باراسيكولوجيا أنثوية .. مريم وفاطمة نموذجا !


عماد البابلي
2011 / 12 / 20 - 22:36     

لا تاريخ غير تاريخ الروح ..

( الكون المادي هو نتيجة لخطأ أصلي من جانب الكائن فوق الكوني ،، التوتر الذي يصيب البشر ويشكل متلازمة هو نتاج ثنوبة مابين هو مادي وروحي المتصارع داخل الكينونة البشرية ،، الإقرار بوجود إله ذكوري متعال غير مبال يرافقه بعجز يصيب المنظومة البشرية ،، الوجودية هي شعور عام بالعزلة والهجر والأنقذاف إلى عالم لا ينصاع لرغبات الإنسان الأصلية وبالتالي إدراك مزعج بأن العالم ليس متجانسا مع الكائن البشري ،، البشرية هي سلالة مشردة فاقدة لوطنها الأصلي بسبب لعنة أولية أسطورية جاءت تحت لوحة الأفعى الناطقة الغاوية وحواء المترددة المشوشة ،، تتحدث لنا الميثولوجيا عن حواء أولية قبل حواء المعروفة كان اسمها ليلث ، ليلث المساوية لأدم في الخلق وحدث النزاع فتركت ليلث ملعونة كباقي الملائكة الملعونين بقيادة أكثر الملائكة قربا للرب هو عزازيل الملاك المسؤول عن الموسيقى في الملكوت ،، العالم تحكمه قوانينه ولا يحكمه إله ، الرب انسحب من خارطة الوجود بعد إدراكه بخطأ التصميم في مخلوقه المحبب الجديد وهذا محور الربوبية ( Deist ) المذهب الفكري الخاص بالفيزيائي الشهير نيوتن وغيره )
تلك من أهم أسس الغنوصية التي تعتبر مدرسة فلسفية أصيلة عشوائية التنظيم في القرنين الأول والثاني الميلادي والتي جاءت كمحاولة للتوفيق بين المسيحية وبين الفلسفة اليونانية والأفكار الزرادتشية ، على يد أفلوطين تخلصت الغنوصية من اتهامها بأنها تلفيق ليس إلا ..
سنستعمل الأفكار الأنطوثيولوجية ( وجودية – لاهوتية ) مع الباراسيكولوجي ومع الغنوصية في فهم سر قداسة مريم وقداسة فاطمة الزهراء عند الشيعة ، الســـــيدتين الأكثر شهرة في كتب الدينين ( الشيعة وفق مذاهب السنة هو دين خاص ! ووفق السلفية هي هرطقة ) ، على الرغم من كون الشيعة في حقيقتها هي غنوصية زاوجت بين الأفكار الفارسية مع الإسلام ( التحديث الصفوي للمذهب الشيعي ) للخروج بدين ذو طبيعة روحية مفقودة من الدين الإسلامي الذي أنشغل كثيرا في الفقه السياسي في جعله دين الدولة الرسمي ( بدأ هذا عند عمر بن الخطاب ) مع نسيان فقرة رئيسية بأن النبي لم يبالي كثيرا بالسياسة وكان انصبابه الرئيسي كان في جعل الدين مصدر تشريع اجتماعي واقتصادي فقط يحفظ العدالة الاجتماعية للغالبية من الفقراء والمظلومين المنتشرين في أنفاق مكة حيث كانوا يقارنون بالنوق والإبل في رأسمالية قريش تلك القبيلة الذهبية التي نجحت في تحويل نفسها من عرق بشري لسلالة حاكمة حتى الأبد بإعادة طبخ النصوص القرآنية والأحاديث النبوية لصالحها .. في هذا المعترك الفكري عاشت السيدة فاطمة الزهراء .. فاطمة كانت ضعيفة البنية كثيرة المرض وكثيرة الحب لوالدها ، حتى أنها الوحيدة التي ارتدت السواد على أبيها بعد وفاته ، ســـــــميت فاطمة أم أبيها وهي دعوة فلسفية وليس مجرد لقب فقط ، بجعلها المبدأ الوحيد لاستمرارية الجنس المحمدي ومورثاته التي قطعت بعدم إنجاب ذكرا يرث تركته الكبيرة ، بشرَت فاطمة بميلاد شخص من ذريتها سمته ( محمدا ) أشد الناس شبها بأبيها ستكون ولادته فاصلا كونيا في تاريخ البشرية وفي الحرب الطويلة بين الخير والشر ( وفق العقائد الشيعية ) ، فاطمة كانت زاهدة جدا وضعت نفسها في جانب المظلومين والمقصيين بعد وفات أبيها ، وكانت ضحية لتعنت سادة قريش الجدد وارثوا الدين الجديد ، حرموها من نصيبها في أرض أبيها وأجهضت بطفل اسمه المحسن كما تقول الراويات ( الخلافة الفاطمية كانت امتدادا حيا لها ) .. تشبه فاطمة في دورة محمد مثل مريم في حياة يسوع ، نفس الشروط المصنعة في خلق الأنثى الكاملة ، حواء الجديدة التي تتوافق مع بنية اللاوعي الجمعي البشري ( حسب يونغ ) ، المثال النموذجي للسيدة التي تختصر دور الأم والابنة والزوجة والحبيبة والصديقة ، يسوع تجلى هذا واضحا في عدم الارتباط مع أنثى طوال حياته التي أنهاها بتقديم نفسه للصلب على يد اليهود وتشابه القصة مع الحسين بن فاطمة الذي قدم نفسه لمقصلة يزيد فداءا لقيم بالعدالة الاجتماعية كان ورثها عن أبيه ( الأمام علي ) ذلك الناسك الراهب الذي يشابه في دوره دور يوسف النجار ، خلود فاطمة تاريخيا كقيمة روحية له علاقة وثيقة مع محمد وفشله الواضح مع كل زيجاته الكثيرة التي يشير عددها المفزع لهذا ( عائشة ومعركة الجمل كمثال ) .. مريم صنعت من يسوع منقذا عبر تفريغ ما قاسته من أوجاع بهذه البشارة ( مريم كانت فيلسوفة حسب خدمتها في المعبد وهضمها لكل نصوص التوراة الذي دون في بابل ! ) وكذلك فاطمة مع الحسين ( تنص أهم قاعدة في البارا سيكولوجيا بأن الطاقة الروحية ( ساي ) تتناسب بشكل طردي مع مقدار الألم وخصوصا عند النساء ) .. مريم وفاطمة كانت مثال واضح على اشتقاق الذات الإلهية نحو الأرض ، الذات العليا الغير محددة بجنس معين ، اشتقت أرضيا بسيدتين هما فاطمة ومريم ، مريم حسب النصوص الميثولوجية تمثل الأمومة الإلهية في ولادة الكائن النصف إله الذي صار إلها بصعود جسده للسماء ، فكرة الأمومة الإلهية رفضها محمد فالله عنده ( لم يلد ولم يولد ) ، الشيعة وجدوا الحل لاحقا لهذه المشكلة ( !!! ) .. مريم توصف بالبتول وكذلك فاطمة فهو لقب ملازم في كل الأدبيات الدينية من مسيحية وإسلامية ( سنية وشيعية ) ، التبتل هو الانقطاع التام لله والعزلة عن الدنيا .. مريم وفاطمة أدركتا كل الثوابت الغنوصية التي فهمت المبدأ الحقيقي لهذا العالم ، فقد عاشتا في حالة ( توريا ) – فلسفة هندية - ، الحالة الرابعة من الوعي في الصفاء الروحي بعيدا عن الحالات الثلاث الأولى ( النوم والصحو والأحلام ) ، فهمتا بأن المرأة هي كومة لحم ليس في نظر الرجل ، فهمتا القدر التاريخي للبنت بأن قطعة أثاث عتيقة في بيت أهلها ومع تقدم العمر تصبح ثقيلة على البيت ويجب أن تجد مأوى في بيت رجل أخر ، رجل دائما يوصف بأنه مشتري لسلعة ( المهر باسم أخر ) ، رفض حالة كائن من الدرجة الثانية ( أنثى ) هو السبب في كل التكاملات الروحية التي أصابت السيدتين معا ، ولأن التاريخ المسيحي كتب بقلم رومانسي فقد بين الجوهر الأنثوي في يسوع أكثر من فاطمة وذريتها ، عدسة التاريخ تبقى هي سيدة التشويه في نقل كل هذا الزيف الذي يكسر عظامنا في الوقت الراهن .......

المصادر :
- لويس ماسينون – صفحة 80 لغاية صفحة 85 – تأليف جان موريون - سلسلة أعلام الفكر العالمي
- الغنوصية ( الفلسفة والوحي ) – تأليف ادوارد مور - موقع معابر

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

شكرا لكم