مقابلة مع ميناحيم بيغن


عماد البابلي
2011 / 12 / 24 - 07:24     

في كل ليله ..
يجتمع الزمن مع فلاسفة الأخلاق ليوضح الصواب والخطأ
يرقص المهرجون حولهم على تراب الخطيئة المقدس
وتصفق الكؤوس بالثمالة
ونضيع من جديد
* * *
الجو عاصف جدا هذا المساء
ثم .... ماذا بعد .....
لا أدري ولكن
أبهى ما قاله عنكِ الصدى
أنك وفية لسيدك المبلل

الشاعرة الفلسطينية : نائلة الخطيب


( I )
العربي أصيب بحالة تشوش الذهن الكامل منذ أن رمى هولاكو خان ملايين الكتب في نهر دجلة وبدلا من اللون الأزرق للحبر صار لون الماء احمرا ! ، هولاكو دخل في ذاكرة الخالق والمخلوق بهذه المسألة ، وراحت قطرات الماء سفرتها بعيدها نحو الخليج ثم للبحر ثم للمحيط مبتعدة عن أرض العرب ، قطرات الماء رحلت ودخلت في مكانها قطرات النفط ، النفط العربي الذي كان ومازال غاية الخفافيش القادمة من ماوراء الأطلسي ، حيث الحرب يجتمع البشر وحيث أعمال دافنشي يتفرق البشر ، تلك الحكمة جعلت من سكان أوربا وأميركا يتوحدون عبر الحرب وعبر جملة مشهورة ( عالم دون حياة خير من عالم شيوعي ) ، حرب طويلة قذرة بين معسكرين ملعونين ، كان العرب محطة خاصة لها ، وهناك إسرائيل أو أرض صهيون المقدسة التي أعلنت من نفسها هي أرض اليوم السابع ، اليوم الذي اســــــــتراح فيه الرب بعد ستة أيام من الخلق ومن الصنع لملكوت مرتق من خيبات متلاحقة من أعراس دم كان أخرها في بغداد قبل يومين ، جثث متطايرة هنا وهناك ، جثث كانت فقط رسالة SMS بين القادة العراقيين تقول فيها : ( مرحبا .. أنا موجود )
لماذا يحدث كل هذا ولماذا العرب وحدهم من بين كل الأمم يصيبهم مسلسل طويل من التعاسة والفشل التاريخي ، رغم بحيرات النفط ورغم الزوجات الأربع ورغم ملك اليمين وزواج المتعة ورغم أنهم أمة محمد المباركة من بين كل الأمم ..


( II )
في حوار جرى بين ميناحيم بيغن وصحيفة النييورك تايمز كان هذا الحوار :
ميناحيم بيغن : لم يعد هناك ما يسمى بفلسطين بعد الآن ، فأرض إسرائيل التاريخية لا تتسع إلا لشعب واحد وهو شعبها اليهودي ، وعلى هذا الشعب أن يعيد مجده القديم بقوة جيش الدفاع الإسرائيلي وعلم النفس .
الصحفي : ماذا تعني بعبارة علم النفس ؟
بيغن : الفهم السايكولوجي التاريخي للعرب ، أعني النشاط الفعال لشعب حيوي خلاق مقابل الكسل والضوضاء اللامجدية لشعب مؤهل للانقراض .
الصحفي : هل تعتقد أن بالإمكان إزاحة العرب من أرض جذور حضارتهم فيها راسخة وقديمة ؟
بيغن : إنني أسألك بدوري كيف أزحتم الهنود الحمر .


( III )
الحضارة المتقدمة حين تقابل الحضارة الأضعف فأن الأولى تلتهمها ، تلك معادلة تصلح لغياب حضارات وسطوع نجم حضارات أخرى .. كومة أو ثلة أو حفنة من الملحدين العرب راحت تتكلم عن السبب وتفسر وتشرح لنا بالسبورة المرقعة بالــــ ( Pornography ) وبالدماء وبقايا الحيض والنطف والروائح وراحت تنتشي بالكتابة عن النبي محمد ، لاشيء عندهم سوى النبي محمد ، محمد ومحمد ولا شيء يملأ عقولهم سواه من عدو ، يحلمون بقتله ويحلمون بحرقه ويحلمون بزمن يخلو من محمد ، هل محمد صار هو جواز السفر للدخول في فضاء الحرية ؟ .. هل محمد هو الجراحة لسرطانات البؤس العربي المعاصر ؟ .. الملحدون العرب تركوا كل خيبات الحاضر المنعزل بين رسوم الكهف في طيات زمن يجري في عصر الذرة المشرق وسباق التلسكوبات التي تبحث عن حياة في كوكب أخر ..يبشرون بزمن الفوضى واللذة والشهوة الأبدية وأنهار خمر لا يمنعهم عنها سوى محمد ودينه !! والملايين تصفق لهم من المسيحيين الذي مجدوا دينهم بهذه المقالات .. لم يكتشف الملحدين العرب سر مسلسل التعاسة الطويل لهذه الأمة ، مناحيم بيغن أكتشف هذا وياليتهم تعلموا منه .. كانوا عصبة ثرثارة همها الوحيد ماهو نظري ، مفصولين بشكل بعيد عن الواقع وأوجاع محيطهم ، المطالعات الناقصة حولتهم لمهرجين وأدعياء يرون العالم من برج عاجي عالي ..
سؤال ملح الآن يطرح نفسه ، لماذا نولد ناقصين ؟؟
لا أحد يجيب عن هذا السؤال ولم تكن كل الكتب سوى وصف مفرط لهذا النقص البايلوجي والفكري الذي نعاني منه .. العربي أصيب بحالة تشوش الذهن الكامل وكانت حياته سلسة من ردود الأفعال ولا توجد أفعال أبدا ، صوتيات وعنتريات زائفة تجد لها مستقر الآن في الربيع الإسلامي وبداية عصر الخلفاء مجددا ..


( IV )
كان الطفل يشعر بوجود خطأ ماء في السبورة ، شعوره الفطري علمه أن المقدمات الصح يجب أن تعطي نتائج صح ، المجتمع المبنى على التفكك لا يمكن أن يعطي مجتمعا معافى .. مخلوقات سـجينة أعجبها السجن ولم تعد ترى أو تؤمن ما هو خارج السجن ،
فراحت تحاول أن تحمي سجنها وسجًانها ، بأي صورة وبأي شكل ، حتى لو على حســـــــــــــاب إرادته !!