العودة للمفاوضات ... !!


جميل عبدالله
2011 / 12 / 10 - 13:48     

في السابق لقد حدد مجلس الأمن الدولي بعد انجازه قراره بالإجماع هدفه تحقيق دعوة جميع الأطراف للبدء في الحال بمفاوضات تحت رعاية مناسبة لتنفيذ قرار رقم 242بجميع أجزائه وكذلك هو الحال بالنسبة إلى القرار رقم338 هذان القراران بنصوصهما مرجعية المفاوضات , لكن الأوراق المتبادلة حول هذا الموضوع تتحدث عن مفاوضات على أساس القرار 242وتذهب مسوده إعلان التطبيق مع إسرائيل إلى حد التأكيد على أساس القرارين السابقين إلا أن جميع الخيارات تظل مفتوحة فيما يتعلق بمصير الأراضي المحتلة , على الرغم من أن القرارين لا يحددان سوى خيار واحد وهو الانسحاب من جميع الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة .

هذا الأمر أكتسب أهمية مضاعفة بسبب التشويه والتغييب لعناصر أساسة من هذين القرارين في مجرى العملية التفاوضية , حتى بلغ الأمر بالجانب الإسرائيلي إلى رفض الاعتراف بسريان مرجعية المفاوضات على الفترة الانتقالية , وتجاهل العناصر الأساسية في قراري مجلس الأمن اللذين يشكلان تلك المرجعية في المرحلة النهائية , وهو يعني أن تلك العناصر باتت خارج دائرة التفاوض !!

من هنا صراحة تكون الحالة ماسة للعودة إلى نصوص مرجعية المفاوضات والاتفاق عليها قبل التحرك والبدء في المواضيع الباقية التي يفترض أن تكون حلقات متتالية في عملية تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و 338 .

إن إلغاء الإدارة المدنية الإسرائيلية يلغي شكلا من أشكال الممارسة الاحتلال ولكن ..!؟ لا يلغي الواقع ألاحتلالي في مختلف أشكاله العسكرية والاستيطانية وغيرها ... ولذلك فان التوجه لدى الجانب الإسرائيلي يستلزم مزيدا من اليقظة والحذر من الجانب الفلسطيني لضمان أن يكون الرجوع إلى المفاوضات فعلا نحو تنفيذ قراري مجلس الأمن وليست مرحلة انتقالية إلى المجهول هذا المجهول الذي كشفة النشاط الإسرائيلي على الأرض باستمرار الاستيطان وترسيخ واقع الاحتلال على الأرض العربية , وهذا يفي أن العودة للمفاوضات تتضمن عناصر تحقق فيها انسحابات على الأرض وسلطات يؤدي تراكمها الكمي إلى تحقيق الانسحاب الكامل وضمان السيادة الوطنية الفلسطينية على كامل الأرض العربية المحتلة .

ولكن السؤال هل هناك مخاوف كبيرة من الرجوع إلى المفاوضات ...؟
في كل لحظة تطلق تصريحات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي , هذه التصريحات أصبحت شبيهة بتصريحات الهزات الأرضية وتسونا مي البحر على مقياس رختر ! وربما كان , هذا المقياس أكثر دقه وأكثر واقعية في أ:تشاف الزلازل , ولا يجب بصراحة أن يشغل بالنا كثير من هذا الكر والفر بين التشاؤم والتفاؤل المستقبلي في كلا الجانبين , فالكل بات يعلم جيدا في نهاية الأمر أنهم لن يتوصلوا إلى أي اتفاق مثلما كان الأمر من قبل !؟ ولكن ما بهمنا هو أن أتفاق السلام قد تعرض لكل تلك الثاكلات السيئة كما حدث في كل الاتفاقيات اللاحقة " كخارطة الطريق ... الخ " , وإذا كانت رائحة " بن يا مين نتن يا هو " تفوح منه بقوة , فما الذي سوف يحدث في الأيام القليلة القادمة بعد إعلان مشروع أو التصويت على مشروع الاعتراف بدولة فلسطين والمقدم من قبل السيد رئيس السلطة " أبو مازن " ؟ الإجابة : سيدرك المتفاوضون من كلا الجانبين أن ما اتفقوا عليه , وهو في غير صالحهم , سيزيد سواء حينما يبدأ التطبيق على ارض الواقع !!

ليس هذا التشاؤم ولكن معرفة للأسلوب الإسرائيلي , وحقيقة الموقف لحزب الليكود المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي " نتن يا هو " , هذا الأسلوب في الأساس , ينطلق من اعتبار أن الشعب العربي الفلسطيني خطر على إسرائيل , لذلك كانت الخطة التفاوضية الاسرائيلة مرتكزة كل الارتكاز على هذا الفهم المسألة.." الأمن أولا وأخيرا " ...
وبموجب هذا الأسلوب لابد من السيطرة كل السيطرة عل هذا الشعب مباشرة أو غير مباشرة بحيث يحرم من أقل حقوقه وهي السيطرة على أرضة من قبل سلطته الشرعية التي أتفق عليها , وحتى في ممارسة حقوقه إلا في حدود ما تسمح به الاعتبارات الأمنية للجانب الإسرائيلي ؟؟؟

في النهاية : وفي الحقيقة لقد حمل أتفاق السلام تنازلات فلسطينية كثيرة وكبيرة , ليعطي للعالم برهانا على أن الجانب الفلسطيني لديه الاستعداد وكل الاستعداد لتقديم التضحيات المؤلمة من أجل دفع عملية السلام قدما , وكان الأمل زيادة الدعم الدولي لقضيتنا ومطالبنا العادلة , لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ....
إذا ما حاول أحد من الطرف الفلسطيني المفاوض استعراض ما تم منذ اللحظة التفاوضية الأولى في واشنطن حتى هذه اللحظة , فسيرى كم كان التراجع كبيرا وكم أصبحت أفاق الاستقلال مظلمة + باهته + بعيده ...!!

سلامتكم .
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]