من أسباب سقوط القذافي


جميل عبدالله
2012 / 2 / 3 - 07:39     

كتب تمراز يقول : هل من صحيح المقولة التي تقول أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعقب القوى العربية والقومية واحدة بعد الأخرى , وقد بدأ ذلك في حرب لا هواة على ما يسمى الإرهاب وكانت العراق وأفغانستان بداية العملية ؟

هاهي ليبيا بعد الزعيم معمر ألقذافي , تحاصر بطريقة غير مباشرة استكمالا لمخطط مسبق مدروس بشكل جيد جدا , ألا وهو القضاء على نظام الزعيم معمر ألقذافي وسلطة الحكم في ليبيا والتي دامت ولايتها ما يقارب ال43 سنة , وفتح ليبيا على مصراعيها لتكون بمثابة حرب " صليبية " ضد العالم الإسلامي ؟
وهل صحيح , ما يقال أن مجلس الأمن أصبح ألعوبة في يد القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة , وأنة ينفذ أوامرها دون أي مناقشة أو اعتراض ؟! وحتى دون أدلة ودون أسباب ؟

في الماضي اتهمت ليبيا بتفجير وإسقاط طائرتين للركاب , مجرد " فلم هندي " كان بإخراجه باحتراف الإعلام الخسيس والمدسوس والمدعوم بالأجهزة الاستخباراتيه , وأنة لا دليل واحد حقيقي يؤكد هذا الاتهام ؟

وللإجابة على كل التساؤلات وعلامات الاستفهام السابقة : أقول أن الرأي العربي شريك في المؤامرة بالصمت والتأييد المشبوه , انسياقا وراء قياداته الدكتاتورية المتخلفة والرجعية إلى ما قبل العصر الحجري !! بالإضافة إلى أجهزتهم الإعلامية دون مسند إلية ... وكيف ترى الشكل ألان بعد قتل الزعيم الليبي ألقذافي وحل نظامه الذي حكم ليبيا بحيث أصبح كله مع ليبيا الثورة الجديدة المدعومة بالناتو أو كما أطلق عليها " ثورة الناتو " وهو أمر بصراحة لم يحدث في أي حرب سابقة ... ونحن نتذكر جيدا عام 1994وخلال الحرب الأهلية في جمهورية يوغسلافيا سابقا بين الجمهوريات الثلاث " صربيا و الجبل الأسود والإقليم المسلم البوسنة والهرسك " حيث أبيد ما نسبته 85% من الأقليات المسلمة في إقليم البوسنة والهرسك والعالمين العربي والغربي لم يحرك ساكنا إلا بإرسال البعثات وقوات الأمم المتحدة لفك النزاع على خطوط التماس ...وبعد الانتهاء من مهام التطهير العرقي للجنس المسلم سواء كانوا ذكورا أو إناثا تفضلوا علينا بضربات لم تتجاوز ال3 أسابيع من قبل حلف الأطلسي للعاصمة الصربية لردعها عن مذابح قامت وما زالت تقوم بها في ذالك الإقليم , مناظر لا تنسى على مر الزمان , جميع هذه الأسئلة مشروعة , ونقطة البدء هي عنها وأنا أضع القارء الكريم والقارئ العربي أمام وقائع غريبة فيها نوع من الاتهام التفصيلي لما يحدث لنا اليوم فيما يسمى " ربيع الثورات العربية " وان صح التعبير " سيكس بيكوا جديد " !

خيوط المؤامرة :
بالعودة إلى الموضوع الليبي , كانت البدايات من عام 1985حتى أخر يوم سقط فيه نظام العقيد معمر ألقذافي , حيث تستر ألقذافي على شخصين متهمين بتفجير " طائرة فوق أحد المناطق في شمال المملكة المتحدة " أو الاسكتلندية " اللوكربي " إلى جانب آخرين غير معروفين الهوية , حيث أتهم بالتستر والتأمر والإيعاز بالأعمال الإرهابية عبر جهاز ما يسمى الاستخبارات الليبي ضد الولايات المتحدة الأمريكية ورعاياها , وذلك داخل حدود كل من البلاد التالية :

" ليبيا + سويسرا + مالطا + ألمانيا + المملكة المتحدة + أماكن أخرى خارج الولايات المتحدة ..."
لقد كان الهدف من المؤامرة أن يقوم شخصان بتعليمات واضحة بوضع عبوة ناسفة على متن الطائرة " بان أمراكن رقم 103 " وهي في الجو وتعمل في نطاق سلطة الولايات المتحدة , وهي طائرة ركاب مدنية في رحلات تجارية خارجية طبقا للقانون 18في دستور الولايات المتحدة .
وهذا العمل يؤثر على التجارة الخارجية ويعد خرقا لهذا القانون والذي يحمل الرقم " 18 " , وفي النهاية كانت لائحة الاتهام كما يلي :

1- أجمعت هيئة المحلفين العليا بقرار واحد , فكان الرد أن الضحايا الذين تم تعريفهم بعد أجراء الفحوصات الطبية اللازمة , كانوا رعايا الولايات المتحدة الأمريكية كما هو معرف بالفقرة 8 من دستور الولايات المتحدة .

2- في تاريخ 21 ديسمبر 88 وخارج الولايات المتحدة في مدينة لوكريي الواقعة في اسكتلندا وداخل والى جوار المملكة المتحدة وأماكن تم ذكرها سابقا قام المتهمان وهما :
- عبد الباسط والأمين خليفة بمحض إرادتهما وعن عمد بعد تلقي تعليمات من قيادة جهاز الاستخبارات الليبي في ذلك الوقت وبسبق الإصرار والترصد بقتل 189راكبا ممن كانوا على متن الطائرة وهم من رعايا الولايات المتحدة الأمريكية والذين كانوا " ركاب + طاقم طائرة " وكلهم معرفين بعد الفحص الطبي .

3- صدر بيان من مجلس الأمن يدين ليبيا على هذه الجريمة ليضرب عليها حصار طويل الأمد حرمها من التقدم والرقي وجعلها قبائل كبيرة وصغيرة متناحرة متخلفة تتقاتل فيما بينها .

4- في عام 2011 تم اعتقال ألقذافي على يد ما يسمون أنفسهم بثوار ومجاهدين ليكتمل بذلك مسلسل المؤامرات على ليبيا بلدا وشعبا وقيادة , ولتقع ليبيا ألان فريسة للغزو الاقتصادي الغربي بتسديد فاتورة " الناتو " ومهام ضرب نظام العقيد ألقذافي .

من هنا يمكننا القول أن الأيام القادمة تحمل للدول العالم العربي والإسلامي المفاجئات , وليعلم الجميع بأن الذي يحدث في العالم العربي ليس أكثر من " سيكس بيكوا جديد " لتقسيم الدول العربية كما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة " كوندليزا رايز " بمقولتها الشهيرة : لا بد من شرق أوسط جديد تتحرر فيه الشعوب من الاضطهاد ..
وعلى رأي المثل الشعبي الذي يقول " زغردتي ياللي مش غرمانة بكرا يجيكي الدور وتصير حردانه !!؟ " وهذا حال العالم العربي ألان منا من قضى نحبه ومنا من ينتظر ..انتهى

سلامتكم ,

فلسطين الأصل أسدود
[email protected]