العرب وإسرائيل وما بينهما ...؟


جميل عبدالله
2012 / 1 / 6 - 17:26     

زرت القاهرة عام2007 بدعوة حضوري لمعرض الكتاب في دورته التاسعة والثلاثين , وبعدها غادرت إلى الإسكندرية لحضور المؤتمر البحثي في مكتبة الإسكندرية هذه المدينة التي احتضنتني فترة الدراسة والتي أحبها جدا لجمالها وطيبة أهلها وشهامتهم .

حتى ذلك الحين , كنت أعتقد أن قوة غريبة تكمن في هيمنة التكنولوجيا الأكثر تطورا في العالم , والأسلحة الأكثر دمارا والبضائع الأكثر انتشارا , لكني أكتشف أن كل هذه القوة تستند بدءا على ما يسمى " مشاريع البحث العلمي للباحثين " وأحترم المبدعين والباحثين والاساتذه والجامعيين , وحتى تقديس المؤسسات الأكاديمية .
والله ثمة خطه لطابور خامس عربي غربي لإفراغ العالم العربي من قدرته العلمية , ليس هنا مجال في مقالي هذا لسد الوقائع و الاحصائيا الحقيقية والمرعبة لقدر علمائنا العرب في العالم العربي , الذي كان لابد من أجل الحصول على مقدرات العرب وبلادهم فتح باب الهجرة لأكثر من نصف مليون عالم من العقول النابضة في كل المجالات حتى لا يبقى من تلك الأمم , إلا عشائر مسلحة وقبائل من قطاع الطرق يتقاسمن سرقة الأوطان والتجارة بالرؤؤس المقطوعة .
والغرب والدول المانحة حدث ولا حرج والمساعدات تفاجئك لأنها تفعل كل هذا بذريعة تحريرك ؟! بل والأكثر من ذلك لأنها تربكك لإنسان عربي بحضارة تحملها معها وتحاول أن تعلمك إياها لتدسها للأبناء جلدتك , في الوقت الذي تطارد فيه الادمغه المفكرة في بلدك .

إن العدل أقل كثيرا من الحرب ..؟؟ ومحاربة الفقراء أجدى من محاربه الإرهاب , وأن اهانة الإنسان العربي , وإذلاله , بذريعة تحريره مساعدته , هما إعلان واضح وصريح للكراهية والعنصرية والاحتقار له , وأن في تفقير المجمعات على حساب مجتمعات أخرى و التمنن عليهم بالمساعدات عبر المؤسسات الدولية والأجنبية " والانجي أوز " بحجة تطويره نهبا لا غيرة على مصيره , وان الانتصار المبني على قضية أخلاقية هو هزيمة , حتى أن كان المنتصر أعظم قوة في العالم .
أصبح للأسف الشديد شعوب العالم العربي تمد يدها للمساعدات والمنح الشهرية عبر مشاريع يطلق عليها مشاريع المانحين وتشمل خرجين وبطالة , هذا ما يفسر العدد المهول للخرجين المبدعين والمثقفين العرب الذين يعيشون ويموت مشردين في أوطانهم الحقيقة يمكن اختبارها في الدول العربية الفقيرة , حيث يعامل المبدع والمفكر والجامعي بالإرهابي الجاسوس , وأحيانا بما يفوق ذلك بكثير يكن أن صل حد الترحيل والسجن , بينما نجد في الغرب الذين يختلفون عنا في اللغة والدين والثقافة والقومية , ملاذا أمنا للحرية .

العرب وجزئية أمن دولة إسرائيل :
الموقف الأمريكي من مشروع السيد الرئيس أبو مازن الممثل في القرار الذي طرحة في الجمعية العامة , يلقي بظلال كثيفة من الشكوك على مصداقية الدور الأمريكي كراعي رئيسي للسلام في الشرق الأوسط وقد أن الأوان لنزع الثقة الفلسطينية الرسمية بهذا الدور , فإذا كان نهر الدماء الفلسطينية في قطاع غزة وفي الأقصى وفي مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية لم يلفت نظر الإدارة الأمريكية إلى أن " الأمن الشعبي الفلسطيني " هو حاجة إنسانية قبل أن كون وطنية , وهذه الحاجة لا تقل أهمية أو إلحاحا عن الحاجة الإسرائيلية المفتعلة أو الحقيقية , فان دور هذه الإدارة سيبقى عديم الإحساس تجاه قضية الشعب العربي الفلسطيني , ومنحاز جدا للموقف الإسرائيلي الممسك بشعار أمن دولة إسرائيل أولا وأخيرا .

وهكذا تريد الإدارة الأمريكية وإسرائيل الضغط بكل قوة على الجانب الفلسطيني للعودة إلى طاولة المفاوضات وكأن شيئا لم يكن , ويزعمون أن هذه المفاوضات سيؤدي إلى سلام عادل في الشرق الأوسط , ولكن ...؟ أين أمن مواطنينا في غزة والخليل والقدس ؟! من سيضمن الأمن لهم حتى في أريحا التي ستبقى شارعها مفتحة للمستوطنين يصولون ويجولون هنا هناك .

كلنا نتذكر اليهودي المتطرف غواد شتاين الذي أطلق النار على مصلين في الحرم الإبراهيمي وهم ساجدون , هذه الجريمة في كشفت النقاب عن البعد الأخر لموضوع الأمن , وهو أن الأمن الفلسطيني مطلوب أمام العالم كله حقيقة أن الاستيطان والمستوطنات كألغام موقوتة تحت ألإقدام الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية , وأن حكمة إسرائيل والإدارة الأمريكية تريدان من الجانب الفلسطيني أن يفاوض وهو يسير على هذه الألغام ؟ حسب اتفاقية السلام ليصل إلى سلامها . والله وحده يعلم ماذا سيبقى من هذا الشعب بعد كل ما سينفجر تحته من ألغام حتى يصل إلى مفاوضات المرحلة النهائية !!

في النهاية : إن قرار مجلس الأمن الدولي , الذي بنص أتفاق أسلوا على أن تنفيذه هو غاية المفاوضات النهائية , يقول بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 67 لكن المستوطنون تجعل من موضوع الانسحاب سواء ما ورد منه في أتفاق أوسلو أو في قرار 242 مجرد أضحوكة .
أي قرار يتخذه مجلس الأمن الدولي في أعقاب الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وتضاعفت بعد ذلك لن يكون كافيا , وإذا أرادت كل من إسرائيل والإدارة الامريكيه أن تستأنف المفاوضات فيجب عليها أن يقبلا بسد كل الفجوات اللاسعة والخطيرة في الاتفاقات السابقة وتمهيد الأرض والمفاوضات لا يقف فيها الجانب الفلسطيني المفاوض على حقل الالغام المتفجرة ...!!

سلامتكم
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]