المستقبل هنا ... والآن


الحزب الشيوعي المصري
2011 / 12 / 21 - 13:06     

مداخلة الحزب الشيوعي المصري
اللقاء الثالث عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية


" المستقبل هنا ... والآن "



===========

•بعد الارتداد أو الانقلاب على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتى وبلدان أوروبا الشرقية . ظلت الاشتراكية محل تساؤل يقترب إلى الشك من قطاعات كبرى من الشعوب وهو تساؤل مشروع في واقع الأمر.

وعكفت الأحزاب الماركسية والحركات العمالية على البحث والدراسة لمعرفة الأسباب الجوهرية لهذا السقوط والارتداد والذي لا نشك لحظة أن الكثير من العوامل والأسباب الموضوعية هي التي أدت إلى هكذا وضع . ويفترض أنة قد تم استخلاص الدروس المستفادة من كل ذلك .



ورأينا بعض القوى والأحزاب التي كانت تعد سابقا من ضمن قوى الماركسية. سارعت بإحداث مراجعات فكرية جعلت تلك الأحزاب اقرب إلى مواقع الاشتراكية الديمقراطية بدلا من الماركسية حتى لو ادعت غير ذلك والنماذج على ذلك عديدة.



واهتم البعض الأخر بالضالات الجزئية بدلا من توجيه الصراع في مواجهة الرأسمالية والامبريالية .



وهناك من كفر حقا بالاشتراكية ... وسلم بالانتصار الايدلوجى للرأسمالية ... وروج لفكرة " نظام عالمي جديد " لحرف الأنظار عن جوهر الصراع التاريخي والحقيقي ... والذي قال بة " ماركس – انجاز " في صياغتهما للوثيقة التاريخية ( البيان الشيوعي ) بأن جوهر الصراع في واقع الأمر هو الصراع الطبقي .



والحقيقة انه طوال العشرون عاما الماضية – ومنذ الثورة المضادة 91 – والتطور الحادث على الصعيد العالمي يثبت وبشكل حاسم صحة وقيمة أفكار ماركس ولينين ويؤكد إن العالم إمامة خيار واحد أما الاشتراكية أو البربرية .



# ونطرح هنا بعض التساؤلات التي تؤكد صحة موقفنا : --



== هل الامبريالية نزداد عدوانية ؟



----------------------------



وعلى عكس ما كان يروج " حلف الناتو " بقيادة الامبريالية الأمريكية بأن اغراضة دفاعية لمواجهة " حلف وارسو " وجدنا وبعد ما تم تفكيك " حلف وارسو " توسع وامتداد حلف الناتو وعمد على ضم العديد من بلدان أوروبا الشرقية – وكذا نشر المزيد من القواعد العسكرية للحلف في تلك البلدان – وقام حلف الناتو بعمليات عدوانية خارج أطار الشرعية الدولية .



وانسحبت الولايات المتحدة من معاهدة النظم المضادة للصواريخ البالستية ( A .B .M)



والموقعة منذ عام 1972 – بين واشنطن وموسكو – مما فتح الباب إمام واشنطن للسير في إقامة ما تسمية الدرع الواقي للصواريخ – والذي جرى علية تطوير منذ الثمانينات. وهذا ما يعنى انتقال العسكرة إلى الفضاء الخارجي مما يشكل خطورة على استقرار العالم ويؤكد على الطبيعة العدوانية الكامنة في الامبريالية – أن " حلف الناتو " الذراع العسكري للامبريالية – طرفا في كل الصراعات الإقليمية الدائرة ألان على الساحة العالمية .



ونعتقد إن قراءة لأفكار لينين والتي صاغها حول الامبريالية وسماتها العدوانية تدلنا إلى اى مدى صحة ودقة الأفكار وصلاحيتها إلى ألان .



# التساؤل الثاني



لماذا الفقراء يزدادون فقرا ؟



------------------------



لماذا يزداد الناس فقرا – على الرغم من الاتفاع الناتج القومي ., بل في عديد من الدول تضاعف ربما الناتج القومي ومع ذلك تنتشر معدلات الفقر في المجتمع... في مناخ الأزمة العالمية الشاملة ... وسيادة نمط الإنتاج الراسمالى وإخضاع كل الأنشطة الإنسانية – لحكم السلعة .



هذا الوضع خلق مستويين من التدهور :--



= المستوى الأول من التدهور ذو طبيعة اجتماعية فعلى الرغم من التزايد في الثروات المنتجة – لا يحدث تراجع في مستوى الفقر والبؤس على صعيد العالم .



نحن لدينا 1,3 مليار شخص لا يتعدى دخلهم دولار واحد في اليوم , و800 مليون نسمة يعانون سوء التغذية , 850 مليون شخص من الأميين , وأكثر من 250 مليون طفل يتم استغلال قوة عملهم ( تجارة البشر تعد ألان ثالث تجارة غير مشروعة بعد تجارة السلاح والمخدرات وتقدر استثماراتها ب 32 مليار دولار ) .



= والمستوى الثاني من التدهور يتعلق بالطبيعة – والنظام البيئي وبسبب نفاذ عدد من المصادر غير القابلة للتجدد احدث – احدث كافة أنواع التلوث - , آت العدوان على البيئة وتدمير اتساقها التي تكيفت معها حياة مختلف الكائنات التي تعيش على كوكبنا مما يؤدى هذا العدوان إلى تدمير الحياة على هذا الكوكب وكل ذلك بسبب البحث عم الربح .



= وادي تقليص دور الدولة – وتخليها عن توجيه الاقتصاد الوطني وخصخصة مشاريع القطاع العام , أدى هذا إلى تفاقم البطالة الهيكلية اى طويلة الأمد .



وما تقدمة الحكومات الرأسمالية لعلاج البطالة المتفاقمة تدور في إطار الحل الراسمالى – اى عن طريق الانتصار لقيم السوق وزيادة معدلات النمو الاقتصادي – فتلجأ إلى خفض الأجور أو زيادة ساعات العمل الاضافى – وخفض مستوى التأمين الاجتماعي – والصحي – وخفض الضرائب على المشاريع وعلى أصحاب الدخول العالية – بهدف جذب الاستثمار بغية القضاء على البطالة من خلال النمو الافتصادى وفى واقع الأمر إن انتصار السوق على دولة التكافل الاجتماعي أدى إلى الإضرار بمصالح السوق نفسها في نهاية المطاف .



وما تشهده ألان بعض بلدان " الاتحاد الاوربى " من أزمات هيكلية في اقتصاديتها – تدفع حكوماتها الرأسمالية على نهج ما تسمية سياسة التقشف – اى في التحليل الأخير مزيد من الاعتداء على حقوق العاملين باجر – وتقليص الإنفاق الحكومي على التعليم – والضمان الاجتماعي – والصحي .

•إن الأزمة تكمن في طبيعة النظام الراسمالى ذاته وأية حلول لن تفلح إلا بإنهاء جذري لهذا النظام الاستغلالي وهناك في النهاية حقيقة ينبغي التمسك بها إن قيام عالم أخر بديل أمر ممكن – عالم يقوم على أساس قيم مضادة بشكل قاطع وحاسم للقيم السائدة والمهيمنة في هذه الأيام .
•والآن أيها الرفاق

لا يمكن أن ننهى حديثنا دون أن نتطرق إلى الوضع في مصر – ومن الزاوية التي نناقشها اليوم في مؤتمرنا ( هل ما يحدث في مصر الآن – وبلدان عربية أخرى وما اصطلح على تسميته بربيع الثورات العربية – يصب في صالح الصراع الرئيسي ما بين قوى الاشتراكية العالمية من جانب والامبريالية من جانب آخر ؟)



أن ما حدث في مصر منذ إل 25 من يناير وحتى الآن هي ثورة شعبية بامتياز , ودون أن ننشغل بتطابق " كتالوج " الثورات العالمية ونطبقه على نموذج الثورة المصرية لنحكم بأنها ثورة أو لا – بعيدا عن هذا الإطار الجامد .



نحن نتحدث عن ثورة شاترك فيها وفق معظم التقديرات ما يزيد على عشرين مليون مواطن مصري -- كانت حالة ثورية مكتملة بكل المقاييس تتشابه مع وضع الأزمة الثورية التي وصفها لينين بعجز الحكام عن الاستمرار في الحكم بذات الأسلوب القديم – ورفض الطبقات الشعبية إن تحكم بذات الأسلوب القائم .



نعلم جيدا إن الثورات الاجتماعية ما تقوم إلا نتيجة استفحال التناقضات الرئيسية والعجز عن حلها ونعلم أيضا أن الثورة لا تكتمل إلا باستبدال طبقة بطبقة أخرى أكثر تقدما .



= ولكننا ننظر إلى ثورة 25 يناير بأنها واحدة من سلسلة حلقات الثورات الوطنية الديمقراطية – بل هي أعظمها على الإطلاق لطابعها الشعبي. لها مهام محددة وهى وضع مصر على طريق التحول الديمقراطي , وتحقيق مطالبات اقتصادية واجتماعية أو ما يعرف بالعدالة الاجتماعية .



وفى هذا السعي النضالي والذي لم يتحقق إلى ألان تحاول بقايا النظام السابق والتي لا تزال في قمة السلطة ممثلة في " المجلس العسكري " – وقوى الثورة المضادة إضافة إلى الرجعية الدينية – التشبث بمواقعها أو تحويل الصراع إلى صراع ديني.



إن الثورة المصرية والتي نراها مستمرة ويجب ألا تتوقف عند مجرد الانتخابات البرلمانية.



أن إقامة مصر كدولة مدنية حديثة – نعتقد أنة يحدث قطيعة مع الامبريالية والصهيونية ويحول مصر من نظام تابع للولايات المتحدة – إلى نظام وطني ديمقراطي .



أن تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي – نعتقد أنة يصب في صالح توازن قوى التقدم والاشتراكية العالمية في صراعها مع الرأسمالية العالمية والامبريالية من خلال فك الارتباط بين تلك الدول التابعة والنظام الراسمالى العالمي .