العراق غزو وغنائم


محمد الشمري
2012 / 1 / 22 - 20:50     

العراق الغزو والغنائم
البداوه سمه مميزه للعربي وربما قد تجذرت واصبحت ضمن الغرائز المكتسبه بالوراثه وهي عباره عن عادات وتقاليد فلكلوريه توارثتها الاجيال بفعل البيئه القاسيه التي فرضتها الصحراء بسبب شحه الماء والكلا وتشعبت في امور اخرى كثيره اصبحت سلوكا حياتيا مميزا مرافق للفرد العربي ومن اميزها الغزو والغنائم اذ تدور رحى معارك طاحنه للسيطره على اموال وممتلكات الاخرين والسيطره عليها وبضمنها النساء والاطفال وعدم التورع بارتكاب المجازر بمن لم يستطع الهرب والنجاة
لم يستطع الاسلام من التخلص من هذه النزعه فاستمرت الحاله وقامت غزوات لاخضاع اعدائهم ممن لم يدخلوا بالدين الجديد وعدت النساء والاطفال والاموال غنائم وقتل العاجزون عن الهرب
هذه الحاله استمرت الغزوات وبمعنى اصح المذابح واصبحت سلوكا مميزا بعد تكون الدوله المركزيه بعد الاسلام وصار تصفيه الخصوم جسديا طريقا للبقاء في السلطه ولايوجد حاكم عربي واحد ترك السلطه طائعا عدا يزيد ابن يزيد ابن معاويه الذي شعر بعقده الذنب عن ارتكاب ابيه الجريمه البشعه بقتل ابن عمومته الحسين بن علي ورفع رؤوسهم على الرماح وسبي عائلته والتنكيل بها في اسوء تراجيديا عرفها التاريخ العربي المملوء بها
ويستمر بالتعاقب الا من شذرات لم تدم طويلا
ونتج عن هذا التناحر ولي الاذرع الى تفتت الامه وتجزئتها وتنازعها على الغنائم حتى صارت نهبا للاجنبي والاطماع الخارجيه بعد ضعف شخصيتها الاعتباريه وصارت تتقاذفها ايادي الاقوياء من المغامرين و بسبب هذه النعره التسلطيه باي ثمن ضاعت الاوطان وضعفت الروح الوطنيه وسادت بدلها روح الانا البغيضه( ليكن من بعدي الطوفان )
سارت الامور على هذا المنوال وجائت الدويلات والغزو التتري والاستعمار التركي والانكليزي والفرنسي وغيره من الطامعين واكتشف النفط وحلت الكارثه استورد الملك لاننا لم نستطع ان نتفق علىسيناريو مشترك بيننا فاذا بنا امام البداوه من جديد وبقوه بعد ان وصل العالم الى اعلى مراحل الحضاره والتقدم والعلوم تجزات بلانا الى دويلات طائفيه تتناحر ويخون كل حاكم من سبقه ويتسابق الحكام على عماله الاجنبي الى ان خاطبهم احدهم بانكم جميعا وهو منهم في خيمه واحده واقتطعت مساحات مهمه من الاوطان
كشر النهابون الاقوياء بمساعده الاجنبي عن انيابهم ليستولوا في هجمات القوه الهمجيه والجهل الاجتماعي( في فرق تسد) الذي لازال مهيمن في قوه العشيره وسلطه الفتوى الدينيه والنعره القوميه الشوفينيه التي وجد فيها المستعمر ادوات فرقه ومنازعه تاركين الوطنيه و الوطن وا هتموابنهب الثروات والهيمنه على مصادر المال وصار لكل منهم مورده المالي يشتري الرجال ويكسب السلطه فالمال العام بيدهم ميزانيه الدوله ومصادر الخمس والزكاة وموارد المزارات والتبرعات بيد اشخاص يصرفونها بلا قائمه حساب على مايرغبون فيما يخدم بقائهم على راس المناصب ومنذ القدم لم ينشا مشروع صناعي واحد يمتص البطاله وانما توزع كصدقات لاذلال البشر وديمومه اشعارهم بانهم فقراء مسحوقين مسلوبي الحقوق والاراده فيشبعون وعندها يدعون الله ان يدخل من اشبعهم الجنه وتوزع الدوله مساعدات اجتماعيه لتشعر ابناء الشعب انهم اولياء نعمتهم يهبوهم مساعدات وكانها من جيوبهم الخاصه وليست حقوق حتى يسبحوا بحمد الحاكم المفوض من الاله وتوزع الهبات على شيوخ العشائر بلا حساب لشراءذممهم و ولائهم وهم جلهم( من تاريخهم الا ما ندر) عملاء سلطه مستفيدين من كل الانظمه في العراق وليس فيهم مناضل واحد ضد الانظمه المتعاقبه وتم افقار المجتمع
هذا كله يحدث في العراق اليوم وهو امتداد لما بدا (غزو وغنائم ) لم يتغير منذ الازل( الا قله) والحبل على الجرار( مصائب قوم عند قوم فوائد)
ليس هناك من مخرج الا بنشر الثقافه الحره التي تؤمن بحقوق الانسان والعداله بالقوه وهذا امر سهل المنال عن طريق تكثيف ثقافه الرفض في الفضائيات وتوعيه المجتمع ضدغزو الثقافه البدويه القرويه العشائريه الطائفيه البغيضه التي تمجد طائفه دون اخرى وتلغي دورها في الحقوق العامه والخاصه والقوميه المنحازه المتعاليه الشوفينيه
الذي يحدث الان هو دعم الخرافه والتجهيل وترك الحقوق المكتسبه من المواطنه والواجبات وافراغ كلمه الديمقراطيه من معانيها في الحريه والعدل والمساوات بشعارات انصر المذهب وتاليه الحاكم ظالما والشجار على من هو اول او اخروالقائد( الفلته) الضروره
ان القبليه والقوميه والطائفيه علاقات بدويه تتبع الغزوللحصول على الغنائم حتى ولو بالغزو الثقافي المنحرف الاكثر حضا هذه الايام بعد السيطره على مصادر السلطه والمال العام لانه يحتاج الى تمويل كبير اذ ان العاملين والقائمين عليه هم من المنتفعين اللاهثين وراء الغنى السهل الغير مشروع الذي يؤهلهم للبقاء