الورثة الحقيقيون لمصباح ديوجين * هنيئا للحوار المتمدن *


سعيد زارا
2011 / 12 / 11 - 04:28     

كان ديوجين يحمل مصباحه في عز النهار مستفزا كل القاطنين بالمدينة وهو يبحث عن انسان , انسان لم توجد مواصفاته بعد في من يقطنون المدينة التي يمكث فيها.ان ديوجين بحكمته الرائعة هذه اماط الحجاب عن رحلة الانسنة التي لازالت لم تتخلص من براثن الوحشية و الانانية التي لا علاقة لها بالانسان الحقيقي الذي يبحث عنه كل متنور فيختار خندق المضطهدين لاضاءة دربهم المراد تعتيمه ممن لهم مصلحة في استمرار المظلومين معصوبي الاعين.
حمل المصباح من بعده كل من اختار معسكر المهمشين دربا للنضال من اجل حقيقة استبعاد الظلم و القهر , مؤمنين بحقيقة الانسانية التي ترقد بعد ازالة كل اشكال الاستغلال, و بعدما كان مصباحا و احدا يحمله ديوجين وحده , اضحى هذا المصباح مصابيح استلمها كل المهمومين بقضية الانسانية في العصور المظلمة و قوبل اولئك الابطال بقمع وحشي و طوردوا في كل بقاع بلادهم و شردوا عن عائلاتهم.
استلم المصباح فلاسقة الانوار مسلطين نور المصباح على ظلمات العصر الوسيط, عصر الاقطاع والنبلاء, فكانت ثورة تاريخية بورجوازية نقلت الانسان من الدرك الاسفل الى درجات عالية في الرقي, ورغم كل التقدم الذي احرزه الانسان في كل مجالات الحياة من علوم و تقنية و ادب , الا انه كان لا يزال مثقلا بجراثيم الفردانية القاتلة لاخيه الانسان مع استمرار التملك الفردي للثروات المنتجة رغم انخراط كل الشغيلة في انتاجها دون ان تنال حصتها المعقولة من المنتوج.
الماركسيون و هم الورثة الحقيقيون لفكر الانوار, لم يملوا من حمل المصباح , و كانت اضاءتهم كونية لم تستثني عاملا في المعمورة عبر كتابة اول دليل للشغيلة تستطيع ان تستكمل به رحلة الانسنة الى الانسان الحقيقي الذي كان يبحث عنه ديوجين, و هو البيان الشيوعي الذي الفه العبقري ماركس صحبة رفيقه انجلز, فكان شبح الشيوعية يحوم على اروبا.

مافتئ نور الماركسية يخفت في بلاد الانوار حتى سطع في بلاد الثلوج , فكان المصباح اكثر انارة عبر لسان حال البلاشفة , البرافدا, و التي استطاعت بشكل غير مسبوق و بتوجيهات لينين الذكية ان تحمل اشعة المصباح الى عتمة كل المصانع و المعامل و المزارع حيث حشدت العمال و الفلاحين في بناء اول دولة للعمال في تاريخ البشرية.استكمل البولشفي العظيم, الرفيق ستالين ,حمل السراج فسلط النور على المسلك الذي يجب ان تعبره ملهمة عمال العالم , فدحر الحمر الذئاب الهتليرية في اوكارها و خلصوا البشرية من عبودية الرايخ الثالث , واطلقوا شرارة التحرر الوطني بدعمها في كل المستعمرات, و لما نجح البلاشفة العظام في اعادة بناء ما دمرته القطعان النازية , ادار حامل السراج النور الى خلفه لاستكمال رحلة الانسنة التي اوشكت من التخلص من قيود الانتاج حيث الحرية المطلقة , عبر القضاء على طبقة الفلاحين و كل اطياف البرجوازية الوضيعة بعد ان اشتد عودها خلال الحرب, تلقى الرفيق ستالين طعنة من العسكر اردته قتيلا , هوى المصباح فخفت بريقه الوهاج و ضلت الاحزاب الشيوعية طريقها الى الانسان الحقيقي بعدما انقضت ضباع الطبقة الوسطى على قيادة دولة العمال في الاتحاد السوفياتي.

انهار المشروع اللينيني دون ان يستكمل عملية تفكيك الراسمالية , فانتهت الاخيرة الى الانحلال لتستوي الطبقة الوسطى عالميا وتخرج برحلة الانسنة الى خارج التاريخ بعدما كان خطها تصاعديا يرتقي بالجنس البشري الى حسن ثم احسن, اما و قد استلمت البرجوازية الوضيعة قيادة العالم فكل ما راكمه كل من حمل مصباح ديوجين , قد ذهب سدى حيث يحوم شبح الكارثة على عالمنا , مما زاد من تناقص نور المصباح .

نراهن على موقع الحوار المتمدن ان يستكمل الرحلة و يحمل المصباح الذي لن يضيئ الا بكتابات اولئك الذين لا يملوا في فضح اضاليل و اكاذيب البرجوازية الوضيعة العدو الرئيسي لطبقة العمال و نشر الوعي الماركسي الاصيل الذي يتلقى اقسى الضربات في عصرنا. فهنيئا للحوار المتمدن وريثا لمصباح ديوجين حتى يسطع نوره اكثر في عشريته الثانية. و التحية لكل الطاقم الذي يسهر على جعل جريدة الحوار المتمدن موقعا منيرا.