العراق ليس تابعاً لايران، بل الحكومة واحزابها هي التابعة!!


رعد سليم
2012 / 2 / 2 - 21:08     

"صرح قائد فيلق القدس الإيراني، العميد قاسم سليماني أن طهران لها حضور في جنوب لبنان والعراق،اللذين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها. واضاف انه بامكان ايران تشكيل حكومات إسلامية هناك". ونقلت وكالة "إيسنا" للأنباء، شبه الرسمية، تصريحات سليماني.

وحول أحداث سوريا، اكد المسؤول الايراني الذي يتلقى أوامره مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي |دعم بلاده الكامل لنظام الأسد" مؤكدا "ان الشعب السوري موالٍ للحكومة بالكامل". وحول الثورات العربية، اعتبر سليماني "أنها تأخذ طابعا إسلاميا رويدا رويدا وتتبلور مع مرور الزمان على شاكلة الثورة الإسلامية الإيرانية، مشيرا إلى إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجهها نحو العدو، وإن هذه الإمكانية واردة في الاردن".
ان تصريحات سليماني جاءت ورداً علی خطاب المالکي لدول الجوار، و خاصة ترکيا، داعيا اياها لعدم التدخل في شٶون العراق.
ولكن قبل تشريح تصريحات سليماني، لا بد من القاء الضوء على "من هو هذا الرجل الذي يعد أهم شخصية عسكرية على الإطلاق في الجمهورية الإسلامية، ويتلقى أوامره مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي، فسليماني هو من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إبان الحرب العراقية الإيرانية بصفته قائدا للفرقة 41 "ثأر الله". ولأن العميد ( سليماني ) معتمد منذ سنوات من قبل القيادة الدينية والسياسية الإيرانية في الملف العراقي، وهو من المتورطين بإدارة اللعبة السياسية على أرضه، وبدعم أذرعه في العراق من ميليشيات القتل التي تسببت بإسالة دماء عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء، وأدوات الفساد التي تعيث خراباً في العراق ومقدراته.
بعد سقوط نظام البعث الفاشي والاحتلال الامريکي للعراق في العام ٢٠٠٣، شرعت ابواب كثيرة امام نظام الجمورية الاسلامية الرجعية للتدخل المباشر في شٶون العراق، ليس عبر الاحزاب الاسلامية التابعة لها في جنوب العراق فحسب، وانما عبر حکومتها والحرس الثوري التابع للمرشد الاسلامي الاعلى علي خامنئي.
ان تدخل نظام الجمهورية الاسلامية في الشٶون العراقية ليس امراً جديداً، کان التدخل المباشر قد بدا منذ عام ١٩٩٢ في کردستان العراق. و کانت ايران طرف اساسي في صراع الحزبين المتصارعين القوميين في کردستان في تسعينات القرن الماضي. وکان الاتحاد الوطني الکردستاني بزعامة جلال الطالباني ولايزال حليفاً قويا للجمهورية الاسلامية.
ان الحديث عن التدخل المباشر في الشٶون العراقية ليس امراً بحاجة لاي بحث وتحقيق لان هذا امر يتلمسه اي امرء لديه ادنى اطلاع على الوضع في العراق والشارع العراقي. ان الکثير من المظاهر في مناطق وسط وجنوب العراق ذات طابع ايراني، واصبحت وكانها مدن ايرانية وان يکن بشکل مدمر الى ابعد الحدود . ان صور خامنئي وخميني معلقة في الکثير من شوارع مدن الجنوب. ان مقرات اجهزة المخابرات الايرانية والمليشيات المسلحة التابعة لها معروفة لدی الجميع. ان لا ارغب في التطرق لهذا الجانب، لکن اريد ان اتطرق لکلام الشخصية الملطخة اياديها بدماء الالاف في ايران والعراق والمنطقة، قاسم سليمانی قائد فيلق القدس الارهابي الذی صرح بوضوح بالدور الايراني وامکانية التدخل ايراني في الشٶون العراقية او بمعنی اخر امکانيات ايران الاسلامية للسيطرة علی العراق. ان هذه کلام يکشف من جانب عن الخطط الايرانية المستقبلية للنظام السياسي في العراق او في المنطقة، و في الجانب الاخر يکشف ادعائات المالکی و المتعاونين معه وترهاتهم حول "استقلالية السياسة العراقية و حکومتها" . بعد هذه التصريحات، لم نرى ولم نسمع تصريح واضح و صريح من جلال الطالبانی او المالکي للرد على سليماني، غير التصريح الخجول والهزيل من قبل وزارة الخارجية العراقية و بعض المسٶولين الاخری.
ان کلام قاسم سليماني الذي يعتبر امتداد لمشروعهم الطائفي في العراق والمنطقة. فيه جانب حقيقی وواقعي حين يتحدث عن العراق، وليس قصدي حديثه حول التدخل في الشٶون العراقية، بل حول امکانية الجمهورية الاسلامية بفرض سيطرتها علی النظام السياسي في العراق. بيد ان کلامها عن الثورات العربية وفرض سيطرتها علی دول العربية الاخری ادعاء کاذب سافر، لانه بالرغم من فوز الحرکات الاسلامية بالانتخابات في بعض الدول العربية، لاکن ماهية الثورات العربية و خاصة في تونس و مصر لم تكن اسلامية. نعم بوسع النظام الاسلامی الرجعي فرض سيطرته علی نظام الحکم في العراق في الوقت الحالي، والتي المكون الرئيسي فيها هي الاحزاب الشيعية والمليشيات التابعة لها، لکن ليس بامکان الجمهورية الاسلامية فرض سيطرتها علی الشعب العراقي وارادته. ليس بامکان ايران فرض نموذجها الرجعي و المتخلف علی ارادة الشعب العراقي. نعم ان الحکومة الطائفية و القومية في العراق تابعة لايران وتسير وفق الارادة الايرانية، لکن جماهير العراق ليسوا تابعين سوى لمصالحهم وامالهم.
على اية حال من الاحوال، ان هذه التصريحات الصريحة لسليمانی هي تصريحات خطيرة ، وبمثابة اعلان حرب ضد ارادة الجماهير الداعية للتحرر في العراق، وعلى الطبقة العاملة و الجماهير المناضلة و کل انسان تحرري ان يقف بوجه هذه التصريحات الخطيرة والمخطط الرجعي الخطير للنظام الاسلامي والحکومة الطائفية التابعة لها في العراق، وينبغی ان يختار موقفا حازما. ان تاريخ النضال المشرف للطبقة العاملة العراقية و جماهيرها المتحررة بوجه الاستبداد البرجوازي وديکتاتوريته ونظامه لايسكت عن الرجعيين وسعيهم لان يسيطروا علی ارادة الجماهير و فرض سلطتهم الاسلامية الرجعية عليها. حان الوقت لجماهير العراق المتحررة ان يوحد صفوفهم و يفصلوا صفوفهم عن القوميين والاسلاميين، و ينزلوا للميدان للتعبير عن غضبهم على المخطط الاسلامي الايراني وعنجهية نظام القمع والاستبداد الدموي في ايران وتعاون حکومة المالکي معهم لتنفيذ هذه التوجهات. يجب النضال وتوحيد الصف من اجل اسقاط الحکومة القومية الطائفية للمالکي واعوانه.