ما قبل وما بعد لحظة الصفر..رأس السنة أو َمتَمها .


محمود الرشيدي
2011 / 12 / 28 - 23:36     

بدأت ملامح السنة الميلادية الجديدة تطل علينا في الأفق .
تبدو مقبلة لمترقبها ، كما يبدو مترقِّبُها سائر نحوها ؛ وكأنهما اتفقا على موعد وموقع التلاقي ، في الزمان والمكان ؛ وبملامح غير مستقرة أبدا .
ترتيبات الحفل خير دليل على التعاقد ؛ باختلاف وتنوع درجة الإحتفاء : من الإهتمام المفرط ، الى الإهمال التام ، وعدم الإكتراث .
سائرون نحوها ، أو مقبلة علينا ؛ هما طرفان باتجاهين متعاكسين كما يخالهما المتأمل . كل منهما يجري لملاقاة الآخر في نقطة تسمى : رأس السنة ، أو مَتَمّها . لايهُم ...ما يهم هوالموعد ( اللقاء /الفراق ـ التقارب /التباعد ـ التجادب / التنافر ـ التلاحم / الإنفصال .) وبين كل متناقضتين لحظة الصفر، بعد العد التنازلي ليبدأ الحساب التصاعدي .
لكن الغريب في هذا العد من لحظة الصفر: هو كونه تنازليا ، تم تصاعديا في الطرف الأول ، ونفس الشيء في الطرف الثاني المعاكس . ولكل منهما ماضيه ومستقبله .
بانتهاء لحظة الصفر هذه ، ينسلخ كل طرف عن الآخر ، بعد توادّ أو كره ، أوعدم اكتراث . كل واحد منهما يلْفَظ الآخر وراء ظهره ، في سباق غريب ، بعدما كان للتقارب والتلاقي ، أصبح للتباعد والتنائي .
فلنا مستقبلنا ، وللطرف الآخر مستقبله ، وكذلك لنا ماضينا ، كما للطرف الآخر ماضيه ، وكأن مستقبلَنا هو ماضيه ، وماضيه هومستقبلُنا . أو كأننا نلهث وراء البحث عن تاريخه ، وما قبل تاريخه . وهو كذلك ينقب عن تاريخنا وما قبل تاريخنا .
ربما هو تبادل للأدوار ،من أجل التكامل ، ولربما هوصراع ثنائي جدلي من أجل البقاء والإستمرارية . لا هذا ولا ذاك يبدو مؤكدا . المؤكد والذي لا غبار عليه هو : أن لكل طرف منطقه ، كما للمتأمل والملاحظ منطقه . لكن من له المنطق الضعيف ؟؟ ومن يملك المنطق القوي؟؟؟
وأما الحقيقة !! فلا شك أنها شكل من أشكال أخرى ..