الذكرى الأولى لفقدان المرحوم أبراهام السرفاتي


خديجة آيت عمي
2012 / 2 / 9 - 14:45     

فوجئت قبل سنة فقط برحيل السيد العزيز أبراهام ألبير السرفاتي إلى العالم الآخر بعد صراع مع مرض طويل .
جاء الخبر كالصاعقة ،إذ لم أقرأ عن مرضه إلا في الأيام الأخيرة و لم أكن أتوقع أنه سيذهب دون أن نراه مرة أخرى.
هكذا غادرنا السيد الغالي أبراهام دون رجعة . الرجل الذي ظل يناضل من أجل أفكار نبيلة قد تسعد البشر على هذه الأرض ، و ضحى بسنوات شبابه بإحدى الزنازن المخصصة لكل مغربي صرخ "لا للظلم".
هل تدركون معنى أن يقضي إنسان ما سنوات من حياته وراء القضبان حبا في وطنه ؟؟ حبا في أفكار سامية بعيدا عن الجشع و الشراهة ؟؟
إن تضحية زعمائنا الأبطال فوق كل اعتبار، و لم يكن السرفاتي إلاّ واحدا منهم ...
مئات من السنين قضاها هؤلاء الرجال و النساء في السجون في ظروف يصعب تخيّلها ..
في حالة لا يتصورهاعقل بشري.
هل تدركون آلاف الأيام من المرارة و الحزن و الجوع و البرد و المرض و العطش الطّعن و الهلوسات و الجنون و الإحتقار والعفونة و الوسخ والحاجة و العزلة و الكآبة والعطش والظلام و القهر والضيق والتمرد والأسى..و.. و.....
هل تدركون ؟؟
هل تدركون ما مّر به هؤلاء في أحلك أيام وطننا الحبيب ؟؟
هل تقدرون الأمانة ؟؟؟؟؟؟؟
هل تقدرون ما مرّ به هؤلاء و عائلاتهم و أصدقائهم و أقربائهم و أحبائهم و جيرانهم؟؟
هل تقدرون مدى الأسى و الألم الذي مرّ به كل هؤلاء ؟؟؟
هل تقدرون أمانة هؤلاء ؟؟؟؟؟؟
هل تقدرون مسؤولية هؤلاء ؟؟؟؟؟
قدّم مغربنا الحبيب أكبر عدد نوعيّ من شهداء الديمقراطية و المساوات و المحبة و العدالة و الإخاء في أحرج لحظاته التاريخية في هذا الزمن...
تُرى كيف غادرنا القائد البطل السرفاتي ؟؟؟
هل ذهب مطمئنا ؟؟
هل رقد قرير العين و هو يعلم أن الشّعلة لا تزال موقدة و أن أحفاد طارق بن زياد (رغم اعتراضنا على فعلته الشنيعة)لا يزالوا أبطالا كما عهدناهم هم الذين هزموا الرومان و العثما نيين والبرتغال و الإسبان و فرنسا حفاظا على التفرد بتسمية الرجل الحر = أمازيغ ؟؟؟؟
هل المبادئ التي عاش من أجلها السرفاتي ـ و غيره كثيرون ـ ما تزال في
أذهان المغاربة لتذكرهم بماضيهم الجليل و الحقيقي و ليس تاريخ المقّررات الدراسية التي تصرخ من الزور و التشويش و التي بسببها لا يزال شباب قاصر( تحت سن الثامنة عشر ) يقبعون في سجون مع مجرمين بالغين فقط لكونهم عبروا عن حبّهم الكبير لوطنهم ـ كما فعل المرحوم السرفاتي و أنهم أبناء هذه الأرض المقدسة منذ آلاف السنين و أصحاب الأرض عوض الدخلاء الإرهابيين .
للتذكير فقط فإن السرفاتي كان يهوديا كما كان ولا يزال العديد من الأبطال اليهود
المغاربة الذين دافعوا ولا يزالون من وراء الستارة يدافعون عن كل شبر من الوطن الحزين رغم ما يتعرضون له من كلام جائر ساقط اكتسى شرعيته فقط لكونه قادم من الشرق "المقدس" وبذلك نكون ناكرين علانية للجميل تجاه مواطنينا اليهود .
كلام كثير يشهد للسيد أبراهام الذي مات ودفن كما يدفن العظماء في تواضع لم يعبأ به أحد بما فيه إعلام "إن الوطن غفور رحيم " الذي لم يخصص أي شئ يُذكر على شهامة البطل.
لقد كان بطلا وسيظل كذلك رغم الحقد والتضليل.
مرة أخرى تعازي لفقدان أستاذنا الحبيب أبراهام ألبير السرفاتي، كريستين، لعائلة السرفاتي أينما كانوا و للأصدقاء و الوطنيين المتعلقين بأرضهم المقدسة ً المغرب ً.