأخذت أنفخ في هذا الرأي حتى ظننت أني استوليت على لبه وبعد ذلك وجدته لا يهتم بأمر الصلاة أحياناً يصلي وأحياناً لا يصلي خصوصاً في الصباح فإنه كان يترك الصلاة غالباً حيث كنت أسهر معه إلى ما بعد منتصف الليل غالياً ، فكان منهوك القوى عند الصباح فلا يقوم للصلاة ...وهكذا أخذت أسحب رداء الإيمان عن عاتق الشيخ شيئاً فشيئاً وأردت مرة أن أناقش حول الرسول لكنه صمد في وجهي صموداً كبيراً وقال لي : إن تكلمت بعد ذلك حول هذا الموضوع قطعت علاقتي بك ...وخشيت أن ينهار كل ما بنيته .... من أجل ذلك أحجمت عن الكلام عن الرسول .... لكنني أخذت في إذكاء روحه في أن يكون لنفسه طريقاً ثالثاً غير السنة وغير الشيعة وكان يستجيب لهذا الإيماء كل استجابة لأنه كان يملأ غروره وتحرره ....

وبفضل صفية التي دامت علاقتها معه بعد الأسبوع أيضاً في متعات جديدة تمكنا من الأخذ بقياد الشيخ كاملاً .... ويتابع في صفحات لاحقة قائلاً : حين أردت أن أفارقه كان يروم الذهاب إلى الآستانة للتطلع عليها لكني منعته من ذلك أشد المنع وقلت له أخاف أن تقول شيئاً ما هناك يوجب أن يكفروك ومصيرك حينذاك القتل ...قلت له هكذا ولكن كان في نفسي شيء آخر وهو يلتقي ببعض العلماء هناك فيقوم معوجه ويرجعه إلى طريقة أهل السنة فتنهار كل آمالي .....ولما كان الشيخ لا يريد الإقامة في البصرة أشرت عليه بأن يذهب إلى أصفهان وشيراز فإن هاتين المدينتين جميلتان وأهاليهما من أهل الشيعة ومن المستبعد أن تؤثر الشريعة الشيعية في الشيخ وقد كنت بذلك أمنت انحرافه..
وعند مفارقتي للشيخ قلت له هل إنك تؤمن بالتقية .... قال : نعم ، فقد اتقي أحد أصحاب الرسول وأظنه أنه قال مقداد حين اضطهده المشركون وقتلوا أباه وأمه فأظهر الشرك وأقره على ذلك رسول الله. قلت له : إذاً اتق الشيعة ولا تظهر لهم أنك من أهل السنة لئلا تقع عليك كارثة وتمتع ببلادهم وعلمائهم وتعرف على عاداتهم وتقاليدهم فإنه ينفعك أشد النفع في مستقبل حياتك ....وقد زودت الشيخ حين أردت مفارقته بكمية من المال بعنوان الزكاة وهي ضريبة إسلامية كما وقد اشتريت له دابة للركوب بعنوان الهدية و فارقته .... الغريب فى الامر ان الدون كريليونى محمد ابن عبد الوهاب وتحت رعاية آل سعود مازال يحكمنا فى قبره من خلال كتبه وتوجيهاته..... " الدون " هنا صفة وليست أسم، السرقة و القوادة وقطع الطرق والقتل، كل أولئك كان " الدون " عنهم مسئولا....


ولما كان دهاة الإنجليز قد صنعوا الرجل الأول في الوهابية ، فقد تابعوا مسيرهم الداعم لهذه الحركة التخريبية وحلفائها من الحكام السعوديين ، وظل هذا التحالف قائماً إلى أن حان دور الأميركان ليحلوا محل الإنجليز ويستعمروا السعودية اقتصادياً ومالاً ووظائف واستهلاكاً حتى وقتنا الحاضر . لقد حققت الحركة الوهابية الغطاء اللازم للسعوديين ، الذين كانوا يطمحون لتوسيع رقعة ملكهم .....واتخذوا من ذريعة كاذبة وهي الخروج على الدين – حجة شرعها لهم ابن عبد الوهاب – ليفتكوا بالناس بعد أن يكفروهم ، ويخرجوهم من أمة الإسلام . إن الحركة الوهابية اليوم لم تجد من كل ما شرعته سوى الحقد على المسلمين القادمين للحج في مكة والمدينة ، فراحت تمارس ضدهم كل صنوف الإرهاب النفسي والديني ....

وما ذلك إلا لغاية واحدة وهي إبعاد الناس عن إسلامهم وزرع الكره فيهم لشعائر الحج ، والتحسب ليلاً نهاراً لتلك الرحلة التي فرضت على المسلمين المستطيعين. إن نظرة واحدة لممارسات جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنبئك أن هناك توجيهاً وهابياً واضحاً لتنفير الناس من الدين الحنيف ، فهذه الجماعة لا تضم سوى المنفرين الغليظي القلوب والألسنة ، المتسلحين بالعصي والكلمات القاسية ....وفي جميع الأحوال ، فإن حركة بدأت مشبوهة ستظل مشبوهة ، وإن حركة زعيمها صنعته الأيدي الخبيثة من الإنجليز لن يخرج منه سوى الخبث والدمار لأمة الإسلام وبلادها ...
حمدى السعيد سالم