رسالتي للسجين المهندس الدكتور - ضرار أبو السيسي -


جميل عبدالله
2012 / 1 / 7 - 19:45     

صديقي العزيز : لكل منا معبد يكنه بين أضلعه وان تغير هذا المعبد من حيث محتواه فقد تختفي عن افقه بعض الأسماء وتلمع فيه أخرى منها المتواضع المحتشم ومنها المتألق المزدهر والعالم , وكنت قد أفضيت إليك أن علمك وثقافتك يحتلان الرواق العربي لكنني ما لبثت بمزيد اللوعة ومنتهى الأسى بعد أن سمعنا خبر اعتقالك وخطفك من بين أولادك وزوجتك واقتيادك إلى إسرائيل , بتواطؤ واضح من قبل المخابرات الغربية وانك لتعلم كم كان يبلغ بي الإعجاب حين أتحدث لك عن منجزاتك في شركة كهرباء قطاع غزة واختراعك المبهر في تحديث مولدات الطاقة الكهربائية والسولار الصناعي .

وها أنا ذا من جديد انهمك في مطالعة أخبار جلسات المحاكمة الظالمة بحقك , واعتزم بحق إعداد دراسة بشأن أبحاثك العلمية ولن ارمي من وراءها سوى إظهار الحقيقة للعالم اجمع بأن ما أقدمت علية إسرائيل هو اعتقال لعقلية عالم مخترع استطاع حل كثير من الإشكاليات العلمية العالقة في قطاع غزة . وغرضي أن اعبر عن وجهة نظر لمكافح فلسطيني حول مساعدته لشعبة وقد بقيت عالقا بذاكرتي صورة اعتقالك وأنت بزي الحبس الانفرادي تواجه محاكمة الظلم والاحتلال وان لم يفهم شيئا هذا القاضي من واقع الشعب الفلسطيني , إنما ظل تفكيره في نفس مستوى الإجرام الإسرائيلي بحق العلماء من شعبنا والمخترعين .

وبودي أن اجعل عنوان بحثي الذي أتحدث عنه " عالم في زمن قل فيه العلماء الفلسطينيين " وأجعل في طالعها هذه الكلمة المأثورة عن احد الأساتذة حيث يقول " لا عمل جليل دون وفاء , أي دون إيمان راسخ على الدهر " فأنت يا د: ضرار وفي لوطنك وشعبك وعندك إيمان راسخ بقضية بلدك , طالما تغنى في كل موطن بحبة لفلسطين حتى إذا ما أمست هذه الفلسطين في مسيس الحاجة إليك آثرت الصمت والتخلف والحذر من الجهل أما القلب الذي سوف افرغ فيه دراستي هذه فلا اعلم شيئا عنه ألان . ولئن ارتضيتها فسوف اعهد بنشرها إلى أي مجلة علمية تقدر عملك وعقلك وما الذي فعلته من اجل وطنك .

فرج الله كربك وأعانك وثبتك ..

فلسطين خلف القضبان..

سلامتكم..

فلسطين الأصل أسدود
[email protected]