لعبة عام 2012


جميل عبدالله
2012 / 2 / 7 - 04:19     

كتب تمراز يقول : لعبة هذه السنة كما وصفها الجانب الأمريكي ممثلا في وزيرة الخارجية الأمريكية " هلري كلينتون " التحرك السياسي : هي من الضروري أقامه حوار بين الفلسطينيين وألاسرائيليين " ويبدوا أن جميع الأطراف ألان داخل اللعبة لعام 2012 بأعلامهم وملابسهم الخاصة ! هكذا قالت في تصريح لها أمام الصحفيين , واضعة نفسها في منصب " الحكم الدولي " لهذه اللعبة ومقررة من يشترك ومن لا يشترك فيها طبعا بتعاون صريح مع الجانب الإسرائيلي .
والحقيقة إذا كان " الإملاء " سيبدأ إذا لم يكن قد بدأ أصلا منذ زمن بتشكيل الوفود وبخاصة نقاط المرحلة الأخيرة للوفد الفلسطيني المفاوض , فان نتيجة هذا الحوار لن يكون أفضل من سابقتها والعقدة مازالت في المنشار لم تتغير .؟

هذا ما تعلمه الشعب العربي الفلسطيني بتجربته المريرة الدامية عبر عشرات السنين , لقد تعلم هذا الشعب دائما و أبدا أن " يقرأ أفكار كل طرف مفاوض والكتاب من عنوانه " وأن يستنتج أن تفاصيل الكتاب تأتي منسجمة مع العنوان !؟ ولهذا حينما يكون " العنترية " في التمثيل والشروط تصبح التفاصيل سلسلة من عمليات الاغتيال لأهداف وحقوق الشعب العربي الفلسطيني .

والطرف الإسرائيلي وحتى المسئولين فيهم يدركون هذه الحقيقة جيدا , ومع ذلك لابد من إلقاء نظرة على واقع الحركة السياسية , أو على تفاصيل لعبة 2012 حسب تعبير الوزيرة الأمريكية كلينتون .

إن كل فريق , كما يبدو , له أسبابه ودوافعه في ضمان التحرك السياسي ولكسب تفهم الرأي العام الداخلي والعالمي على كل الأصعدة , غير أن هذه الأسباب والدوافع متباعدة فيما بينها بل متناقضة في حسابات كل طرف على جانبي الصراع في القضية المركزية " القضية الفلسطينية " , ومن هنا يكون " الحوار " أو فكرة الحديث عن أي حوار مستقبلي بعد توقيع أتفاق الدوحة ومن قبل أي الأطراف المتنكرة لحقوق الشعب العربي الفلسطيني مجرد " وصلة " للتسلية مع المجتمع الدولي ليس أكثر ولا أقل !!؟ وتكون زراعة الأوهام الكاذبة عند هذا الطرف أو ذاك بحيث يبقى الرابح فيها الطرف المسيطر على الأراضي الشاسعة الفلسطينية والمتمسك لكل نتائج احتلال فلسطين عام 67!؟
هذا الاستنتاج ليس للشك , بل استناد إلى مؤتمرات صحفية حيث أعطت وزيرة الخارجية الأمريكية " كلينتون " مجموعة من النظريات تنقلها كافة وسائل الإعلام على هامش اجتماعها في نيويورك مع وزراء الخارجية , وقد قالت في إحداها : " أعتقد أنه يتوجب علينا أن نسير في عملية سلام الشرق الأوسط خطوة تدلنا على الخطوة التالية !! " . وحددت الخطوة الأولى بالعودة إلى الحوار والمفاوضات دون قيد أو شرط , كما قالت , تتحول إلى جلسات مناقشة , لا حظوا ذلك من مفاوضات إلى جلسات مناقشة , حول ترتيبات انتقالية للخطوة التالية ويمكن أن تكون الوضع النهائي .

تعليل : يقال أن أحداث التاريخ حينما تقيد نفسها , تأتي في المرة الأولى في صورة مأساة وفي المرة الثانية في صورة مهزلة فهل هذا ما يدعونا لحضور وبدأ مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ؟؟

بالنسبة لنا نحن الفلسطينيون ليس الأمر هزلا ولا لعبة 2012 كما يردها الجانبين الأمريكي والإسرائيلي , انه يتعلق بمصيرنا الوطني , ولهذا فهو في غاية الجدية , ولا نقبل أن يكون دورنا دور " صبي " يعيد الكرة من خارج الملعب إلى اللاعبين ... فقد كنا كذلك طيلة 20 عاما من المفاوضات المضنية دون نتائج تذكر !؟

في النهاية : إن خطة الجانب الأمريكي لا تفي تسوية شاملة , ولا تقود إلى حصول الشعب العربي الفلسطيني على حقه في تقرير المصير , وتعطي للاسرائيل حق تقرير من يمثل الشعب العربي الفلسطيني , وتحدد أهداف الحوار القادم المقترح بتطبيق خطة " بن يا مين نتن ياهو " بالعودة إلى المفاوضات دون قيد مشروط بوقف المستوطنات وخاصة تلك التي تحيط المسجد الأقصى من كل جهاته .
من هنا ... يجب الحرص وأن يكون التحرك السياسي بعد مؤتمر الدوحة موحد بضوابط وضمانات بل يجب التأكيد من الاتجاه الذي ستتخذه حركة الأقدام ! ومن الضمانات وأهم ضمان احترام حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني وشروط تحقيق السلام وعودة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية بأن يكون سلاما عادلا وطيدا في كل منطقة الشرق الأوسط ..انتهى

سلامتكم .

فلسطين الأصل أسدود
[email protected]