ظوبى


أمير الحلو
2012 / 2 / 6 - 09:48     


أرسلت لي سيدة فاضلة من معارفي في الخارج رسالة جاء فيها (ان هناك شجرة في الجنة من ذهب، منها ثياب أهل الجنة وظلها مسيرة مائة عام للجواد السريع).
وقد أعجبتني (المعلومة) ولكني استفسرت عن مصدر خبر الشجرة الذهبية لم تجبني على سؤالي الذي أعتقدتْ بأنه شكل من أشكال الكفر.
إن الكتب السماوية موجودة ولم يحدث فيها أي تحريف في العصور الحديثة، وهي المصدر الرئيسي لمعرفة أمور الجنة والنار والكفر والأيمان، ولكن بعض بني البشر أضافوا من عندهم الكثير من المشاهد الميتافيزيقية غير الواقعية معتقدين أنهم بذلك يزيدون من صلتهم برب السماوات والأرض. ولو أحصينا الخرافات التي جرى أضافتها كحقائق وهي لم ترد في الكتب السماوية وفي أحاديث المرسلين المؤكدة لوجدناها أحياناً أكثر من القصص الواردة في العهد القديم والقرأن الكريم مع عدم اتفاقها مع العقل ولا يوجد شهود مروا بالتجربة أو شاهدوا أمامهم الوقائع فنقلوها الى الناس لذلك فأن إدخال مثل هذه المفاهيم الغريبة والتصورات الخيالية تسيء الى الدين الذي جاء لأصلاح الناس وهدايتهم.
تقول السيدة المرسلة الفاضلة ان (طوبى) هي شجرة في الجنة في حين أنها وردت على لسان النبي عيسى (عليه السلام) كمديح لمن يقوموا بالعمل الحسن وكذلك ورد على لسان الرسول محمد (ص) أنه قال (بدأ الاسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء) وتأتي هنا كلمة طوبى أشبه بكلمة هنيئاً وهي منسجمة مع المعنى، وكنا نستعمل في السياسة عبارة طوبى للشهداء والمناضلين وغيرها من الصفات التي نطلقها على الذين يناضلون من أجل الخير أو الذين يصنعون ما ينفع البشر.
ولا أريد إقحام الدين في الموضوع ولكني أجد أن البعض قد أستسهل الأمر فأخذ يروي القصص والأحداث التي ستحصل يوم القيامة وهي غير واردة في الكتب السماوية، لذلك تأتي غريبة وغير منسجمة مع العقل وفي ذلك إساءة للدين، لأنه يظهره بمظهر غير علمي، كما جاء في الرسالة التي وردتني والتي (خلقت) فرساً يسير بسرعة مئة عام ليصل الى شجرة (طوبى) في الجنة، ولا أدري من أين يأتون بهذه القصص الغريبة عن الكتب السماوية، بل أنها تسيء الى الدين القائم على العقل والمنطق بعيداً عن الخرافات والتهويل، وقد شهد التأريخ المئات من المشعوذين الذين يضيفون من عندياتهم مثل هذه الخرافات، لذلك لا نستغرب من استمرار هذه الظاهرة في الوقت الراهن، ونسمع العديد من التقولات المنسوبة للدين وهي لا علاقة لها بالدين والأخرة.. والله أعلم!
وسلاماً على السيد المسيح عندما قال : طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله